أكد الفائزون في الدورات السابقة من بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم أن هذه الجائزة حفزت الابتكار في مجالها، وشكلت نقلة نوعية في المسيرة المهنية لكل من فاز بها، وأنها تُعد رمزًا دوليًا لتكريم العقول التي سخّرت تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتعزيز التعليم. الدكتور دا جون هونج (Dr. Dae Joon Hwang) من كوريا الجنوبية، الفائز في النسخة الأولى عام 2006 بمشروع التعليم المنزلي السيبراني، قال: “لقد غيّر الفوز مسارنا بالكامل، إذ فتح أمامنا أبواب التعاون مع مؤسسات دولية، وأثبت للعالم أن التعليم الإلكتروني يمكن أن يكون بديلاً حقيقيًا للتعليم التقليدي.” وأضاف مبتسمًا: “كل مرة أذكر الجائزة، أستعيد ذلك الشعور بأننا كنا نرسم أول خطوط المستقبل.”

ومن مصر، التي نالت الجائزة عام 2008 عبر مبادرة الفرص الرقمية للجميع: إعداد الطلاب لمهارات القرن الحادي والعشرين، عبّرت ممثلتها الدكتورة هدى بركة، عن اعتزازها قائلة: “أن تكون عربيًا وتفوز بجائزة تحمل اسم جلالة ملك مملكة البحرن المعظم، يعني أن الوطن العربي حاضر بقوة في مسيرة التحول الرقمي. لقد منحنا الفوز ثقة مضاعفة للاستمرار، وأصبحنا قدوة في المنطقة”.

وعن الفوز في عام 2015، تحدث ممثل مؤسسة عمر دينغو من كوستاريكا السيد إدواردو مونج (Edurado Monge)، قائلاً: “بالنسبة لنا، كانت الجائزة أكثر من وسام شرف. كانت بوابة لتمكين التعليم في المناطق الريفية التي لم تكن تعرف بعد معنى التكنولوجيا.” وأكد أن التكريم “أثبت أن التعليم الرقمي ليس رفاهية بل حق أساسي لكل طفل”.

أما في بنغلادش، حيث فازت Jaago Foundation عام 2016، فقد قال ممثلها السيد كورفي راكشند( Korvi Rakshand) : “شعرنا أن العالم يسمعنا أخيرًا. فوزنا بالجائزة جعل من حلمنا بتعليم الأطفال الفقراء واقعًا حقيقيًا، وفتح أمامنا دعمًا دوليًا لم يكن متاحًا من قبل”.

ومن الهند، التي نالت التكريم في 2017 بمبادرة التعلم المتصل معهد تاتا للعلوم الاجتماعية CLIx Connected Learning Initiative، تحدّث ممثل الفريق السيد سوريف موهنتي (Saurav Mohanty) قائلاً: “هذه الجائزة لم تمنحنا الشهرة فقط، بل أظهرت أن الابتكار يمكن أن يولد من المدارس الحكومية. كانت لحظة اعتراف بأن التغيير يبدأ من الفصول الصغيرة.” ومن المغرب، الذي شارك الجائزة في العام نفسه عبر مشروع GENIE، قالت الاستاذة الهام لزيز: “الجائزة أكدت أن الاستثمار في الإنسان قبل التقنية هو ما يصنع الفرق، وجعلتنا ندرك أننا جزء من حركة عالمية لإصلاح التعليم من الداخل”.

ثم تواصل الحديث مع ممثلي War Child من هولندا السيد Luke Stannard، الفائزين عام 2018 بمشروع Can’t Wait to Learn، والذي قال: “فوزنا بالجائزة كان بمثابة صوتٍ لأطفال الحروب. لقد منحتنا الجائزة منصة نُسمِع من خلالها العالم أن التعليم يمكن أن يستمر حتى وسط الدمار.” وأضاف أن “الاعتراف الدولي زاد من مصداقية مشروعنا وساعدنا في الوصول إلى آلاف الأطفال في مناطق الصراع”.

وفي عام 2019، تحدّثت ممثلة Letrus من البرازيل Ms. Renata Grando، التي طورت برنامجًا يعتمد الذكاء الاصطناعي لتحسين مهارات الكتابة، فقالت: “كان الفوز تأكيدًا على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخدم القيم الإنسانية إذا وُجّه نحو التعليم”.

ومع عام 2021، عندما اجتاحت الجائحة العالم، استمر وهج الجائزة في إلهام المبدعين. ممثل CIET NCERT من الهند Dr. Abhay Kumar قال: “الجائزة جاءت لتكرّم جهدًا وطنيًا في زمن الأزمة، حين كنّا نقاتل من أجل استمرار التعليم عبر الإذاعة والتلفزيون والتطبيقات الرقمية.” بينما تحدثت Ms. Mwasi Wilmore ممثل Ubongo من تنزانيا بابتسامة دافئة: “لقد كان التكريم تكريمًا لكل طفل أفريقي يتعلم من الراديو والتلفاز في قريته الصغيرة. الجائزة منحتنا طاقة جديدة لنثبت أن التعلم ممكن في أي مكان”.

أما في اللقاء الأحدث، ومع فوز عام 2023، تحدث ممثل كوريا الجنوبية السيد Minchul Shin عن مشروع Connecting the Dots: DataDriven Carbon Literacy قائلاً: “الفوز بهذه الجائزة جعلنا نؤمن أن التعليم البيئي لا ينفصل عن التكنولوجيا. لقد ربطنا العلم بالحياة اليومية، وساعدنا الأطفال على فهم أثر سلوكهم في الكوكب.” ومن بلجيكا، التي فازت بمشروع EducoNetImpact، قالت الأستاذة Sarah Descams أحد الباحثين: “لقد كانت الجائزة لحظة وعي عالمي. نحن لا نعلّم فقط كيف نستخدم التكنولوجيا، بل كيف نستخدمها بعقلانية تحافظ على البيئة”.

وعندما سألناهم عن أهمية الجائزة على المستوى الدولي، أجمعوا على أنها جسر بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب بين الدول الغنية والنامية، وأنها منحت التعليم بعدًا إنسانيًا يتجاوز التقنية. ممثل مصر قال: “الجائزة تجعلنا نتذكر أن الابتكار لا وطن له.” بينما أضاف ممثل الهند: “اليونسكو والبحرين قدّما نموذجًا لما يمكن أن تفعله الإرادة السياسية حين تتحد مع الإيمان بالمعرفة”.

وعن انعكاس الفوز على مسيرتهم المهنية، كانت الإجابات تنبض بالعرفان. ممثلة إسبانيا قالت: “أصبحنا أكثر التزامًا برسالتنا.”، بينما أضاف ممثل كوستاريكا: “الجائزة منحتنا احترامًا مجتمعيًا لا يُقدّر بثمن.” أما ممثل كوريا في الجائزة الأخيرة فقال مبتسمًا: “لقد منحتنا البحرين هذا العام فرصة نادرة لنلتقي جميعًا ونرى أننا معًا نكتب تاريخ التعليم الرقمي الإنساني”.

شاركها.