ضياء الكعبي: مكتبة والدي الكبيرة شكّلت الوعي الثقافي لديّ منذ الطفولة
تفوقت بجميع مراحل الدراسة وحظيتُ بالتكريم في عيد العلم أربع مرات
أبي هو معلمي وأستاذي الأول وكنت أرى العالم من خلال مكتبته
قصة كريستوفر كولمبوس أول كتاب تقع عيني عليه في طفولتي
أعشق قراءة السِيَر الذاتية وبدايتي في الكتابة كانت بمقالات الرأي
أعكف على استكمال مشروعي النقدي الذي بدأته منذ سنوات
أعشق السفر والترحال واكتشاف الأماكن الجديدة ونقلت هذا الشغف لطلابي بالجامعة
سماهر سيف اليزل
طفولة مغايرة عاشتها أستاذ السَّرديات والنقد الأدبيّ الحديث المشارك، ورئيسة قسم اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة بجامعة البحرين الأكاديميّة والناقدة البحرينيّة د.ضياء الكعبي، بدأت من مكتبة والدها الضخمة التي كانت ترى من خلالها حدود العالم، دفعها حب القراءة والاستكشاف إلى قراءة كتب تفوق عمرها مثل “تاريخ التمدن الإسلامي” وروايات “تاريخ الإسلام” لجرجي زيدان كاملة، و”شمس العرب تسطع على الغرب”، و”ألف ليلة وليلة “، وغيرها، لتكون بهذا التأسيس متميزة واستثنائية منذ الصغر وحتى اليوم.
تفوقت بجميع مراحل الدراسة وحظيتُ بالتكريم في عيد العلم أربع مرات.
وتقول الدكتورة ضياء الكعبي في حوار مع “الوطن” سردت فيه مسيرتها العلمية والأكاديمية الثرية: “أبي هو معلمي وأستاذي الأول ومكتبته الكبيرة هي التي شكّلت الوعي الثقافي لديّ منذ الطفولة”، مشيرة إلى أن قصة كريستوفر كولمبوس هي أول كتاب قرأته في طفولتي، وأكدت أنها تعشق قراءة السِيَر الذاتية فيما كانت بداياتها في الكتابة بمقالات الرأي.
وقالت إنها تعكف حالياً على استكمال مشروعها النقدي الذي بدأته منذ سنوات، مشيرة إلى أنها عندما تريد أن تنجز أمراً يكون بإتقان كبير، فيما بيّنت أنها تعشق السفر والترحال واكتشاف الأماكن الجديدة، مما يعزّز من رؤيتها الكونية للعالم، وقد نقلت هذا الشغف إلى طلاب الجامعة بمشاركتهم المعارف الجديدة وكل ما تتوصل إليه من معلومات.
وفيما يلي نص الحوار:
من هي ضياء الكعبي؟ أين كانت الولادة والنشأة؟
أنا أستاذ السَّرديات والنقد الأدبيّ الحديث المشارك، ورئيسة قسم اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة بجامعة البحرين. أكاديميّة وناقدة في مجال السرديات الثقافيّة وتواريخ الأفكار النقدية وتحليل الخطاب والدراسات النسوية والدراسات السردية القديمة والجديدة والثقافة الشعبية، ولدي مشروعي السردي الثقافي الذي أسسته ولا أزال أشتغل فيه، وأحرزت سمعة أكاديمية رصينة محلياً وإقليمياً وعربياً ولي شراكات أكاديمية نقدية مع عدد من الأكاديميين الفاعلين في جامعات عربية وأجنبية.
ولادتي كانت في مسقط رأسي مدينة الرفاع التي لا أزال أسكنها إلى الآن. كنت محظوظة جداً بكوني طفلة لأبوين رائعين جداً فوالدي رحمه الله كان أحد الضباط الأوائل في قوة دفاع البحرين وتقلّد في فترة خدمته مناصب إدارية، وهو حائز على درجة الماجستير في إدارة المستشفيات من بريطانيا إلى جانب دراسته العلوم العسكرية في دولة الكويت، وكان مثقفاً جداً ينتمي إلى جيل الستينات، ويمتلك مكتبة ضخمة تحوي كتباً تأسيسية منتقاة بعناية أحضرها من أسفاره من القاهرة وبيروت وبريطانيا، فقرأتُ وأنا لا أزال في المرحلة الابتدائية كتاب “تاريخ التمدن الإسلامي” لجرجي زيدان بجزأيه الكبيرين وروايات “تاريخ الإسلام” لجرجي زيدان كاملة، و”شمس العرب تسطع على الغرب” للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، و”ألف ليلة وليلة” ومجموعة كبيرة من أعداد مجلة العربي في أعدادها القديمة أواخر الخمسينات والستينات، وكذلك “مذكرات أميرة عربية” الذي كنا نتبارى أنا وإخوتي في قراءته وكتباً أخرى كثيرة.
كان عشقي للتاريخ وللسير الذاتية عشقاً كبيراً ولا يزال، فمتعتي الكبرى هي التوغل في أعماق مصنف تاريخي واستبار أغواره ومكنوناته. وفي المراحل التي تلت بدأ تعرفي على الآداب العالمية من خلال قراءة الأدب المترجم وقراءة بعض الروايات باللغة الإنجليزية وخاصة مسرحيات شكسبير، لقد كان لهذه النشأة الأولى عمقها الباطن الذي جعلني منفتحة في ممارستي النقدية على الثقافة وأؤكد أهمية وجود الدراسات البينية في حقول العلوم الإنسانية والنقد.
وماذا عن ذكريات الطفولة؟
أبي هو معلمي وأستاذي الأول كان يصطحبنا دوماً إلى معارض الكتب الدولية التي كانت تُقام في البحرين، ويصطحبنا إلى المتاحف والمناطق الأثرية ويشتري لكل واحد منا كتباً ومجلات خاصة به، وحتى في الإجازة الأسبوعية كنا نرتاد نادي الضباط بجزيرة النبيه صالح ونقضي يوماً كاملاً فيه بين ممارسة رياضة السباحة ولعب البلياردو والتنس وقراءة الكتب في مكتبة النادي وتناول طعام الغداء في المطعم، وعندما نسافر كان يشتري لنا كتبًا ثم يصحبنا إلى محل بيع الآيس كريم فنمسك الكتاب في يد والآيس كريم في اليد الأخرى. إنَّ هذه الطفولة الراقية فكرياً والمغايرة هي التي أوجدتني كما أنا الآن. أنا الابنة الوسطى وعددنا خمسة أبناء، ابنان وثلاث بنات وجميعنا والحمد لله بفضل هذا التأسيس استثنائيون ومميزون كل في مجاله. لقد عشتُ طفولة جميلة وكنتُ أعشق الاكتشاف والتعرف على الجديد من ثقافات العالم، وأقضي يومياً ساعات في قراءة كتب مكتبة والدي الضخمة التي كان حجمها كبيراً بالنسبة لطفلة صغيرة كانت ترى حدود العالم من خلال تلك المكتبة، ومع ذلك قرأتها جميعها على الرغم من صعوبتها وهي التي قادتني لاحقاً إلى عوالم السرد المدهشة. ولعلَّها مصادفة أن يكون الكتاب الأول الذي وقعت عيناي عليه في طفولتي هي قصة كريستوفر كولمبوس من سلسلة ليديبرد المترجمة. وأذكر هنا مقولة للناقد الفرنسي رولان بارت “السرد كما الحياة، عالمي عابر للتاريخ والثقافات، موجود”.
ما هي أبرز محطات حياتك الدراسية والعملية؟
تفوقتُ في جميع مراحل دراستي وكنت أولى الأوائل، وكنتُ الثانية على مدارس البحرين في المرحلة الثانوية في القسم الأدبي، وتخرجت في جامعة البحرين بامتياز مع مرتبة الشرف وكنت الأولى على دفعتي، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وكذلك في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعة الأردنية. وحظيتُ بشرف التكريم في عيد العلم لأربع مرات في مراحل الثانوية العامة والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وكانت دراستي للغة العربية بجامعة البحرين وقسم اللغة العربية في عصره الذهبي حيث التنوع والتعدد في مشارب الأساتذة الذي كنا نشهد بعض صراعاتهم المنهجية والفكرية التي تضفي على دراستنا الحيوية والتنوع من تيارات محافظة وأخرى منفتحة. وتعلمت الكثير من أساتذتي: إبراهيم غلوم وعلوي الهاشمي وصلاح فضل وهلال الشايجي ومحمد ديب وكمال لاشين وعبدالجليل العريض وحلمي مرزوق وعبدربه عبداللطيف. وما يميز هؤلاء الأساتذة منهجياتهم الرصينة إلى جانب غزارة مادتهم المعرفية واتساع آفاقهم ولهم بصماتهم الواضحة على تكويني المنهجي التأسيسي، وفي رحلة الدراسات العليا التي امتدت إلى خمس سنوات بين الماجستير والدكتوراه التحقت بالجامعة الأردنية وتتلمذت هناك على أيادي أعلام منهم العلّامة المرحوم إحسان عباّس وناصر الدين الأسد ومحمود السمرة وهاشم ياغي ونهاد الموسى وإبراهيم السعافين وجاسر أبوصفية وشكري عزيز الماضي وغيرهم من أساتذة أجلاء أدين لهم بالفضل ماحييت. وكان انصرافي في الماجستير إلى النقد النسوي من خلال قراءة مرويات المرأة السردية في الموروث العربي في مقاربة سوسيو_سردية متوسلة بالمقاربات السوسيولوجي والسردية، وفي الدكتوراه وقفت عند الأنواع السردية الكبرى في أنساقها الثقافية وفي مجالها التداولي من خلال آليات تلقيها في القديم والحديث.
وبعد الدكتوراه عمقت مشروعي البحثي الخاص بالكشف عن آليات المتخيّل في الثقافة العربية الإسلامية وطرائق اشتغاله متوسلة بالسرديات الثقافية وساعدني على ذلك اتساع إلمامي بالمكتبة السردية بمصنفاتها القديمة والحديثة، وكذلك تخصصي الدقيق في السرديات في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وحالياً لدي تواصل ثقافي مع بعض النقاد والناقدات العرب في ملتقيات خاصة بالسرديات كما لدي عدد كبير من الشراكات الأكاديمية والنقدية.
أنا حائزة على درجة دكتوراه الفلسفة في اللغة العربيّة وآدابها من الجامعة الأردنيّة، ودرجة الماجستير في اللغة العربيّة وآدابها من الجامعة الأردنية، ودرجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة البحرين. ودبلوم تطوير الممارسة الأكاديميةPost Certificate in Academic Practice (pcap) من جامعة York St John University،بريطانيا. كما حزتُ عددًا من الجوائز المحلية والإقليمية، ولدي مجموعة من الكتب المنشورة منها: السَّرد العربيّ القديم:الأنساق الثقافيّة وإشكاليات التأويل، و السَّرديات الشعبيّة العربيّة، التمثيلات الثقافيّة والتأويل، و السَّرديات الشعبيّة العربيّة، التمثيلات الثقافيّة والتأويل، و الخطاب السجالي في الثقافة العربيّة، مقاربات تأويليّة، وكتاب الحكايات الشعبيّة البحرينيَّة، ألف حكاية وحكاية، مشروع جمع وتدوين جماعي”، ويقع في خمسة مجلدات الذي يعد حتى الآن أكبر مجموع حكائي شعبي عربي وصدر بالشراكة بين جامعة البحرين والمنظمة الدولية للفن الشعبي IOV، وتشرفتُ بإهداء الكتاب إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وقد شاركتُ في مشروع عيون الشَّعر العربيّ الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربيّة من خلال تأليف خمسة كتب هي: “كتاب البحر” وكتاب “المرض” وكتاب “السفر” وكتاب “الصحراء” وكتاب “الأطلال”، وقد شاركت في هذا المشروع الثقافي المهم الذي يهدف إلى إجراء مسح ثقافيّ واستقصاء يكادُ يكون شاملاً لذاكرة الثقافة العربيّة التأسيسيّة.
نشرت عدداً كبيراً من الأبحاث العلميّة المحكمة في مجال السَّرديات الثقافية والنقد الأدبي الحديث لنصوص سردية قديمة وحديثة، ومساهمتي البحثية الأخيرة هي تحريري لكتاب “الجهود النقدية والفكرية للأستاذ الدكتور إبراهيم غلوم، أعمال ثُلة من الأساتذة الباحثين”، يناير 2023 وهو من إصدارات جامعة البحرين.، كما شاركتُ في عدد كبير من المؤتمرات الدولية والإقليميّة والمحلية. وأنا عضوة في مجموعة كبيرة من الهيئات العلمية وهي: الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، الهيئة العلمية لجائزة سرد الذهب الصادرة عن مركز أبوظبي للغة العربية، الهيئة العلمية لجائزة كنز الجيل الصادرة عن مركز أبوظبي للغة العربيّة، المجلس العالمي للغة العربية، بيروت، لبنان، عضو الجامعات البريطانية The Higher Education Academy، عضو الجمعية المصرية للنقد الأدبيّ، عضو أسرة الأدباء والكتاب البحرينية.
كما حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها جائزة الكتاب المتميّز من إدارة الثقافة بوزارة الإعلام البحرينية عام 2006، وتكريم من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ووزارات الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي عن مجال الدراسات النقدية في عام 2016، وجائزة عوشة بنت خليفة السويدي، المركز الأول، فرع الدراسات الأدبية والنقدية 2021.
ما هي رسالتك من خلال مجال النقد؟
كأكاديمية وناقدة، دائمًا أنظر إلى النصوص السرديات (Narratives) على أنها خطاب (Discourse) يقبل التأويلات اللامتناهية؛ لذلك يهمني جدُا اكتشاف شبكة الانساق الثقافية الظاهرة والمضمرة في هذه الخطاب. كما أنظر إلى السرديات على أنها سرديات عابرة للحدود والقارات والثقافات، وتهمني جدًا المشتركات الثقافية الإنسانية العالمية.
حدثينا عن التحديات التي واجهتك في مسيرتك؟
أنا بطبيعتي متفائلة جدًا وإيجابية ومتصالحة مع ذاتي ومع العالم من حولي، وأنظر إلى أي تحدٍ على أنه محفِّز يحفزني لإنجازات واستحقاقات أكبر، وهذه هي الرهانات الأكبر، التحدي الأكبر بالنسبة لي هو استكمال مشروعي النقدي الذي بدأته منذ سنوات ولديّ عدد من مشاريع ومسوّدات كتب نقدية أعكف عليها حاليًا لنشرها، والاستمرار في عقد الشراكات الأكاديمية النقدية العربية والعالمية. المسألة مسألة وقت وأنا منظّمة وجادة جدًا ولدي الصبر الجميل للاشتغال على مدى ساعات طويلة للإنجاز، وأعمل على تحقيق أهدافي ضمن آجال زمنية معينة، وعندما أريد أن أنجز أمراً يكون بإتقان كبير.
متى كانت بداية مسيرتك في الكتابة؟
بدأت بكتابة بعض المقالات الصحفية في جريدة أخبار الخليج في فترة دراستي في مرحلة البكالوريوس، ولديّ بعض الكتاب السردية غير المنشورة، وقد كتبتُ المقال النقدي الثقافي منذ سنوات أسبوعياً، وأستهدف المتلقي المثقف لمشاركته بعض قراءاتي التي أسست فيّ وعياً مفارقاً.
حدثينا عن هواياتك؟
في طفولتي كنت أمارس هواية الرسم، وكنت متقنة لهذه الهواية وأحرز درجات مرتفعة فيه ورسوماتي تحظى بعناية مدرسات الرسم وتشجيعهن لأنَّ لدي أسلوبي الخاص، ولا أزال حتى الآن أعشق الفنون التشكيلية بمختلف تمثيلاتها وأنواعها، وأزور المعارض التشكيلة والجاليريات داخل البحرين وخارجها، وأقرأ كثيرا في تاريخ الفنون والعمارة، ولديّ ذائقة راقية في الانتقاء. وكانت لدي كذلك هواية جمع الطوابع والعملات، ولا أزال أحتفظ حتى الآن بمجموعتي الخاصة النادرة من الطوابع والعملات. كما أعشق السفر جداً وأغتنم فرص الإجازات للسفر إلى أوروبا وهي وجهتي المفضلة دوماً وخاصة إيطاليا وفلورنسا مركز النهضة الأوروبية تحديدًا، ومن الدول العربية أعشق السياحة في المغرب، وعادة أقرأ كثيرًا عن المكان قبل زيارته؛ ففي زيارتي لفينيسيا الإيطالية اصطحبت معي رواية “مدن لا مرئية” للروائي الإيطالي إيتالو كالفينو، وفي زيارتي إلى براغ اصطحبت معي المجموعة القصصية والروائية الكاملة لفرانز كافكا. كما أنَّ الكتابة النقدية بالنسبة لي ليست كتابة تخصصية فقط، وإنَّما هي شغف في المقام الأول والأخير أمارس من خلالها كتابة عابرة للحدود القارات والثقافات.
ما مدى تأثير البيئة التي نشأتُ فيها على ما أنت عليه الآن؟
أسرتي كانت ولا تزال داعمة لي في جميع مساراتي من والديّ وإخوتي. هم داعمون ومساندون حقيقيون لي ويفخرون جداً بإنجازاتي. ولجامعة البحرين فضل كبير عليّ منذ أن كنتُ طالبة إلى مرحلتي الحالية؛ فمن خلال جامعتي تمكنت من عقد شراكاتي البحثية الأكاديمية والنقدية، كما وفّرت لي جامعة البحرين الدعم المادي والمعنوي للمشاركات في المؤتمرات والملتقيات، وأشيد في هذا المقام بالدعم الكبير الذي تقدمه رئيسة جامعة البحرين الدكتورة جواهر المضاحكة لجميع الأكاديمين بالجامعة في مجال دعم البحث العلمي والشراكات الأكاديمية وتطوير المناهج الأكاديمية، وقد قطعت جامعة البحرين بفضل هذا الدعم أشواطاً كبيرة من التحقّقات الأكاديمية. كما أشكر عميد كلية الآداب الدكتور عبدالعزيز بوليلة على دعمه الكبير للبحث العلمي بكلية الآداب وتطويره الكلية أكاديمياً وإدارياً وثقافياً. وفي قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية الذي ارأسه حاليًا أنا سعيدة جداً لوجودي ضمن فريق عمل مؤسسي رائع لنخبة من الأكاديميين والأكاديميات، استطعنا تحقيق عدد من الإنجازات الأكاديمية ومنها تطوير البرامج الأكاديمية بالقسم وعقد شراكات أكاديمية محلية وإقليمية وتطوير البحث العلمي، ونسعى إلى تحقيق عدد من الإنجازات الأكاديمية الفارقة في المستقبل القريب إن شاء الله.
من هو قدوتك في الحياة وما أبرز الدروس التي تعلمتها منه؟
هناك الكثير من المؤثرين في حياتي الذين تعلمت منهم الكثير، فأنا أعشق الشخصيات التي أنجزت إنجازات فارقة واستمرت في مسيرتها ولم تستسلم وحوّلت إخفاقاتها إلى إنجازات كبرى وقصص نجاح. لذلك لا توجد لدي قدوة واحدة فقط في حياتي، وإنَّما تأثرت بقصص الكثير من الملهمين من مختلف دول العالم. أعشق قراءة السير الذاتية وأتعلم منها الكثير فهي سرد انتقائي مختزل لمن كتبها، وأحتفظ في مكتبتي الخاصة التي تضم حوالي عشرين ألف كتاب بركن خاص للسير الذاتية باللغتين العربية والإنجليزية.
حدثينا عن إصداراتك؟
نشرت عددًا كبيرًا من الأبحاث العلميّة المحكمة في مجال السَّرديات والنقد الأدبي الحديث، والكتب الجماعية، كما شاركت في عدد كبير من المؤتمرات الدولية والإقليميّة. ولي العديد من الإصدارات العلمية أبرزها.
1 السَّرد العربيّ القديم:الأنساق الثقافيّة وإشكاليات التأويل، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005.
2 السَّرديات الشعبيّة العربيّة، التمثيلات الثقافيّة والتأويل، ط1، بيروت: مؤسسة الانتشار العربي،2014.
3 الخطاب السجالي في الثقافة العربيّة، مقاربات تأويليّة، ط1، بيروت: مؤسسة الانتشار العربي، 2014.
4 كتاب”الحكايات الشعبيّة البحرينيَّة، ألف حكاية وحكاية، مشروع جمع وتدوين جماعي”، ط1، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والثقافة الشعبية للدراسات والنشر والتوزيع، 2018.
5 شاركت في مشروع عيون الشَّعر العربيّ الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربيّة من خلال تأليف 5 كتب هي: كتاب البحر، وكتاب السفر، وكتاب المرض، وكتاب الصحراء، وكتاب الأطلال.
6 تحرير كتاب” الجهود النقدية والفكرية للأستاذ الدكتور إبراهيم غلوم، أعمال ثلّة من الأساتذة الباحثين”، وهو من إصدارات جامعة البحرين.
وما هي الجوانب التي لا يعرفها الناس عن الدكتورة ضياء الكعبي؟
أعشق السفر والترحال واكتشاف مناطق لم أزرها من قبل، وقد أعاود زيارة بعض الأمكنة لأنها تمثل فضاءات حميمية بالنسبة لي. زرت عدداً كبيرًا من دول العالم، وفي قائمتي بعض الوجهات الجديدة، والأماكن التي لم أزرها أحاول اكتشافها من خلال الكتب. أعشق الأطالس والجغرافيا والتاريخ والأنثروبولوجيا، والآداب العالمية. في كل مسار فارق من حياتي لابد أن أزوده بإنجاز جديد كي أحافظ على شغفي وتألقي ورؤيتي الكونية للعالم، وقد نقلتُ هذا الشغف إلى طلبتي في الجامعة الذين أشاركهم معرفتي والجديد الذي توصلت إليه.
رسالة أخيرة؟
أختم بمقولة للروائية فيسوافا شيمبورسكا “مازلت أتذكر حتى الآن تلك اللحظة من الدهشة، ذلك الضوء الخاطف عند قراءتي روايات مؤلفين، تعلمت منهم أول درس في كيفية شعور المرء بالدهشة تجاه العالم وتنوّع هذه الدهشة واختلافها”. يجب أن نحافظ على شعلة الشغف في داخلنا متوهجة لا تنطفئ، وبذلك نعيش الحياة كما نشتهيها وكما يجب أن تكون. وأستحضر هنا أيضاً مقولة الروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز “عشت لأروي”.