عمود الثقافة الأمنية.. اكتشاف التعاطي مبكرا يسهم في إنقاذ المدمن من آفة المخدرات
إن الجميع يتحد ضد آفة المخدرات، وأصبحت مكافحتها واجبا وطنيا، ولا يتوقف الأمر على المكافحة فقط وإنما ينبغي أيضاً الإرشاد عن المعلومات التي تفيد في وقف انتشار المخدرات، كما إنه على الأولياء مراقبة تصرفات أبنائهم ليتمكنوا من اكتشاف المشكلة قبل تفاقمها، فتعاطي المخدر ينتهي غالباً إلى إدمانه، وإدمانه يهدد ضحاياه المباشرين وغير المباشرين بأخطار فادحة، فالمخدر يتلف تدريجيا مداركهم وينتهي بعدد كبير منهم إلى الجنون أو السجن.
وهناك دلائل تشير إلى التعاطي، والواقع يقر أن تعاطي المخدرات يحدث أسوأ الأثر في المدمن فتراه عصبي المزاج لا يتحمل الضغط العصبي الناتج من المشاكل الحياتية، ويميل للابتعاد والانطواء وقد ينهار عاطفياً، ويفقد الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية أو العائلية أو الزوجية، كما أكدت جميع الدراسات العلمية أن المتعاطي يتميز بضعف الإرادة والميل إلى اللامبالاة ويبتعد عن الدراسة ويكره العلم والعمل، فضلاً عن أن ولي الأمر يمكن أن يلاحظ تدهور صحة ابنه، وقد يتأخر بعض أولياء الأمور في اكتشاف هذه الأمور الخطيرة وبالتالي يتحول الشخص من متعاطٍ إلى مدمن يصعب علاجه، فالإدمان هو الخراب والدمار ولذا ننبه أولياء الأمور إلى ضرورة ملاحظة وجود آثار تدل على الإدمان وهي ضمور جسم المدمن وشحوب وجهه وتغير في طريقة مشيته وضعف أعصابه، والمدمن يستنفد مصروفه اليومي أو الأسبوعي بشكل سريع، أما في مرحلة متأخرة من الإدمان فإن المدمن يلجأ إلى ارتكاب جرائم جنائية يعاقب عليها القانون بعقوبات شديدة دون أدنى إرادة لأن المدمن هدفه هو شراء المخدر سواء حصل على المال بالسرقة أو الاحتيال أو بأية طريقة أخرى.
ويمكن لولي الأمر أن يتعرف على بعض العلامات التي تشير إلى درجة الإدمان وتشير أيضا إلى الفترة الزمنية للتعاطي وهذه الدلائل تتراوح من بسيطة إلى خطيرة وهي احمرار العين باستمرار والتعرق في الجو البارد وسرعة الإحساس بالتعب والإرهاق والابتعاد عن الألعاب الرياضية رغم تعلقه بهذه الألعاب، والسهر ليلاً خارج المنزل ومرافقة المدمنين والإهمال المتزايد في كافة الأنشطة، وإن رأى ولي الأمر ظهور بعض من هذه الدلائل فعليه أن يعرض المدمن على المختصين وأن يسرع ويحسن التصرف فالوقاية خير من العلاج، لنتقي شر المخدرات.