اخبار البحرين

روى قصة 5 عقود من الشعر والفولكلور.. علي خليفة: حكايات الوالد عن البحر ومواويل الأم الينبوع الأول لموهبتي الشعرية – الوطن

حمدي عبدالعزيز


صاحبتني قيم كثيرة منذ طفولتي لأن التربية كانت صارمة ومليئة بالمعنى


لم يكن عندي وقت للعب ولا أعرف استخدام الورق وسائر الألعاب الشعبية


حصلت على بعثة في التخصص العلمي ولم أكملها نتيجة ظروفي العائلية


أنوي كتابة سيرتي الذاتية ووضعت خطوطها العريضة لكن الوقت يداهمني


من «حكايـات الـوالد عن البحـر ومواويـل الأم» نبعت موهبته الشعريـة، حتى بات شاعر البحرين الكبير علي عبد الله خليفة، صاحب موهبتين في الشعر، الفصيح منه والعامي، ما يطوع له كل أدوات اللغة، حتى يعبر عن مشاعر إنسان بحريني، معجون بهموم وآمال وتطلعات الناس، وفي جميع قصائده يحاول التعبير بصدق عما يجول في نفسه كمواطن عربي من البحرين، بمفردات تعكس بيئتها وبحرها وثقافة شعبها.

وعندما روى، في حوار مع «الوطن» غيضاً من فيض 5 عقود من الشعر والفولكلور، يمكننا أن نستمع إلى الشاعر الكبير علي خليفة، وهو يحكي كيف حصل على بعثة تعليمية من وزارة التربية والتعليم لدراسة تخصص الأشعة في الجامعة الأمريكية ببيروت 1963، وكان التخصص العلمي خياره الأول، لاعتقاده بأن الأدب ينمو بالموهبة والقراءة، لكنه لم يتمكن من استكمال البعثة؛ لأنه كان العائل الوحيد لأسرته منذ سن مبكرة.

ويقول الشاعر البحريني الكبير إنه صقل موهبته في البيت و«الفريج» حيث كان مولعاً بسماع الشعر، ووالده غواص يملك الكثير من الحكايات التي يرويها، ووالدته من حفظة المواويل والأشعار النبطية، فضلاً عن أن شعوب الجزر دائماً أمام أفق يجمع السماء والبحر، ويثير الخيال والإبداع.

ونوه بأن مسيرته الشعرية التي حللها نقاد وباحثون عرب وأجانب، وترجمت إلى لغات عالمية، بدأت عام 1963 بعد أن نشر بريد القراء بمجلة الحوادث اللبنانية قصيدته الأولى «زفرات»، مؤكداً أن الشعر صديقه ورفيق دربه ومشاغب! لأنه يهاجمه وسط زحمة الأعمال والظروف، لذلك لا يتوقف عن كتابة الشعر، ويحضر لديوان جديد بالعامية وآخر بالفصحى، وكلاهما موجود لدى الفنانين التشكيليين الذين يعبرون عن القصائد بالتشكيل، وسيريان النور قريباً.

وفيما يتعلق بالثقافة الشعبية، فقد بدأت معه بشكل عفوي، في أجواء المواويل التي يهيمن عليها أحوال ومشاعر الناس، ثم في الأعمال الميدانية مع الباحثين الأوروبيين، مما ساعده على تطوير الكنوز الثمينة التي وثقها، من خلال قراءة المجلات الرائدة والتواصل مع الرواد المتخصصين في مصر، وكل هذا ساعده في تأسيس مركز التراث الشعبي الخليجي، وعمله في المنظمة الدولية للفن الشعبي، التي أصبح رئيساً لها منذ عام 2016م، حيث يوجد المكتب الرئاسي في البحرين بدعم من جلالة الملك المعظم.

وتلبية لنداء الوطن، أصبح الشاعر البحريني الكبير أميناً عاماً لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وهي الجائزة العربية الوحيدة في مجالها، وأطلقها جلالة الملك المعظم عام 2009 لتكريم جهود الإنسان في خدمة البشرية دون تمييز، وتحمل لمسة وفاء حانية ومتوقعة جلالته تجاه الوالد الأمير الراحل.

وغاصت «الوطن» في مسيرة الهامة الأدبية البحرينية الكبيرة، المعجونة بتواضع وإنسانية أرض وشعب البحرين، لتستخرج لآلئ ثمينة عن الإنسان وتربيته وهواياته وحياته، والبيت والفريج والمجتمع ورموزه، فضلاً عن التجربة الشعرية، والثقافة الشعبية، وخدمة المجتمع، وكيف يرى علي خليفة الإنسان علي خليفة الشاعر والأديب؟، وهل سيكتب سيرته الذاتية قريباً؟!..

وإلى نص الحوار:

بماذا تميزت مسيرة أكثر من خمسة عقود في ميدان الشعر والثقافة؟

بدأت مسيرتي منذ نشر القصيدة الأولى في بريد القراء بمجلة الحوادث اللبنانية عام 1963م، وتميزت بالاجتهاد، قبل ذلك وبعده! فقد حصلت على بعثة تعليمية من وزارة التربية والتعليم لدراسة تخصص الأشعة في الجامعة الأمريكية ببيروت في نفس العام، وكان التخصص العلمي خياري الأول لاعتقادي أن الأدب يمكن تنميته بالقراءة والموهبة، لكنني لم أتمكن من استكمال البعثة نتيجة ظروفي العائلية، فقد عملت لمدة خمس سنوات منذ المرحلة الإعدادية في صيدلية «فخرو»، وأردت العمل بعد المرحلة الثانوية لإعالة العائلة.

من النبع الصافي ترتوي الجذور.. ماذا عن نشأتك؟ وكيف عجنت بالشعر في طفولتك؟

في البيت و«الفريج» كنت مولعاً بسماع الشعر، وكانت العائلة تردد المواويل وأغاني البحر، ويتبارى الأهل يومياً في ذلك، وكان والدي غواصاً عند كثير من الحكايات التي يرويها لي، ووالدتي من حفظة المواويل ولديها ذاكرة عامرة بالمواويل والأشعار النبطية. وكنت أسجل كل هذا على الورق ثم بالكاسيت. وفي هذه البيئة اختزنت ذاكرتي الأشعار والإيقاعات والأوزان.

بالعودة على الطفولة: ما هي أهم القيم التي استصحبتها، وكيف كانت التربية داخل الأسرة البحرينية وقتذاك؟

صاحبتني قيم كثيرة لا حصر لها، لأن التربية الشعبية في البيت البحريني كانت صارمة ومليئة بالقيم والمعاني النبيلة التي يرثها جيل بعد جيل.

حدثنا عن هواياتك في طفولتك وشبابك؟ وهل تغيرت خلال مسيرتك؟

لم يكن عندي وقت للعب مثل الأطفال والشباب والكبار!، ولا أعرف استخدام الورق أو طريقة لعب الكيرم والدامة وسائر الألعاب الشعبية، وبعد المرحلة الثانوية كنت مولعاً بالقراءة، واعتبرتها هوايتي الأساسية، فذهبت لمدة 7 أعوام، بين الثالثة عصراً والثامنة مساءً إلى المكتبة العامة «كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم» وقرأت في كل المجالات بالتركيز على الأدب والشعر، وكانت المجلات المصرية مصدر ثراء كبير ونافذة للثقافة العربية والإنسانية، ويشرف عليها كبار الكتاب والمثقفين، مثل: المجلة، الرسالة، الثقافة، التراث.

لك نظرة عن طبيعة ونفسية شعوب الجزر ومنها البحرين.. ما هي؟

شعوب الجزر في ذاكرتي دائماً أمام أفق من الجهات الأربع، وأتذكرني كطفل كان يتأمل الأفق الذي يجمع السماء والبحر، وأتساءل: ماذا هناك؟! وكان هذا مثار الخيال والإبداع.

وأرى أن هذه الشعوب، ومنها شعب البحرين، تتصف بالانفتاح فكل غريب صديق، وهم على استعداد فطري للتآلف وقبول الآخرين وبناء علاقات أخذ وعطاء معهم، وهذا أفادني في تكوين صداقات مع شخصيات من مختلف أرجاء العالم، ومد يد الصداقة والأخوة والتعاون معهم.

كيف يرى علي خليفة الإنسان، علي خليفة المثقف والشاعر؟!

أرى نفسي بموهبتين في الشعر، الفصحى والعامي، كما أراني مجتهداً، حتى وإن لم أنجح، فقد حاولت كتابة القصة القصيرة، وحاولت تعلم اللغة الفرنسية بعد إجادة الإنجليزية، ولم أوفق، وأنا سعيد لأن أغلب أشعاري ترجمت إلى الفرنسية بعد ذلك!.

وهذا الاجتهاد يرجع إلى حياة العصامية والاجتهاد التي عشتها، فقد عملت خمسة أعوام بالصيدلية، لأن والدي كان عاجزاً بعد الغوص، ووقتذاك أتقنت الإنجليزية، وكنت أقلد ما أسمعه من أشعار.

هل تذكر عنوان القصيدة الأولى؟

نعم. كانت بعنوان «زفرات»، وكان بدايتها «كفكفي يا شجون دمع تلك العيون» ونشرتها في بريد القراء بمجلة الحوادث اللبنانية، ولا تتصور مدى فرحي بها، واشتريت نسخاً كثيرة من المجلة، وبعدها نشروا لي قصائد جديدة في الصفحات الأدبية.

وكيف تعرف عليك الجمهور البحريني بعدها؟

في عقد الستينيات فزت بمسابقة شعرية في البحرين، وكانت بداية لانطلاقتي في ميدان الشعر، وتولت مجلة «هنا البحرين» نشر قصائدي برسوم الفنان الكبير عبد الله المحرقي، وكان للمرحوم د. محمد جابر الأنصاري دور محوري بالتوجيه، وكان أول ناقد لقصائدي بالدراسة والتحليل.

هل أرخت أشعارك لتاريخ البحرين الحديث ومجتمعها؟

أشعاري تعبر عن مشاعر إنسان بحريني، معجون بهموم وآمال وتطلعات الناس، وفي جميع قصائدي أحاول التعبير بصدق عما يجول في نفسي كمواطن عربي من البحرين، بمفردات تعكس بيئتها وبحرها وثقافة شعبها.

هل تنوي نشر قصائد جديدة؟

الشعر صديقي ورفيق دربي ومشاغب؛ لأنه وسط زحمة الأعمال والظروف يهاجمني!، وآخر قصيدة كتبتها بالأمس، والآن الكتابة ميسرة على الهاتف، ولا أتوقف عن الكتابة، وتختلف كل قصيدة عن أختها في التجربة والإجادة، وكيف يترك الحدث فيك أثراً يحضر كل التأثيرات في مسيرتك.

وأحضر لديوان جديد بالعامية وديوان آخر بالفصحى، وكلاهما موجود لدى الفنانين التشكيليين الذين يعبرون عن القصائد بالتشكيل، وسيريان النور قريباً.

هل “عذبُ الشِّعرِ أكذبُه”، أم “أعذب الشِّعر أصدقُه”؟

هذا يعتمد على الشاعر وعمق ثقافته وأصالة موهبته، وأنا أرى الشعر فناً عظيماً يجب ألا يترك للابتذال أو التلاعب.

ترجمت أشعارك، وكتبت عنها الرسائل العلمية، وسافرت إلى أنحاء العالم. ماذا يسعدك كشاعر بحريني كبير؟

ذهبت إلى معرض الخريف 2025، واستوقفني كثير من الناس، هذا يريد أن يتأكد أنه أنا، وهذا يلقي نصاً من أشعاري، وهذا يريد التقاط «سيلفي»، فغمرني التكريم الشعبي بشعور السعادة، لذلك لا تهمني الألقاب، ويكفيني شرفاً أن لقبي هو: شاعر.

الشعر البحريني في أعمالك متفرد وثري.. فهل صوته عال عربياً وعالمياً؟

تناول النقاد البحرينيون جوانب من شعري بالتحليل مثل د. محمد جابر الأنصاري رحمه الله، وحسين الصباغ، وأحمد علي المناعي، وفهد حسين، وغيرهم كما تناولها نقاد عرب مثل د. ماهر حسن فهمي ود. وجدان الصايغ، وكتبت رسائل ماجستير ودكتوراه كثيرة عن أعمالي، كما ترجمت دواويني إلى الفرنسية والإنجليزية والفارسية والإيطالية والبرتغالية والهندية.

بالانتقال إلى الثقافة الشعبية.. كيف كانت البداية في مرحلة مبكرة من مسيرتك؟

بدأت بشكل عفوي، في أجواء المواويل التي يهيمن عليها أحوال الناس من حب وصداقة وفراق.. إلخ، وكانت تجربة ساخنة وحقيقية، وكان الشعراء يتبارون في تبادل النقائض، فيقول شاعر معنى، ويرد الآخر بالضد، فبدأت أجمع المواويل ثم الأمثال الشعبية، واكتشفت أن ما ترويه الأم للتهويد على طفلها كان مليئاً بأبيات شعرية لكبار الشعراء في الجزيرة العربية، مما يعني أن نصوص الثقافة الشعبية كانت تخص الجزيرة ككل.

هل تتذكر العمل الميداني مع الباحثين الغربيين في التراث الشعبي البحريني؟

نعم. كان أول عمل ميداني لي مع الباحث الدانمركي د. بول أولسن 1963 محض صدفة!، كان رئيساً لجمعية الموسيقيين الدانمركية، وأراد إجراء بحث عن الموسيقى الشعبية في الخليج العربي، فاكتشف أن بعثة آثار من بلاده ستزور البحرين، فجاء مرافقاً معهم. وحضر لي أحد العمال من الفريج، وقال إن هناك رجلاً أجنبياً يريد سماع أغاني البحر فتطوعت معه.

وفي مرحلة أخرى حضر السويسري سايمون جارجي من الكويت 1966 لاستكمال بحث عن الموسيقى الشعبية في الخليج العربي، وتعرفت عليه عن طريق د. محمد جابر الأنصاري، وتوطدت الصداقة بيننا، وأتذكر أنه كان يملك جهاز «ناجرا» بـ 6 آلاف دينار، وهو جهاز تسجيل «ببكرة» ولكنه يسجل بدرجة نقاء الاستديو، فتمنيت أن أشتريه!.

كيف أفادتك مصاحبة هؤلاء الباحثين في خدمة الفولكلور البحريني والخليجي بعد ذلك؟

استفدت كثيراً من عملهما عند تأسيس مركز التراث الشعبي الخليجي في الدوحة، ونبهني ذلك لأهمية وقيمة المادة التي كنت أجمعها، فشعرت أنها ثمينة جداً عندما كنت أشاهد علماء وباحثين يأتون من آخر الدنيا للبحث في مجالات الفولكلور.

وسعيت لتطوير منهجية العمل من خلال قراءة المجلات وأبحاث المتخصصين في مصر أمثال د. عبد الحميد يونس، حسن الشامي، أحمد على مرسي، محمد رجب النجار، ومحمد الجوهري وعلياء شكري وغيره، فكنت أقرأ الإنتاج العلمي، وأتواصل مع معظم هؤلاء الرواد الباحثين.

خلف رحلة توطين علم الفلكلور بحرينياً وخليجياً حكاية بمحطات عديدة. نود منكم سردها باختصار؟

كنت صاحب فكرة تأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في قطر عام 1979، وطرحتها بنفسي في مؤتمر وزراء الإعلام لدول مجلس التعاون والعراق، وبعد أن أقروها وضعت وثائق تأسيس المركز بعد أن زرت مراكز علم الفولكلور في العالم من خلال «اليونسكو»، حتى تم تأسيسه عام 2001 وكانت ميزانيته 13 مليون ريال سنوياً.

وفي نفس الفترة، دعيت إلى اجتماع في النمسا لتأسيس منظمة تعنى بالثقافة الشعبية في العالم، وبالفعل تأسست المنظمة الدولية للفن الشعبي، بعضوية 167 دولة حول العالم، وفيها اكتسبت صداقات عالمية، وكنت عضواً ثم مسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2007، ثم انتخبت رئيساً للمنظمة عام 2016م، وحتى الآن يوجد مكتب الرئيس في البحرين بدعم من جلالة الملك المعظم.

هل أنت راضٍ عن جهودك في الثقافة الشعبية؟

على قدر الحب والطاقة والإخلاص حققنا إنجازات هامة، فأصدرنا مجلة الثقافة الشعبية التي أصبحت منصة رائدة للتراث الشعبي الخليجي والعربي والعالمي، وكتبت أوبريتات غنائية، تم أداؤها أمام جلالة الملك المعظم، ونأمل أن يكون هناك مناهج في المدارس والجامعات قريباً.

إلى جانب الشعر والثقافة الشعبية.. أضفت إليهم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية. لماذا؟

جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي الجائزة العربية الوحيدة المهتمة بجانب الخدمة الإنسانية، وأطلقها جلالة الملك المعظم عام 2009 لتكريم جهود الإنسان في خدمة البشرية دون تمييز، وتحمل لمسة وفاء حانية ومتوقعة من جلالة الملك المعظم تجاه الوالد الأمير الراحل.

هل ستروي وتكتب سيرتك الذاتية بنفسك قريباً؟

أنوي ذلك ووضعت خطوطاً عريضة، لكنني لم أؤلفها حتى اللحظة، لأن الوقت يداهمني!.

كرمت من جلالة الملك المعظم، ثم تم تكريمك بجائزة التميز الإبداعي في الإنجاز الثقافي العالمي للعام 2024.. فما هي نظرة الشاعر والإنسان للجوائز؟

نلت وسام أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من جلالة الملك المعظم، وكرمت مؤخراً بجائزة التميز الإبداعي في الإنجاز الثقافي العالمي للعام 2024، من جامعة إيطالية عريقة.

وكل التكريمات تلامس قلبي؛ لأنها تكرم جهودي وإبداعي، أما جائزة التميز الإبداعي فكانت مفاجأة، لأنهم لا يعرفوني، واطلعوا على كل أشعاري، وقرروا أن يكافئوني بها.

أخيراً.. رسالة منكم تهديها للمثقفين وجيل الشباب؟

أقول: الثقافة الشعبية كنز لكل مبدع، فهي روح الشعب والأمة، فاغرفوا ما يحلو لكم من كنوزها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *