وليد صبري

زيارة ولي العهد رئيس الوزراء لمصر انطلاقة جديدة للتكامل والشراكة الاقتصادية والتجارية

الزيارة دافع كبير للعلاقات الثنائية نحو آفاق غير مسبوقة في مختلف المجالات

توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات تنموية مختلفة

إطلاق مبادرات مهمة في إطار تطوير الشراكة والتكامل الاقتصادي بين البلدين

الزيارة تعزز من مستوى التنسيق بين قيادات البلدين وتزيد من الترابط بين الشعبين

تعزيز الشراكة والتكامل الاقتصادي وزيادة معدلات الاستثمار والتبادل التجاري

الاستفادة من الآفاق الكبيرة والإمكانات الهائلة لزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري

مصر والبحرين نموذج راسخ للتسامح الديني والتعايش السلمي ورفض التطرف

البحرين شريك أساسي في دعم الاستقرار العربي والتأكيد على الحقوق الفلسطينية

التعاون الثقافي يجسد عمق الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والبحريني

دور مهم لـ”قمة البحرين” في تشكيل موقف عربي برفض التهجير القسري للفلسطينيين

عضوية البحرين في مجلس الأمن إنجاز يؤكد ما تحظى به المملكة من تقدير دولي

المسار الثقافي بين البلدين يمثل الرصيد والمخزون الثري للعلاقات الأخوية

التعاون الثقافي يجسد عمق الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والبحريني

أكدت سفيرة جمهورية مصر العربية لدى مملكة البحرين ريهام خليل في حوار مع “الوطن” أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى مصر تمثل انطلاقة جديدة للتكامل والشراكة الاقتصادية والتجارية، مؤكدة أن الزيارة ستكون دافعاً كبيراً للعلاقات الثنائية نحو آفاق غير مسبوقة في مختلف المجالات.

وأشارت إلى أنه من المقرر خلال الزيارة توقيع مذكرات تفاهم تنموية واقتصادية مختلفة، إلى جانب إطلاق مبادرات مهمة لتعزيز الشراكة وزيادة معدلات الاستثمار والتبادل التجاري، بما يعكس الاستفادة من الآفاق الكبيرة والإمكانات الهائلة المتاحة لدى البلدين.

وأضافت سفيرة مصر في البحرين أن الزيارة المرتقبة ستسهم أيضاً في تعزيز مستوى التنسيق بين قيادات البلدين وزيادة الترابط بين الشعبين الشقيقين، منوهة إلى ضرورة الاستفادة من الآفاق الكبيرة والإمكانات الهائلة لزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري.

ولفتت إلى أن العلاقات المصرية البحرينية لا تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية فحسب، بل تمتد لتجسد نموذجاً راسخاً في التسامح الديني والتعايش السلمي ورفض التطرف.

وشددت على أن البحرين تظل شريكاً أساسياً في دعم الاستقرار العربي والتأكيد على الحقوق الفلسطينية، فضلاً عن أن التعاون الثقافي بين البلدين يجسد عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والبحريني. وإلى نص الحوار:

كيف تقيمون العلاقات بين البحرين ومصر في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟

العلاقات بين مصر والبحرين علاقات أخوية راسخة، تمتد جذورها عبر التاريخ، وتتميز بتوافق سياسي وثقافي عميق، فمواقف المملكة إلى جانب مصر في المحطات التاريخية المختلفة، كانت دوماً ولا تزال محل تقدير واحترام القيادة السياسية والشعب المصري، ويرتبط الشعبان بروابط لا تلين وتشتد في زمن التحديات المشتركة، حيث صارت العلاقات الثنائية بين البلدين أكثر قوة وتناغماً، في ظل إيمان مشترك بوحدة المصير ووعي كامل بجسامة التحديات التي تعصف بمنطقتنا العربية.

جهود كبيرة لجلالة الملك المعظم ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين الشقيقين.. هل لنا أن نتطرق إلى تلك الجهود؟

تعد العلاقة الأخوية بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، إحدى الركائز الرئيسية التي تستند إليها العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، حيث ترسم الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في كل من جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين مسار التعاون الثنائي، وتشجع على تنويع مجالات وآفاق التعاون ودفعها إلى آفاق أرحب، وهو ما شهد ازدهاراً غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية. وصار التحدي الأكبر هو البحث عن سبل لدفع هذه العلاقات والبحث عن إمكانيات جديدة للبناء على رصيد تاريخي مُمتد من المحبة والأخوة والتقدير المُتبادل بين القيادتين السياسيتين والشعبين الشقيقين.

من هنا تأتي أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني لجمهورية مصر العربية، لتكون انطلاقة جديدة تدفع بالعلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين نحو آفاق غير مسبوقة وفي مختلف المجالات، مستغلة ما يتوافر من فرص وإمكانات تعود بالنفع على الجهود التنموية لكل من مصر والبحرين، وتعزز من مستوى التنسيق بين قيادات البلدين، وتزيد من الترابط والتآخي بين الشعبين الشقيقين.

فمن المقرر أن يتم خلال هذه الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات تنموية واقتصادية مختلفة، بالإضافة إلى مبادرات مهمة في إطار تطوير الشراكة والتكامل الاقتصادي بين البلدين، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار التنسيق ووحدة الصف، في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه منطقتنا العربية.

كيف تنظرون إلى التعايش السلمي والتسامح الديني الذي تتمتع به البحرين مع مصر، حيث عرف البلدان عبر التاريخ بتنوع الطوائف والأديان في بوتقة مجتمعية واحدة؟

يتمتع البلدان بإرث تاريخي مميز فيما يتعلق بالتسامح الديني والتعايش السلمي، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للشعبين، وتستمر كل من مصر والبحرين قيادة وشعباً في الحفاظ على هذا الموروث العظيم من ثقافة التسامح والتعايش السلمي ورفض كل صور التطرف والكراهية والعنف.

وتمثل مملكة البحرين نموذجاً فريداً للتعايش السلمي والانفتاح بين مختلف الثقافات والأديان، وتحرص المملكة دائماً على التأكيد على قيم السلام والتعايش السلمي، وهو ما تكلل بنجاح جهود مملكة البحرين في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية المطلقة المبادرة البحرينية ليكون يوم 28 يناير يوماً دولياً للتعايش السلمي.

ومن جانبها كانت مصر على مر العصور منارة لقيم التسامح والوسطية ونبذ العنف، وتحرص مصر على حماية الحقوق الدينية والمعتقدات، والحفاظ على مبادئ المواطنة والتسامح والحوار والمساواة أمام القانون، وهي المبادئ التي ينص عليها الدستور المصري، كما يحرص السيد رئيس الجمهورية على التأكيد على هذه المبادئ في كافة الفعاليات الدينية التي يشارك فيها سيادته داعياً للتسامح ونبذ الكراهية والعنف.

كيف تقيمون جهود البحرين في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وحفظ أمن واستقرار المنطقة من خلال تجنيبها للصراعات؟

نثمن دور مملكة البحرين أحد أهم الداعمين لاستقرار منطقتنا العربية، خاصة في ظل التطورات الراهنة، حيث كان للقمة العربية التي استضافتها البحرين في العام الماضي دور هام في تعزيز التعاون العربي المشترك، وتشكيل موقف عربي واضح لا لبس فيه بإدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم، ورفض كافة محاولات التهجير القسري والإفراج عن الرهائن والمحتجزين وضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية ووأد أية أطماع تستهدف تكرار مآسي ونكبات التاريخ، وتشدد على حتمية العمل من أجل سلام مستدام يقوم على الحق والعدل، ويعطي للشعب الفلسطيني حقه التاريخي المشروع في دولة حرة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، في إطار حل الدولتين. ليؤكد الوطن العربي مرة أخرى من أرض البحرين منبر التعايش والسلام، أن الأيادي العربية ممدودة دوماً بالسلام، تسعى إليه، وتحرص عليه، وتبادر من أجله، ودعمت الدول العربية في قمة البحرين مبادرة المملكة لعقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حلول جذرية للقضية الأطول أمدًا في تاريخ أمتنا العربية.

كما تستمر البحرين في دعم المواقف العربية في مختلف المحافل الدولية، ونتطلع بكل الثقة والتفاؤل لعضوية البحرين لمجلس الأمن الدولي للفترة 20262027، وهو الإنجاز الذي يؤكد ما تحظى به مملكة البحرين من تقدير دولي وثقة راسخة في سياساتها الحكيمة ودورها الفاعل في تعزيز السلم والأمن الدوليين في هذه المرحلة المضطربة التي يشهدها العالم اليوم.

ماذا عن تطور وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين؟

يعد المسار التجاري والاقتصادي بمثابة المسار الواعد في العلاقات الثنائية بين القاهرة والمنامة والذي يحمل إمكانات وفرصاً ضخمة لتعزيزه والوصول به لمعدلات أكبر بما يصب في صالح دفع معدلات التبادل التجاري والتنمية في بلدينا الشقيقين.

يسعى الجانبان خلال الفترة القادمة إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، ليعكس عن حق مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، وذلك بتوجيه مباشر من القيادات السياسية بالبلدين لتحقيق معدلات أعلى للتجارة والاستثمارات البينية، وكذا الاستفادة من الآفاق الكبيرة والإمكانات الهائلة لزيادة الاستثمارات ومعدلات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، وهذا ما نسعى للعمل عليه وإنجازه كهدف رئيسي خلال الفترة القادمة.

وتمثل الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى جمهورية مصر العربية انطلاقة جديدة نحو تعزيز التكامل والشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين، وهو ما نسعى لتحقيقه خلال المرحلة القادمة.

كيف تقيمون العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين؟

يتمتع البلدان بعلاقات ثقافية شديدة التميز والتنوع، وانعكس ذلك في استضافة مملكة البحرين لعدد من الفعاليات الفنية والثقافية المصرية، فضلاً عن تزايد أعداد السائحين البحرينيين لمصر خلال الأعوام الماضية. ويعد المسار الثقافي بين البلدين عن حق بمثابة الرصيد والمخزون الثري للعلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين، فالروابط والوشائج بين الشعبين المصري والبحريني هي انعكاس لتاريخ جمع بين حضارتين كان لهما دور وتأثير بارز في تطور الحضارة الإنسانية، ويزداد الرصيد الثقافي وينمو من جيل إلى جيل، ويصمد قوياً للحفاظ على هويتنا الثقافية ويؤثر إيجاباً على مسار العلاقات الثنائية بأبعادها المختلفة.

كما يعزز من هذا التعاون الثقافي وجود عدد من أبناء الجالية المصرية بمملكة البحرين، والذين يلقون أقصى درجات الرعاية والاهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وحكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة، ولطالما كانت الأيادي المصرية والبحرينية تعمل وتتشارك في العمل والتنمية والبناء.

شاركها.