- الجهات التنظيمية تضع معايير واضحة للإعلانات في القطاع الصحي
- ميثاق آداب المهن الصحية يمنع التضليل واستغلال المرضى في الترويج
- النجاح الطبي لا يُقاس بالدعاية وحدها بل بالكفاءة والاعتمادات المهنية
- «التسويق العاطفي» في التجميل يثير الجدل ويستدعي وعي المتلقي
- تأثير المشاهير في الترويج الطبي يتطلب رقابة ومصداقية أكبر
- تعزيز الثقافة المجتمعية يحمي المرضى من الانجرار وراء دعايات مضللة
- المشاركة في حملات توعوية السبيل لتسويق صحي مسؤول
قالت عضو جمعية أصدقاء الصحة فاطمة نقي إنه مع انتشار استخدام «السوشيل ميديا» بين مختلف شرائح المجتمع على نطاق واسع عالمياً، تشتد المنافسة بين العديد من المؤسسات والشركات في القطاع الخاص، والقطاع الصحي ليس مستثنى من ذلك.
وأكدت فاطمة نقي أن أخلاقيات ومبادئ الرعاية الإنسانية تشكل مؤثراً فاعلاً في تسيير شتى مناحي أعمال الرعاية الصحية، لذا أرست الجهات المنظمة والرقابية على مقدمي الخدمات الطبية، من مستشفيات ومراكز وعيادات، نظماً ومعايير واضحة لحماية حقوق المرضى من أي انتهاك أو تجاهل محتمل، سواء كان مقصوداً أو غير مقصود.
وأضافت: «ممارسو الرعاية الصحية لا يمكن أن يكونوا مؤهلين للانخراط في العمل الصحي إلا بعد استكمال مناهج تعليمية تتضمن المعرفة والإلمام الجيد بمبادئ وأخلاقيات الرعاية الصحية. ومن هنا، عندما نضع موضوع المنافسة التسويقية بين مقدمي الرعاية الصحية، تصبح الأخلاق والمبادئ والقيم على قمة الأولويات لتبنيها ضمن أطر العمل والخدمات الطبية المقدمة».
وأشارت إلى ميثاق آداب وأخلاقيات المهن الصحية الذي صدر من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، حيث يوجد بند متكامل من الإرشادات والمعايير تعنى بممارسة الإعلانات. من ذلك، وجوب استخدام معلومات واقعية ودقيقة، وعدم استخدام الصور الفوتوغرافية للمرضى، أو الإعلان بأساليب كاذبة أو استغلالية. ولهذا، من المهم جداً أن يكون الأفراد في المجتمع على دراية جيدة بفحوى هذه المعايير وتكوين ثقافة عامة حولها.
واعتبرت أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع بالمنافسة الترويجية بين مقدمي الخدمات الطبية، منها جذب المرضى نحو الخدمات المقدمة وتعزيز الصورة الإيجابية في أذهان الناس، خصوصاً تلك التي تبنى على تجارب ناجحة مع المرضى، مما يدعم السمعة الطيبة ويرفع من موثوقية الكادر الطبي أو المؤسسة ككل. وهنا ينبغي للمتلقي للمعلومات المنشورة، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، الانتباه إلى حجم الحقائق. فحسب الأبحاث العلمية، المادة الترويجية تلقي الضوء على حجم النجاحات بينما حجم الإخفاقات لا ينال نصيباً في الظهور الإعلامي. لذا، يجب أن يكون التمييز والتفضيل مبنيين على المعرفة المتعمقة بكفاءة المختصين وأيضا على الاستشارة والاعتمادات الطبية، حيث إن مستويات الاعتمادية، التي تعكس الامتياز ونسب الالتزام بالمعايير الطبية بين المؤسسات الصحية، متفاوتة.
وتابعت: «الانجرار بناءً على ما يسمى بالتسويق العاطفي، خصوصاً للإجراءات التجميلية الجراحية أو غير الجراحية، لكونها قد ترتبط بالسعادة والثقة بالنفس، يمثل موضوع جدل واسع بين الناس وبين المختصين في الوسط الطبي. لذا، لا بد أن تكون كيفية اتخاذ القرار لدى الراغبين في هذه التدخلات مبنية على الوعي الكافي والفهم المنطقي. ومن جانب آخر، قد تكون الدعايات الجذابة عبر بعض المشاهير وتأثيرهم الاجتماعي محل اعتبارات لدى شرائح معينة من المجتمع، لذا لا بد من تعزيز مفاهيم المسؤولية والمصداقية في الرسائل التي تنشر عبر المنصات الرقمية».
وختمت فاطمة نقي تصريحها قائلة: «ينبغي التأكيد لمقدمي الخدمات الطبية على الاهتمام بالمشاركة في الحملات التثقيفية والمشاركات المجتمعية الهادفة والحقيقية، وهو ما يضمن لها تسويقاً ناجحاً ومسؤولاً».
