لقي عدد من الأشخاص مصرعهم بينهم طفل، وأصيب آخرون، في السويداء جنوبي سوريا جراء اشتباكات اندلعت شرقي المدينة، بين فصائل محلية وعشائر في المحافظة، وذلك على خلفية حادثة سلب وقعت على طريق دمشق استهدفت تاجراً من السويداء أدت إلى عمليات خطف متبادلة، قبل أن يتصاعد التوتر إلى نزاع مسلح.

ونقلت قناة “الإخبارية” الرسمية عن معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، أن الوضع في محيط حي “المقوس” قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تُبذل بالتنسيق مع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.

وذكرت منصات محلية أن الاشتباكات أودت بحياة 10 أشخاص وأصابت أكثر من 50 آخرين، بينما يستمر وصول الإصابات إلى مشافي المدينة، حيث عُرف من أسماء الضحايا (الطفل يمان مقلد، ونبيل الحلو، وعامر كوكاش، وعماد الأطرش، وعمر منذر، ورائد القنطار).

ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى ضبط النفس وتحكيم العقل والحوار، محذراً من “محاولات إيقاع الفتنة أو دفع الأمور نحو الطريق المسدود”.

وقال في بيان رسمي: “نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائر لاحتواء التوتر”، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية السوريين واستعادة حقوقهم.

وقالت شبكة “السويداء 24″، المحلية إن التوترات امتدت إلى مناطق أخرى في ريفي المحافظة الغربي والشمالي، لافتةً إلى تعرض قريتي الطيرة ولبين لهجومين منفصلين من قبل مجموعات مسلحة، بينما تتواصل جهود الوجهاء ورجال الدين لاحتواء النزاع الحاصل في السويداء.

وبدأ التوتر بعد وقوع عملية سلب سيارة محملة بالخضار على طريق دمشق السويداء، في وقت سابق الخميس، حيث احتجز مسلحون السائق فضل الله دوارة لعدة ساعات بين منطقتي خربة الشياب والفيلق الأول بريف دمشق، بعد تجاوزه حاجزاً أمنياً بفترة جيزة، ثم أطلقوا سراحه بعد سلبه كل ما يملك، ثم قام أقارب دوارة باحتجاز 8 مواطنين من أبناء العشائر، وعلى إثر ذلك نصبت مجموعة مسلحة تابعة للعشائر نقطة تفتيش في حي “المقوس” شرق السويداء واحتجزت 5 مواطنين.

وفي سياق التوترات، تعرّض حاجز لشرطة محافظة السويداء التابع لقيادة الأمن الداخلي، لاستهداف من مجموعة مسلحة من جهة منطقة براق على طريق دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين عناصر الشرطة والمسلحين.

كما استهدف المسلحون ذاتهم قرية “الصورة الكبيرة” في ريف السويداء الشمالي بقذائف الهاون خلال محاولتهم الهجوم على حاجز الشرطة.

ومنذ ساعات الصباح قطعت مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة من ريف دمشق، منها منطقة براق، طريق دمشق السويداء، ما دفع الحواجز الأمنية لإيقاف حركة المرور على الطريق.

وفي شأن ذي صلة، دعا شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا حمود الحناوي، إلى التهدئة وإيقاف المواجهات المسلحة، وقال في بيان: “في ظلّ الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظتنا الكريمة منذ يوم أمس، من حالات خطف وتوتّرات بين بعض العشائر الكريمة وأبناء طائفتنا الموحّدة، فإنّنا نرفع الصوت من منبر العقل والمحبّة والمسؤوليّة، ونهيب بجميع الأطراف أن يعيدوا النظر فيما يجري، ويُوقفوا فوراً كل ما من شأنه أن يزرع الفتنة، ويهدّد السّلم الأهلي، ويشوه صورة جبلنا الأشم المعروف بتاريخه الناصع في الحكمة والتسامح”.

كما وجّه الحناوي نداءً إلى الرئيس السوري أحمد الشرع وإلى وجهاء العشائر في السويداء، قائلاً: “لتكن لكم اليد البيضاء في وأد الفتنة، وكفّ يد العبث، وحماية الكرامات، وصون حُرُمات الناس وممتلكاتهم”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء اشتباكات مسلحة، حيث عاشت المحافظة ذات الأغلبية الدرزية في مطلع مايو الماضي فترة من التوتر جراء اشتباكات بدأت في بعض أحياء ريف دمشق بين مجموعات مسلحة درزية وفصائل مسلحة، ثم انتقل التوتر إلى مناطق غرب السويداء، ولقي أكثر من 40 شخص مصرعهم في كمين على الطريق الوحيد الذي يربط المحافظة بالعاصمة دمشق، ما أدى إلى قطع الطريق لمدة أسبوع.

شاركها.