على هامش مؤتمر (SDMX).. مشاركون يؤكدون أهمية تمكين مجتمع البيانات وتوسيع التطبيقات بما يحقق أهداف التنمية المستدامة
أكد عدد من المشاركين في المؤتمر العالمي التاسع لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية “SDMX”، على هامش جلسات اليوم الثالث، تقديرهم لجهود مملكة البحرين في تطوير بياناتها الوطنية، وقالوا إن هذا المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والتجارب حول تطبيقات هذا النظام العالمي في مجال الاحصاء، والذي يعتبر بوابة حقيقة لريادة الأعمال وتطوير القطاعات المختلفة.
وبينوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث جمع نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء الدوليين، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وبدعم من الإسكوا وبنك إيطاليا، ومثل لقاءً عالميا لأعضاء مجتمع الإحصاء حول العالم، وضمن تبادل ومناقشة أحدث التطورات في مجال البيانات الإحصائية والوصفية، والاستفادة من التقنيات والأدوات التي تساهم في تعزيز التعاون والمعرفة.
إلى ذلك؛ أكدت السيدة نورزيليني عبدالرحمن، من البنك المركزي الماليزي، أهمية عقد المؤتمر، وعبرت عن اعجابها بمستوى الاطروحات فيه، فهناك كثير من آفاق الانجاز التي يمكن العمل فيها وتطبيقها.
وعبرت السيدة نورزيليني عن سعادتها بإقامة هذه الفعالية في منطقة الشرق الأوسط، ووصفت المؤتمر بالفرصة المهمة للتعرف على المؤسسات ذات العلاقة واكتساب المعلومات والخبرات حول منجزاتها واستخداماتها المختلفة للنظام، ولفتت إلى أن هذا النظام يعتبر من الأدوات الجديدة في مجال الاحصاء في ماليزيا، وتطلعت إلى بدء العمل عليه، مؤكدة أهمية التعمق فيه وتوسيع قاعدة العمل به لما له من فوائد واضحة من حجم المبادرات والمشاريع التي طبقت في هذا المجال.
أما السيد سامي الفزاري، من مركز الاحصاء الخليجي لدول مجلس التعاون، فتحدث عن اهتمام مركز الاحصاء بتطبيق معيار تبادل البيانات الإحصائية والوصفية “SDMX” منذ عام 2017، إذ تم اعتماد هذه الأداة العالمية لهذا المعيار، والتي تكمن أهميته في توحيد البيانات الأصلية وتسهيل الاستفادة منها، فهي أداة سريعة وسهلة وتحقق كثير من الفوائد أمام الاحصائيين العاملين إضافة إلى دورها في تقليل تكاليف العمل.
وأضاف الفزاري أن هذا المؤتمر سيسهم في التسريع عملية الانتقال في الدول التي لم تطبقه بعد، فمثلا تم تطبيق مشروع مرسى الذي يضمن تبادل المعلومات على مستوى الخليج العربي، وقد طبقت على يد كادر المركز الذي تعلم وطبق هذا النظام بتميز ونجاح.
وأوضحت السيدة فضيلة نجاح، من الجمهورية التونسية والمتخصصة في نمذجة البيانات بمنظمة التغذية والزراعة، أن الكثير من القائمين على تطوير هذا النظام والمشتغلين فيه في أهم المنظمات العالمية هم كوادر عربية، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي من المؤتمر، الذي يقام مرة كل سنتين، تحقيق الانفتاح على التجارب المختلفة، وتوسيع مجتمع البيانات والتشبيك بين العاملين فيه، من هنا تتضح أهمية هذا المؤتمر الذي يقام في مملكة البحرين لأول مرة، والتعرف على اهتمام المملكة في هذا المجال، إلى جانب اهتمام الدول العربية التي عملت وطبقت هذا النظام.
وبينت السيدة نجاح دخول مؤسسات كثيرة في عالم البيانات، سواء كانت جهات وطنية أو مؤسساتية أو شركات وغيرها، وهذا الانفتاح يولد كثير من التطبيقات في المجتمع العالمي للمعلومات، وقالت إن المؤتمر كان غنياً بما تضمنته جلساته، مؤكدة دور الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، إلى جانب تعزيز تبادل المعلومات وتطويرها، وإيجاد تغييرات جذرية في استخدامات هذا المجال… وعبرت عن سعادتها بإقامة المؤتمر في دولة عربية، إذ كانت هناك مناداة ولسنوات طويلة لتوحيد أنظمة الاحصاء بين الدول العربية وجعلها متواكبة مع العالم، وأملت في تطوير شبكة خبراء داخلية تعزز من آفاق العمل المستقبلية.
من جانبها؛ أوضحت دعاء عيد، إحصائي أول بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بجمهورية مصر العربية، أن إقامة المؤتمر يأتي باهتمام كبير وجهود عالية المستوى من المسؤولين على هذا القطاع في مملكة البحرين، وهو يقام لأول مرة في دولة عربية وعلى مستوى الشرق الأوسط، وقالت إن الاطروحات التي تم عرضها من المتحدثين تمثل تجارب مهمة ورائدة في مجال تطبيقات الإحصاء، وهي فرصة للتعرف عليها والاستفادة منها، على صعيد القطاع الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني بما يحقق التنمية المستدامة وأهدافها.
وقالت إن تعدد التطبيقات في مجال الاحصاء وتبادل المعلومات وإدخال الذكاء الاصطناعي فيها أمر يدل على أهمية مواكبة الدول العربية لمثل هذه التوجهات العالمية التي تتسابق فيها الدول وتحقق فيها كثير من الانجازات، وتوقعت وجود طفرة كبيرة وعمل نوعي في هذا المجال في المستقبل القريب، مضيفة أن هذا المجال لا يتعلق بالبيانات الوطنية فقط بل هي تتعلق بعالم البيانات في جميع المجالات، وتمنت تطوير وحدات القياس التي تمكن من إحداث فارق كبير في المستقبل، وأشادت بما تحقق حتى الآن من استعمال هذه الأداة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك أكد السيد عبدالله الصوص، من دائرة الاحصاءات العامة من المملكة الأردنية الهاشمية، أهمية إقامة هذا المؤتمر والذي تمثل في إيجاد تقنيات جديدة وتوظيف الذكاء الاصطناعي، ومشاركة البيانات بين الدول عربيا وعالميا، فهي تمثل لغة واحدة مشتركة تسمح بتطوير الاستخدامات ومن ثم الاستنتاجات التي تبنى عليها الخطط والاستراتيجيات، وقال إن الدول الأوروبية لديها تجارب عديدة وخبرات تتعلق بالتطبيقات الكثيرة لهذا البرنامج في مجالات مختلفة، والتي تعتبر نموذجا يمكن البناء عليه.
وبين وجود تحسن وتطور كبير في الدول العربية في مجالات العمل المتعلقة بجمع البيانات، وأكد وجود خبرات عربية قادرة على احداث فارق في مستوى العمل في هذا المجال، وعبر عن أمله بالخروج بنتائج ملموسة لهذا المؤتمر الهام الذي تميزت في تنظيمه مملكة البحرين وحققت الريادة على مستوى المنطقة.
وفي المعرض المصاحب لأعمال المؤتمر تحدث المهندس محمد البوسعيدي، مدير عام شركة جال للتكنولوجيا من سلطنة عمان، عن أهمية المؤتمر الذي جاء ثريا بموضوعاته وعناوينه التي تواكب التطورات في هذا المجال، وقال إن شركته عملت في مجال البيانات الاحصائية في السلطنة باستخدام هذه الأداة التي تعتبر من أهم وأحدث الأدوات التي يعمل بها في جميع أنحاء العالم، كما كانت هناك فرصة للتعرف على التطبيقات الجديدة من خلال تجارب المتحدثين في المؤتمر.
وبين عملهم في مشروع مرسى وهو منظومة متكاملة لتبادل البيانات على مستوى دول الخليج العربي، ولفت إلى وجود توجه عام لتبادل المعلومات التي تمكن من تحقيق فوائد تنموية وتطويرية في مجالات العمل التي لا تتعلق بالمجال المالي أو العوائد الاقتصادية بل في منظومة البيانات بشكل العام التي تلامس جميع المجالات، فبرنامج تبادل البيانات الإحصائية والوصفية “SDMX” متعدد الاستخدامات ويتعلق في جوهره بالتنمية المستدامة في الدول، فهو برنامج يمكن من وضع الخطط التنموية والاستراتيجية العامة في الدول، فهو لا يتعلق بتوفير وجمع البيانات فقط بل في مشاركتها وتحليلها، فهو يوفر قاعدة بيانات حديثة تعتبر بوابة لريادة الأعمال في المنطقة.
وأخيرا؛ قال السيد هارشيد كولبيكوار رئيس فريق إدارة المنتج في شركة ماركت ماب انيرجي من لندن، إن هذا الحدث يجمع البنوك المركزية والهيئات الحكومية في هذا المحفل العالمي والذي يقام في مملكة البحرين، وهو سعيد بالتواصل مع المختصين في هذا المجال والذي سيسهم في تطوير عملهم والاستفادة من تجارب الاخرين، فما يتم التشارك فيه هي بيانات عامة تتيح فرصة المقارنات من أجل التطوير، فالجلسات التي تمت خلال اليومين الماضيين وما تم تقديمه من عروض عكست الانجازات الكبيرة التي توفرت في مملكة البحرين في هذا المجال، فهناك عمل كبير وجاد من أجل مواكبة التغييرات في هذا المجال.
وأثنى على إقامة المؤتمر في مملكة البحرين كأول دولة في الشرق الأوسط تحتضن إقامته وتستضيف هذه الكوكبة من الخبراء والمختصين، وأكد على ضرورة خلق منصة متكاملة تضمن تواصل جميع الخبراء حول العالم، مما سيعكس الأثر الايجابي على اتخاذ القرارات وتحسين الخدمات مما يضمن شفافية وانسيابية البيانات، فهذا المؤتمر سوف يساهم في تطوير كافة المجالات، فالنظام يسهم في تطوير القطاع الصناعي والأعمال المالية وغيرها عن طريق وضع سياسات متكاملة تمكن من اتخاذ القرار الصحيحة، التي تتماشى مع التكنولوجيات المتطورة.