رائد البصري

اختتمت مؤخراً منافسات دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب 2025، التي استضافتها مملكة البحرين على مدار 13 يوماً، برعاية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم. وكانت دورة البحرين 2025 الأكبر منذ انطلاق هذه السلسلة من البطولات، حيث شهدت مشاركة نحو 6000 رياضي ورياضية يمثلون 45 دولة ومنطقة آسيوية، تنافسوا في 26 رياضة تضم أكثر من 250 فعالية تنافسية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الدورات الشبابية الآسيوية.

ومنذ لحظة الافتتاح الذي أضاء سماء البحرين بألوان الشعارات الأولمبية، بدت الروح الشبابية حاضرة في كل زاوية، حيث اجتمع الطموح والإصرار تحت شعار «شباب آسيا.. مستقبل واحد» مع اختيار المها العربية تعويذة للبطولة باسم «شهاب» لأنها مفعمة بالحيوية والنشاط، وتجسد القوة والمرونة والطموح، ويربط «شهاب» بين التراث والمستقبل، ويمثل التقاليد الصحراوية الغنية للدولة المضيفة، ويلهم الشباب للسعي نحو التميز في الرياضة والحياة، كما أن اسم «شهاب» مستوحى من الاسم التقليدي الشائع في الخليج والشرق الأوسط.

وفي مشهد يبعث على الفخر، شارك العشرات من شباب البحرين في مختلف الألعاب، مؤكدين جاهزيتهم العالية وروحهم التنافسية، وسط تشجيع جماهيري واسع من المواطنين والمقيمين الذين امتلأت بهم المدرجات. وحقق لاعبو ولاعبات منتخبات البحرين الوطنية 13 ميدالية ملوّنة من بينها 5 ميداليات ذهبية و5 ميداليات فضية و3 ميداليات برونزية.

ولم يقتصر دور الشباب البحريني على المشاركة في المنافسات، بل امتد إلى العمل التنظيمي والتطوعي، حيث أثبتت الكوادر الوطنية كفاءتها في إدارة الحدث بكافة تفاصيله، من استقبال الوفود وتنظيم المسابقات، إلى التنسيق الإعلامي والخدمات اللوجستية. وقال أحد المتطوعين الشباب إن المشاركة في هذا الحدث منحته تجربة لا تُنسى، معبرًا عن فخره بكونه جزءًا من فريق يمثل البحرين أمام العالم. وأضاف أن: «ما نعيشه اليوم هو لحظة تاريخية تُظهر قدرات شباب البحرين على التميّز والعطاء في كل المجالات».

وقدمت اللجنة المنظمة فعاليات مصاحبة للبطولة، تشمل برامج ثقافية وتراثية تُبرز هوية البحرين، وتعرّف الضيوف على نهضتها وتاريخها العريق، مما جعل الحدث القاري لا يقتصر على المنافسات الرياضية، بل يحتفي أيضاً بروح الشباب والإنجاز والإصرار، ويبعث برسالة مفادها «البحرين قادرة على أن تكون مركزاً رياضياً آسيوياً يجمع القلوب والعقول».

فتحية من القلب لتلك الروح الشبابية والبحرينية الخالصة التي تعطي وتبذل، وإلى اللجنة الأولمبية التي احتضنت الحدث، ونظمت نسخة تاريخية في فترة وجيزة بعد اعتذار البلد المستضيف.

شاركها.