اخبار البحرين

سارة بوحجي لـ «الوطن»: «السوق الصينية» الهدف الرئيس للاستراتيجية السياحية البحرينية الآن

زهراء حبيب


استقطاب الزوار من وجهات عالمية ضمن 4 محاور

إنجاز استثنائي للقطاع السياحي بالإسهام بـ٪7 في الناتج المحلي عام 2022

تضاعف عدد زوار المملكة خلال الربع الأول لعام 2024

القطاع الفندقي يسجل نسبة إشغال كاملة على مدار 3 أشهر

106 حفلات زفاف كبرى بالبحرين خلال 7 سنوات استقطبت 39 ألف ضيف

«السوق الصينية» هي الهدف الرئيس للاستراتيجية السياحية في البحرين خلال الفترة المقبلة، هكذا أعلنتها الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة بوحجي في حوار مع «الوطن» أكدت فيه حرص الهيئة على المشاركة الفاعلة في منتدى التعاون العربي الصيني للترويج للمملكة كوجهة سياحية واعدة للسواح الصينيين، في ظل حقيقة أن الصين أكبر مصّدر للسياحة الوافدة على مستوى العالم.

وتحدثت بوحجي عن كيفية تحول مملكة البحرين إلى وجهة مفضلة للأعراس، بعد أن احتضنت نحو 106 من حفلات الزفاف الكبرى مع استقطاب أكثر من 39 ألف ضيف منذ انطلاق الحملة الترويجية للمملكة كوجهة مفضلة للأعراس في العام 2017 وحتى نهاية شهر مايو 2024، مشيرة إلى مواصلة الجهود المكثفة لاستقطاب المزيد من الحفلات من مختلف الدول والقارات ترسيخاً لمكانة المملكة كوجهة مثالية لاستضافة الأعراس الفاخرة.

وكشفت بوحجي عن وجود خطط طموحة لدى الهيئة لتعزيز تدفق الاستثمار السياحي وتطوير البنية التحتية للسياحة، بالارتكاز على عدة عوامل على رأسها تسهيل إجراءات التراخيص والتصاريح اللازمة لتأسيس وتشغيل المشاريع السياحية والفنادق والمطاعم السياحية الجديدة، والتعاون مع المستثمرين وتوفير التسهيلات والتحفيزات لهم، وتوفير بيئة تشريعية صديقة للمستثمرين بالتنسيق مع مجلس التنمية الاقتصادية وغيرها.

وأشارت إلى أن الهيئة تتبع حالياً توجهاً استراتيجياً لاستقطاب الزوار من مختلف الأسواق السياحية العالمية ضمن أربعة محاور كحملات التسويق المبتكرة والعروض والباقات المقدمة للسياح وغيرها.

وأكدت بوحجي زيادة عدد زوار المملكة خلال الربع الأول من عام 2024 على مختلف الفعاليات والمواسم السياحية المقامة في المملكة، وسجل القطاع الفندقي نسبة إشغال كاملة على مدار 3 أشهر من العام الجاري، ناهيك عن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 7% في العام 2022، وهو ما يعد إنجازاً استثنائياً تجاوز النسب التي حققها القطاع في الأعوام السابقة.

وفيما يلي نص الحوار الصحفي الذي أجرته «الوطن» مع سارة بوحجي على هامش معرض سوق السفر العربي في دبي:
ما انعكاسات المشاركة في الفعاليات السياحية الدولية على البرامج السياحية في مملكة البحرين؟

تولي هيئة البحرين للسياحة والمعارض أهمية بالغة للمشاركة الفاعلة في كبرى الفعاليات الإقليمية والدولية والتي يكون لها انعكاسات كبيرة ومباشرة على الترويج لمملكة البحرين كوجهة سياحية بارزة في منطقة الشرق الأوسط وما تقدمه من إمكانيات ومقومات سياحية استثنائية تلبي احتياجات السواح من مختلف الجنسيات وعلى اختلاف أذواقهم.

ومن أبرز الفعاليات التي تحرص الهيئة على المشاركة بها على أساس سنوي معرض سوق السفر العربي، حيث يمثل فرصة تسويقية عالمية مهمة لمملكة البحرين لتعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية وزيادة استقطاب المجموعات السياحية إليها، وقد حقق جناح مملكة البحرين في معرض هذا العام نجاحاً كبيراً وتمكّن من استقطاب أعداد كبيرة من المهتمين بالتعرف على ما تملكه المملكة من العديد من المعالم والمشاريع السياحية النوعية وبحث فرص إبرام عدة شراكات مستقبلية واعدة، وهو ما يمنح برامجنا السياحية زخماً إضافياً ويسهم في الترويج وإبراز مختلف مناطق الجذب السياحي في مملكة البحرين على مستوى أوسع وأشمل، بما في ذلك تراثها الثقافي الغني والبنية التحتية الحديثة وخدمات الضيافة العالمية التي تقدمها الفنادق والمنشآت السياحية فيها،وغنى وتنوع المنتج السياحي البحريني والفعاليات والمهرجانات والأحداث السياحية والترفيهية.

كما تركز الهيئة في الفترة القادمة على السوق الصينية باعتبارها من الأسواق الرئيسة المستهدفة في استراتيجية السياحة لمملكة البحرين للأعوام (20222026)، وأكبر مصّدر للسياحة الوافدة على مستوى العالم. وتحرص الهيئة على المشاركة الفاعلة في منتدى التعاون العربي الصيني للترويج للمملكة كوجهة سياحية واعدة للسواح الصينيين.

كما شاركت الهيئة لأول مرة في معرض «آي تي بي» الصين الذي يعتبر أحد أكبر معارض السياحة والسفر في العالم خلال الفترة بين 27 و29 مايو المنصرم في مدينة شنغهاي ضمن الجناح الخاص بمملكة البحرين، إلى جانب 15 عارضاً من المملكة من بينهم شركة طيران الخليج، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، وذلك في إطار التزام الهيئة الراسخ بالترويج لمملكة البحرين كوجهة فريدة على خارطة السياحة الدولية بالتعاون مع شركائها الرئيسيين على مستوى المملكة.

هذا واستضافت الهيئة مؤخراً ورشة عمل «تشاينا ريدي» بمشاركة 100 ممثل عن وكالات السفر وشركات إدارة الوجهات ومؤسسات الضيافة وغيرهم من شركات سياحية على مستوى المملكة لتعريفهم بفرص السياحة مع السوق الصيني وتحديد احتياجات السواح الصينيين.

ويأتي تنظيم هذه الورشة مع تدشين شركة طيران الخليج، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، بالتزامن مع زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، رحلات جوية مباشرة تربط المنامة بكل من مدينتي شنغهاي وغوانجو في جمهورية الصين الشعبية الصديقة، والتي ستسهم في استقطاب أفواج جديدة من السواح من جمهورية الصين الشعبية.

ما هي البرامج والخطط السياحية المقبلة للترويج للبحرين سياحياً؟
بالتزامن مع اختيار المنامة «عاصمة السياحة الخليجية لعام 2024»، توجد عدة برامج وخطط نعتزم تنفيذها وتطويرها على مدار العام مواكبةً للمستجدات والمكانة العالمية التي أصبحت مملكة البحرين تتصدرها في المؤشرات والتصنيفات والجوائز السياحية الدولية، ولعل أقرب هذه الفعاليات هو مهرجان صيف البحرين والذي سيتضمن عدة فعاليات وأنشطة ترفيهية على مدار موسم الصيف، ما سيسهم في رفع مستوى ترويج مملكة البحرين عالمياً والمضي قدماً في مسيرة البحرين السياحية الحافلة مع مزيد من التفوق والأرقام القياسية والمنجزات.

كما وتواصل وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض عقد عدة اجتماعات مع مكونات القطاع السياحي في مملكة البحرين والمنطقة من مكاتب سفريات وشركات تنظيم رحلات سياحية وإدارة وجهات سياحية وفنادق ومنتجعات بتصنيفات مختلفة، وممثلي الإعلام السياحي وصانعي القرار في كبرى الشركات السياحية المتخصصة في سياحة الحوافز والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض من جميع الدول، وذلك بما يتماشى مع مساعينا نحو العمل يداً بيد لتطوير آليات استقطاب الفعاليات والمعارض السياحية الكبرى، والعمل بشكل مشترك على رسم سياسات وخطط جديدة لترويج البحرين سياحياًّ في مختلف المحافل والمناسبات، وبما يعمل على تحقيق الأهداف الطموحة لاستراتيجية السياحة لمملكة البحرين للأعوام (20222026) لجذب المزيد من الزوار والسياح.

كم عدد حفلات الزفاف الكبرى التي أقيمت في مملكة البحرين خلال الفترة الماضية؟
احتضنت مملكة البحرين 106 حفلات زفاف كبرى مع استقطاب أكثر من 39 ألف ضيف منذ انطلاق الحملة الترويجية للمملكة كوجهة مفضلة للأعراس في العام 2017 وحتى نهاية شهر مايو 2024، ونواصل تكثيف جهودنا بالتنسيق المستمر مع الجهات الرسمية وتعزيز العمل المشترك لاستقطاب المزيد من حفلات الزفاف الكبرى من مختلف الدول والقارات وترسيخ مكانة مملكة البحرين كوجهة مثالية لاستضافة الأعراس والاحتفالات الفاخرة، وذلك من خلال مساعينا المستمرة لاستقطاب منسقي الأعراس الدوليين لتوسيع شبكة منظمي حفلات الزفاف، وذلك لما تزخر به المملكة من فنادق عالمية تناسب كل حفلات الزفاف والمناسبات، وبنية تحتية متطورة تلبي كافة احتياجات الزائر والسائح لمختلف الأغراض، بالإضافة إلى الشركات البحرينية المنظمة والمختصة بقطاع الزفاف والمناسبات، والمزايا التي تقدمها مملكة البحرين للزائر بما في ذلك الفعاليات الترفيهية المختلفة والتي تناسب الجميع، والمرافق السياحية عالية المستوى، والعمل مستمر على تطوير شبكة الخطوط الجوية لشركة طيران الخليج الناقلة الوطنية لمملكة البحرين ودورها الفعال في إنجاح مملكة البحرين كوجهة سياحية وتسهيل التأشيرات وإجراءات المنافذ، وتهيئة كافة سبل الراحة للزوار.

والجدير بالذكر، أن العائلات وضيوف حفلات الزفاف المستقطبة تنحدر أو تقيم في دول مختلفة حول العالم مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، وجمهورية الهند، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية تركيا، وجمهورية سيريلانكا الديموقراطية الاشتراكية، وكندا، وجمهورية اليونان، ومملكة تايلاند، وجمهورية سنغافورة، وماليزيا، وهونج كونج، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية نيجيريا، وجمهورية الكونغو وغيرها.

كم تقدر مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي حتى الآن؟ وفقاً لآخر الإحصاءات؟
بلغت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 7% في العام 2022، وهو ما يعد إنجازاً استثنائياً تجاوز النسب التي حققها القطاع في الأعوام السابقة، ونطمح إلى مؤشرات ونسب أكبر خلال الأعوام القادمة خصوصاً في ظل الاستمرار في تنفيذ المشاريع التطويرية التي تحقق الأهداف المنشودة واستقطاب الاستثمارات والمشاريع التي تسهم في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي، ولا سيما في السياحة الساحلية والواجهات البحرية وما يصاحبها من مرافق ترفيهية ورياضات مائية وغيرها مما يلبي احتياجات مرتادي هذه المرافق، وكل ذلك من شأنه أن يرفع أعداد الزوار والسياح ونسب إنفاقهم اليومي وبالتالي زيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.

والعمل مستمر على رفع هذه المساهمة من خلال جذب مختلف المعارض والفعاليات السياحية وتدشين البرامج والعروض التي تستقطب الزوار من جميع الدول، كما أن لدينا خططاً طموحة لتعزيز تدفق الاستثمار السياحي وتطوير البنية التحتية للسياحة والتي ترتكز على عدة عوامل، أهمها تسهيل إجراءات التراخيص والتصاريح اللازمة لتأسيس وتشغيل المشاريع السياحية والفنادق والمطاعم السياحية الجديدة، والتعاون مع المستثمرين وتوفير التسهيلات والتحفيزات لهم، وتوفير بيئة تشريعية صديقة للمستثمرين بالتنسيق مع مجلس التنمية الاقتصادية، وإطلاق المبادرات والاستراتيجيات الداعمة لنمو القطاع السياحي، وضخ الاستثمارات في العديد من المجالات السياحية الجاذبة للسياح، وبناء مشاريع سياحية بمختلف أرجاء المملكة.

كم عدد زوار مملكة البحرين في الربع الأول من العام الجاري؟ وماهي التوقعات لنهاية العام؟
لقد لمسنا ارتفاعاً ملحوظاً في عدد زوار المملكة في الربع الأول من العام الجاري وذلك من خلال ارتفاع أعداد المقبلين على مختلف الفعاليات والمواسم السياحية التي أقامتها واستضافتها مملكة البحرين خلال هذه الفترة، كما سجل القطاع الفندقي خلال الربع الأول نسبة إشغال شبه كاملة على مدار الأشهر الثلاثة نظراً لزيادة توافد السياح على الفعاليات والمعارض التي أقيمت على أرض المملكة، وزيادة الإقبال على المرافق والمعالم والمواقع السياحية تزامناً مع تكثيف حملاتنا التسويقية.

وتتبع الهيئة حالياً توجهاً استراتيجياً لاستقطاب الزوار من مختلف الأسواق السياحية العالمية، حيث يأتي ذلك ضمن المحاور الأربعة للاستراتيجية، من خلال تنفيذ حملات تسويق مبتكرة وشاملة على المستوى العالمي لجذب الجمهور الدولي وزيادة معرفتهم بالمقاصد السياحية البحرينية والمنتج السياحي المتنوع الذي تزخر به مملكة البحرين، في ظل استهدافنا لأسواق سياحية جديدة حالياً، والتسهيلات والعروض والباقات التي نقدمها للسياح من مختلف دول العالم، وذلك بلا شك سيؤدي إلى زيادة مساهمة القطاع بالاقتصاد الوطني بحلول نهاية العام الجاري والمضي قدماً في تحقيق أهدافنا على كافة الأصعدة.

كيف ساهم مركز البحرين العالمي للمعارض منذ تدشينه في نوفمبر 2022 في تعزيز مكانة مملكة البحرين كوجهة مفضلة لسياحة الأعمال وإقامة كبرى المعارض والمؤتمرات الدولية؟
نجح مركز البحرين العالمي للمعارض في عامه الأول بفضل موقعه الاستراتيجي ومرافقه العصرية من استضافة عدد كبير من الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية المرموقة.

ويشكل هذا النجاح علامة فارقة في تاريخ مملكة البحرين، بما يمهد الطريق واسعاً أمام المملكة نحو مستقبل أكثر إشراقاً في صناعة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.

واختتم مركز البحرين العالمي للمعارض العام 2023 بمجموعة من المنجزات باستقطابه 800,000 زائر وعارض و186 فعالية محلية وعالمية تشمل كبرى المعارض والمؤتمرات وحفلات الزفاف والاجتماعات والحفلات الفنية الحية ومناسبات إطلاق المنتجات والاحتفاليات الخاصة وغيرها.

ويفخر المركز بفوزه بعدة جوائز في فترة زمنية قصيرة، أبرزها جائزة «أفضل مركز معارض ومؤتمرات جديد في العالم لعام 2023» ضمن جوائز السفر العالمية لعام 2023، وجائزة «أفضل مركز لحفلات الزفاف الكبرى في الشرق الأوسط لعام 2024»، والتي ترسخ سمعة مملكة البحرين كمركز عالمي رائد في صناعة المعارض والمؤتمرات بفضل ما يتمتع به مركز البحرين العالمي للمعارض من تنوع في مساحات العرض الكبيرة ومرافقه العصرية الحديثة وما يقدمه من خدمات مبتكرة تلبي احتياجات جميع أنواع الفعاليات الكبرى.

وما يزال المركز يتلقى العديد من العروض مع اهتمام متزايد من قبل منظمي فعاليات إقليمية وعالمية بارزين ممن يرغبون بتنظيم فعالياتهم القادمة في مملكة البحرين والتي يزداد دورها المحوري كسوق رائدة في مجال احتضان واستضافة كبرى المعارض والمؤتمرات إقليمياً ودولياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *