شباب البحرين من ذوي الهمم يحولون الصعوبات إلى قصص نجاح
سيد حسين القصاب
الإعاقة لم تمنع الوداعي والموسوي من تحقيق حلمهما
تزهر مملكة البحرين بالعديد من الطاقات الشبابية في مختلف المجالات، حيث يملك الشباب حب التحدي وعشق الإنجاز، ومن الطبيعي أن توجد بعض العوائق التي من شأنها أن تقف في وجههم، إلا أن الشباب البحريني دائماً ما يذلل الصعوبات ويحولها إلى فرص لتحقيق أحلامه.
ودائماً ما يبحث الشاب البحريني عن فرصة للإنجاز، حيث منهم من تفوق على عقبات كثيرة في سبيل تحقيق أحلامه، كالإعاقة الجسدية على سبيل المثال، ليكون أحد الرياضيين لمملكة البحرين، ومنهم من يحقق حلمه في أن يكون إعلامياً مميزاً.
وخير مثال على ذلك، الشاب سيد علي الوداعي البالغ من العمر 28 سنة، حيث يعاني من إعاقة جسدية وشلل دماغي بسبب خطأ طبي في الولادة، إلا أنه أبى أن يستسلم إلى الإعاقة، وتحدى جميع الصعوبات لكي يندمج مع المجتمع وأن يرسم إلى نفسه طريقاً للوصول إلى ما يريد.
ويقول سيد علي إنه خلال دراسته لم يتعرض إلى مضايقات إلا عندما كان في المرحلة الابتدائية، مبيناً أن ذلك بسبب أن الطلاب كانوا في مرحلة الطفولة ولا يعون كما يعي الطالب في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، حيث واجه صعوبة في الاندماج مع الطلاب في السنوات الأولى، ولكنه تجاوزها بدعم من عائلته وأصدقائه.
وبعد ما انتهى من المرحلة الثانوية، التحق بجامعة AMA لإكمال الدراسة الجامعية، وفي بداية أيام الدراسة كان يواجه صعوبة في التأقلم، مبيناً أنه بعد نهاية الفصل الأول تأقلم على أجواء الدراسة في الجامعة، وذلك بسبب تعاون إدارة الجامعة من خلال توفير كل احتياجاته.
ويعمل سيد علي حالياً معلماً في وزارة التربية والتعليم للمرحلة الثانوية منذ 3 سنوات، ولم تمنعه الإعاقة من تحقيق أحلامه، حيث إنه يعمل في مهنة التدريس ويساهم في تخريج أجيال واعدين في المستقبل.
ويقول: «عندما عينت كمدرس في المرحلة الثانوية، لم يتوقع الطلبة بأنني مدرس، ولم أعامل معاملة المدرس العادي، ولكن مع مساعدة مدير المدرسة وزملائي المدرسين، من خلال توعية الطلبة، وإعطائي النصائح لكيفية تعاملي مع الطلبة، استطعت أن أتعامل مع الطلبة بشكل طبيعي، والآن أنا سعيد جداً مع الطلاب وبيننا احترام وحب متبادل».
ولم تقف مسيرة سيد علي الوداعي عند التدريس فقط، بل وتستمر إلى كونه لاعباً في منتخب البحرين للعبة «البوتشيا»، ضمن الاتحاد البحريني لذوي الإعاقة، حيث إنه انضم إلى الاتحاد في عام 2015، مشيراً إلى دعم قيادة مملكة البحرين في تحقيق الكثير من الإنجازات، حيث إنه حقق 8 ميداليات لمملكة البحرين، وهم كالتالي:
1 المركز الأول للفرق لبطولة البحرين المفتوحة عام 2019 المستوى الفردي.
2 المركز الأول لبطولة الخليج 55 للجنة التنظيمية عام 2019 المستوى الزوجي.
3 المركز الأول لدول غرب آسيا عام 2022 المستوى الزوجي.
4 المركز الثاني في دورة الألعاب لدول غرب آسيا عام 2019 المستوى الفردي.
5 المركز الثاني في دورة الألعاب لدول غرب آسيا عام 2019 المستوى الزوجي.
6 المركز الثاني لبطولة البحرين الأولى المفتوحة عام 2019 المستوى الفردي.
7 المركز الثاني الأول لبطولة الخليج 55 للجنة التنظيمية عام 2019 المستوى الفردي.
8 المركز الثالث لبطولة دول غرب آسيا عام 2024 على المستوى الفردي.
ومثال آخر على ذلك، الشاب سيد محمد الموسوي البالغ من العمر 25 سنة، ويعاني من إعاقة جسدية منذ الولادة، مبيناً أن إعاقته لم تشكل له عائقاً أمام تحقيق حلمه في دراسة تخصص الإعلام، بل وعلى العكس من ذلك، زادته إصراراً وعزيمة للوصول إلى أهدافه.
ودرس خلال المرحلة الابتدائية في مدرسة سار الابتدائية، مبيناً بأنه أول شخص يدخل للمدرسة وبه إعاقة جسدية منذ الولادة، حيث كان هنالك تخوف من بعض المعلمات في طريقة التعامل معه، إلا أن معلمته في الفصل كانت تعامله معاملة خاصة، وتوفر له كل ما يحتاجه.
وفي ما يخص تعاون المدارس الحكومية معه، يبين أن كل مدرسة كانت تعطي تعليمات إلى المدرسة التي سينتقل إليها في المرحلة الدراسة التالية، وذلك من ناحية تهيئة الظروف كالمنحدرات ودورات المياه.
ويوضح سيد محمد بأنه لاقى بعض الصعوبات مع الطلاب من خلال إلقاء عليه بعض الكلمات الجارحة، إلا أن الجانب الإنساني طغى على هذه الممارسات، حيث كان هناك العديد من الطلاب الذين يقفون معه، ويساعدونه في تأدية واجباته اليومية.
وقال: «تلقيت العديد من المساعدات الأخوية من زملائي الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، حيث كان هناك طلاب يجلسون ويلعبون معي في حصص الرياضة البدنية، وفي الامتحانات كانت المدرسة توفر لي طالباً أملي عليه الإجابات ويكتبها بدلاً عني».
وفي المرحلة الجامعية، درس سيد محمد تخصص الإعلام إذاعة وتلفزيون في جامعة البحرين، محققاً بذلك أحد أحلامه التي عمل عليها بجد تحت شعار «لا إعاقة مع الإرادة».