عبّر الفائزون بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم في نسختها للعام 2025 عن فخرهم واعتزازهم بهذا التكريم الدولي الرفيع، والذي يعكس تقدير الجهود العالمية الرامية إلى توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية، مما يسهم في تمكين المجتمعات من الوصول إلى فرص تعلّم متكافئة وشاملة، مؤكدين أن الجائزة تمثل حافزاً لمواصلة الابتكار في مجال التعليم الرقمي، وتعزيز التعاون الدولي لتسخير التقنيات الحديثة في خدمة الإنسان والمعرفة، بما يسهم في بناء مستقبل تعليمي أكثر شمولية واستدامة.

من جانبها، أفادت السيدة باتريشيا كورييري، مديرة منظمة لا سسيانتوتيك البلجيكية غير الربحية، بأن فوز منظمتها بالجائزة عن مشروع “الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم الشامل (AI for Inclusive Education)” يُعد تقديراً لجهود الفريق العامل في تعزيز التعليم الشامل، حيث يهدف هذا المشروع إلى تمكين الطلاب من فهم الذكاء الاصطناعي بعمق وتوظيفه بوعي وإنسانية، كما يسعى إلى مساعدة الشباب على إدراك أبعاد استخدام التقنية والتعامل معها بصورة نقدية ومسؤولة، مؤكدةً أهمية تعليم الأجيال كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي قبل أن يتحكم هو فيهم.

وأضافت كورييري أن الخطوة المستقبلية لمنظمتها تتمثل في توسيع نطاق التعاون الدولي من أجل دراسة التأثيرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي على عمليات التعلّم والتعليم، مشيرةً إلى أهمية بناء شراكات جديدة مع مؤسسات تعليمية عالمية لتبادل الخبرات وتطوير أدوات رقمية تدعم المعلمين والطلاب في مختلف البيئات التعليمية.

بدورها، أوضحت الدكتورة روزا ماريا فيكاري من الجامعة الفيدرالية لولاية ريو غراندي دو سول (UFRGS) في البرازيل ، أن الجائزة تحمل أهمية كبيرة على المستوى الدولي، إذ تسلط الضوء على دور التعليم والتكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم، وتشكل تقديرًا مهمًا للبرازيل في هذا التوقيت، بما يمنحها الحافز والإلهام لتشجيع دول أخرى على التقدم في هذا المجال. وبيّنت فيكاري أن مشروع Piauí Artificial Intelligence الفائز يهدف إلى جعل محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي حقًا للجميع وليس امتيازًا لفئة محددة، من خلال تمكين جميع طلاب ولاية بياوي من التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي وفهمه. وجاء المشروع لمعالجة غياب هذا المجال عن المنهج الوطني في البرازيل وتحديات ضعف الاتصال بالإنترنت والحاجة إلى تدريب المعلمين. وبفضله، أصبحت بياوي أول ولاية في البرازيل تعتمد الذكاء الاصطناعي مادة إلزامية في التعليم العام، لتكون نموذجًا للتعلم الشامل والمستقبلي. وأضافت أن الخطوات القادمة تشمل توسيع المبادرة لتشمل رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، وترجمة الدروس إلى اللغتين الإنجليزية والإسبانية، وتحويل برنامج تدريب المعلمين إلى نسخة يسهل الوصول إليها، إضافة إلى تشجيع المؤسسات على تبني الموارد التعليمية المفتوحة وتكييفها محليًا. كما تسعى المبادرة إلى بناء تحالف دولي لمحو الأمية في الذكاء الاصطناعي من أجل تعليم أكثر عدلاً وشمولاً.

من جانبها، أوضحت الدكتورة هبة صالح أحمد، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية (جمهورية مصر العربية)، أن الجائزة تمثل منصة عالمية لاستعراض أفضل الممارسات التعليمية المبتكرة، وتسليط الضوء على التجارب التي أحدثت أثراً ملموساً في تطوير التعليم على المستويين الإقليمي والدولي، وأضافت بأن مشروع منصة “مهارة تك” الفائز بالجائزة يُعد نموذجاً رائداً لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات الآمنة والفعالة في العملية التعليمية، إذ تُعد المنصة أكبر منصة رقمية مجانية في الوطن العربي للتدريب على مسارات متنوعة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتقدّم محتواها باللغتين العربية والإنجليزية، تعمل على دمج مهارات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتمكين المعلمين والطلاب من استخدام التقنية بشكل مسؤول، حيث تجاوز عدد المستفيدين منها 600 ألف متعلّم من مختلف الدول العربية.

وعن الخطط المستقبلية، أكدت الدكتورة هبة أن التطور التقني المتسارع يحفّز على التوسع في تقديم خدمات تعليمية رقمية مبتكرة تُثري المحتوى العربي بأفكار إبداعية، وتسعى إلى تحويل هذه الأفكار إلى منتجات معرفية تساهم في دعم التنمية البشرية وتعزيز دور التكنولوجيا في بناء مستقبل التعليم.

من جانبه، أعرب بن غارسيد، مدير أول للتعلّم في مجال محو الأُمّية الرقمية بالذكاء الاصطناعي في مؤسسة راسبيري باي فاونديشن (المملكة المتحدة)، عن فخره بحصول المؤسسة على الجائزة، مؤكداً أن هذا التكريم يعكس الجهود المبذولة في تعزيز التعليم الرقمي حول العالم، لافتاً بأن الجائزة تشكل حافزاً لمواصلة العمل على إيصال مهارات محو الأُمّية الرقمية إلى المناطق الأقل تمثيلاً، وتمكين الشباب من فرص تعلم جديدة.

وأشار بن إلى أن المشروع الفائز “Experience AI” يوفّر موارد تعليمية وتدريباً مجانياً للمعلمين لتدريس مفاهيم الذكاء الاصطناعي بثقة، وقد توسّع بفضل التعاون مع Google DeepMind و google.org ليصل إلى معلمين وشباب في دول متعددة، حيث تعمل المؤسسة حالياً مع 23 شريكاً دولياً وتسعى إلى توسيع نطاق التعاون عالمياً، مع التركيز على تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار في أساليب التعليم.

واختتم غارسيد بالتأكيد على أن التعاون مع منظمة اليونسكو يمثل محطة مهمة تعزز دور المؤسسة في نشر التعليم الرقمي وتمكين المجتمعات من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومستدام.

شاركها.