صاحب 'الكرة الملتهبة بالأفكار' .. البحرين والعالم العربي يودّعان المفكر محمد جابر الأنصاري – الوطن
محرر الشؤون المحلية
ودعت البحرين والعالم العربي أمس المفكر البحريني رائد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين، مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية، وأحد مؤسسي جامعة الخليج العربي د.محمد جابر الأنصاري، عن عمر ناهز 85 عاماً. رحل المفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري، تاركاً إرثاً ثقافياً ومكتبة زاخرة بالعطاء الفكري، وكما وصفه الدكتور غازي القصيبي بأنه “الكرة الملتهبة بالأفكار” و”صدمات كهربائية للعقل العربي”.
ترعرع المفكر البحريني في مدينة المنامة، بعد ولادته في عام 1939، وكان في بيئة اجتماعية منشغلة بهم أمتها، وتلقى العلم ككل أبناء جيله، على يد “المطوع” أو ما يعرف بـ”الكتاتيب”، وحفظ القرآن الكريم، حتى تمكّن من اللغة العربية، وبعدها انتقل للتدريس النظامي، بدخوله المدرسة التحضيرية التي كانت آنذاك «بيت الشيخ دعيج»، ولم يمكث في هذه المرحلة سوى عامٍ واحد، نظراً لتمكنه من العربية.
وانتقل للدراسة في مدرسة “الهداية الخليفية»، في العام 1950، وكان يبلغُ من العمر آنذاك 10 سنين، إذ تأخر والدهُ في تسجيله، لكنهُ أثبت جدارتهُ وتفوقه، حيثُ أمضى في هذه المدرسة أربعة أعوام، من الدراسة الابتدائية، لينتقل بعدها للدراسة الثانوية، في «مدرسة المنامة الثانوية».
وعرف عن المفكر الأنصاري تفوقه الدراسي، فحصل على بعثة من الحكومة البحرينية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، ومكث في عاصمة الثقافة 12 عاماً، نال شهادة البكالوريوس في الأدب” اللغة العربية وآدابها عام 1963، ثم نال شهادة الماجستير في الأدب “حقل الأدب الأندلسي” عام 1966، وشهادة الدكتوراه في “الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر” عام 1979.
وحصد الأنصاري العديد من الشهادات الأكاديمية في العديد من البلدان العربية والأجنبية التي بقى فيها في سنوات حياته لينهل العلم والمعرفة، وتبادل الفكر النير، ومر بالعديد من المحطات الفكرية والأكاديمية والثقافية، حيثُ عمل في الكويت، وقطر، وفرنسا، وشارك في تأسيس العديد من المنابر الفكرية والثقافية، من أبرزها «أسرة الأدباء والكتاب» في البحرين، و”معهد العالم العربي” في باريس، وهو أحد مؤسسي جامعة الخليج العربي في البحرين، والمفكر الخليجي الوحيد الذي عدّ من «أعلام الفكر العربي».
كما تقلّد الأنصاري العديد من المناصب الأكاديمية، سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، إذ درس في «الجامعة الأمريكية» ببيروت، كما أمضى أغلب سنوات حياته في «جامعة الخليج العربي».
وعُيّن عضو في مجلس الدولة عام 1969، ورئيساً للإعلام، لكنهُ اعتذر عن تقلّد العديد من المناصب التي عرضتها عليه الدولة، إذ كان يفضّل مواصلة مشروعه الفكري، متأملاً ودارساً، في ظل أجواء أكاديمية.
وصدر في عام 1989 عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وكان حينها ولياً للعهد مرسوماً بتعيين الأنصاري مستشاراً ثقافياً وعلمياً في ديوان ولي العهد آنذاك ليبقى الأنصاري حتى رحيله، المستشار الثقافي والعلمي لجلالة الملك.
وتقلّد العديد من الأوسمة والتكريمات والجزائز، خلال حياته، أهمها «جائزة الدولة التقديرية»، في العام 1989، و”الميدالية الذهبية الكبرى” للثقافة العربية من «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»، عام 1987.
وتقلّد العديد من الأوسمة والتكريمات والجزائز، خلال حياته، أهمها «جائزة الدولة التقديرية»، في العام 1989، و”الميدالية الذهبية الكبرى” للثقافة العربية من «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»، عام 1987.
رحل وترك وراءه منارة من العلم يستقي منه أبناء هذا الجيل والأجيال المقبلة، وسيبقى صاحب صاحب “الكرة الملتهبة بالأفكار”، وكل ما سرد من مسيرته قطرة في بحر فكره الأدبي.