علماء وأكاديميون ينقسمون بشأن صيرورة الذكاء الاصطناعي بديلا عن الإنسان
مؤتمر تكافؤ الفرص للجامعة الأهلية يشهد نقاشا ساخنا و64% ينحازون للهيمنة البشرية
شهدت فعاليات النسخة السابعة لمؤتمر تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل جدلا علميا وأكاديميا غنيا بين عدد من العلماء والأكاديميين والباحثين بشأن الدور الذي سوف يلعبه الذكاء الاصطناعي في المستقبل، حيث انقسم المشاركون في المؤتمر إلى قسمين، أحدهما تبنى فكرة أن الذكاء الإصطناعي سيحل محل الانسان مستقبلا وحظي بنسبة 36% من مجموع المشاركين في المؤتمر، فيما تبنى القسم الآخر الفكرة المضادة تماما وحظيت وجهة نظره بمساندة 64% من الجمهور المشاركين في المؤتمر. فيما شكل هذا الاختلاف والنقاشات الثرية بشأنه حافزا لمزيد من الاستكشاف للعلاقة المعقدة بين الذكاء الاصطناعي والعمل البشري في مشهد تكنولوجي دائم التطور.
وانعقدت مناظرة علمية بشأن الموضوع ضمن فعاليات مؤتمر تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل برعاية رئيس مجلس النواب السيد أحمد بن سلمان المسلم وتنظيم من الجامعة الأهلية وجامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة بالمملكة العربية السعودية وجامعة برونيل البريطانية، حيث أثيرت خلال المناظرة العديد من الأفكار الجدلية والرؤى المستجدة، فيما تطوع 8 من الأساتذة والباحثين لتمثيل كل رأي من المشاركين في المؤتمر في المناظرة، والذين قدموا نقاشا علميا ثريا بشأن الذكاء الاصطناعي واحتمالية أن يحل محل الإنسان مستقبلا.
وقد تبنى الدفاع عن فكرة حلول الذكاء الصناعي محل الإنسان 4 من المشاركين في المؤتمر وهم: السيدة عصمت علي جعفر المدير العام للإطار الوطني للمؤهلات والدكتور ليفتريس كريستوس مدير برنامج الدكتوراه بجامعة برونيل البريطانية والدكتورة إسراء الظاعن المدير التنفيذي للاستراتيجيات والجودة والاستدامة بالجامعة الأهلية والدكتور عمار الحواج المدير التنفيذي للاتصالات والعلاقات الدولية بالجامعة الاهلية.
وفي المقابل تبنى الفكرة المعارضة لحلول الذكاء الاصطناعي محل الإنسان 4 من المشاركين هم: البروفيسور منصور العالي رئيس الجامعة الأهلية والدكتورة حنان ناصر عميد مشارك بالجامعة الامريكية في البحرين والدكتورة ريم حمدان القائم بأعمال نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في كلية البحرين الجامعية والدكتور محمد كنعان من جامعة الأعمال والتكنولوجيا بالمملكة العربية السعودية.
وقدم هؤلاء حججًا مقنعة ضد فكرة أن الذكاء الإصطناعي سيحل محل البشر، مؤكدين على أن الصفات الإنسانية والمشاعر والأحلام لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها، بالإضافة إلى القدرات الفريدة التي تجعل البشر لا غنى عنهم في مواجهة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، كما وقد شدد المعارضون على أهمية التعاطف والذكاء العاطفي والتفكير النقدي والقدرة على التكيف مع المواقف المعقدة وغير المتوقعة، وجادلوا بأنه في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز القدرات البشرية، فإنه لا يمكن أن يحل محل عمق واتساع المهارات البشرية والحدس الإنساني بشكل كامل.
أما فيما يتعلق بشغل الروبوتات والآلات المبرمجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المناصب الوظيفية بدلاً من الإنسان، فقد خالف الفريق المعارض هذه الفكرة عبر الإشارة إلى أن إدماج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العمل من أجل التقدم وتحقيق المخرجات عالية الجودة بأقل التكاليف والجهد على ان ذلك سيظل مجرد عامل مساعد للإنسان وليس بديلاً عنه، لأن التكنولوجيا مبرمجة على معطيات وبيانات ونظم معينة وليست قادرة على التعامل مع المواقف والأحداث المفاجئة، وضربوا مثلا بتجربة أول روبوت نجح في الدفاع عن متهم في المحكمة بناءً على أدلة وبراهين وبيانات موجودة في نظام الروبوت نفسه، ولكن هذا الروبوت لن يستطيع أن يقوم بأي ردة فعل آنية عند وجود أدلة مفاجئة غير موجودة في نظامه، أما بالنسبة للروبوتات التي استطاعت أن تجري بنجاح عمليات دقيقة لحالات خطيرة، فإن الطبيب استعان بتلك الروبوتات لتحجيم الوقت وإجراء عمليات أخرى مستعجلة لمرضى آخرين، مما يثبت ذلك بأن الآلة يُستعان بها للمساعدة ورفع الإنتاجية وليست بديلاً عن البشر، وأن كل وظيفة استبدلت بالذكاء الاصطناعي ستخلق وظيفة أخرى تحتاج للإنسان.
وفي ختام المناظرة، أتيحت للجمهور الحاضر الفرصة للإدلاء بأصواتهم، والتعبير عن موقفهم من الموضوع، وأظهرت النتائج أن أغلبية كبيرة، 64% من الجمهور، صوتت ضد فكرة حلول الذكاء الاصطناعي محل البشر، وتؤكد هذه النتيجة على الشعور السائد بأنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة، فمن غير المرجح أن يحل محل الأدوار البشرية بالكامل في مختلف مجالات الحياة.