في ختام أعمال قمة البحرين للدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي عقدت برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، بمشاركة إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، عقد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، ومعالي السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤتمرًا صحفيًا بحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية والدولية. وفي بداية المؤتمر، عبر وزير الخارجية عن تشرف مملكة البحرين باستضافة القمة الخليجية السادسة والأربعين برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، ومشاركة إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الكرام، معربًا عن خالص التقدير والامتنان، للجهود الحثيثة التي يبذلها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل.

وقال إن قمة البحرين كانت بحق قمة مميزة ومثمرة اتسمت بروح الأخوة والتفاؤل، بما أسفرت عنه من قرارات بناءة والتزام راسخ بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون كمنظومة رائدة، وتعزيز التضامن الخليجي للدفع بمسيرة التعاون المشترك نحو أهدافها السامية لما فيه خير وصالح شعوبها. وأضاف أن القمة عكست وعيًا عميقًا بالأحداث المعاصرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، مؤكدةً على أهمية مواصلة الجهود لتعزيز الإنجازات الخليجية المشتركة وتكثيف الجهود لضمان المزيد من المكتسبات لمواطني دول المجلس.

وأشار وزير الخارجية إلى أنه في القمة العربية الثالثة والثلاثين في العام الماضي تضمن (إعلان الصخير) الصادر عن القمة رسالة موحدة لقادة الدول العربية تدعو إلى السلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والسعي إلى تحقيق تعايش متناغم بين جميع شعوب المنطقة، بغض النظر عن معتقداتهم أو ثقافاتهم. وفي هذا العام جاء (إعلان الصخير لقمة البحرين) (2025)، حاملاً رسالة ثبات مجلس التعاون لدول الخليج العربية على التزامه بتعزيز الروابط التاريخية الراسخة بين الدول الأعضاء، ومؤكداً على صون الأمن والاستقرار، والتكامل الاقتصادي، وتمكين الشباب والنساء، مشيرًا إلى أنه من خلال العدالة والحوار، تهدف دول المجلس إلى بناء سلام دائم في المنطقة، وأن تكون نموذجًا عالميًا للتضامن والتماسك، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لجميع شعوبنا.

وقال وزير الخارجية إن المجلس الأعلى أكد حرصه على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، والسعي إلى مزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين، بما يلبي تطلعات مواطني دول المجلس. كما أكد القادة وقوفهم صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس. وأضاف أن أصحاب الجلالة والسمو القادة أكدوا على أهمية تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع الدول الصديقة والحليفة، وبين مجلس التعاون والدول والمنظمات الاقليمية والدولية، وضرورة مواصلة المفاوضات لإبرام اتفاقات التجارة الحرة مع مختلف الدول والكيانات الاقتصادية الدولية لتعزيز التعاون الاقتصادي.

وقال وزير الخارجية إن المجلس الأعلى رحب بمشاركة دولة رئيسة وزراء الجمهورية الايطالية الصديقة، جورجيا ميلوني، ضيفة كريمة في الدورة (46) للمجلس الأعلى، بدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وما تم في جلسة المباحثات من مناقشة للقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحرب في غزة، ومناقشة سبل تعزيز أواصر التعاون القائم بين الجانبين، في إطار خطة العمل المشترك للفترة (20262030) للانطلاق بالشراكة التي تجمع الجانبين إلى آفاق أرحب.

وأضاف أنه خلال مباحثات أصحاب الجلالة والسمو القادة، أشاد المجلس الأعلى بالجهود الحثيثة التي قامت بها دول المجلس خلال الحرب على قطاع غزة، وتواصلها الدائم مع الدول الصديقة من أجل وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، والدفع بجهود إحلال السلام المستدام. كما رحب المجلس الأعلى بنتائج “المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين”، مشيدًا المجلس بدور المملكة العربية السعودية، بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية في قيادة الجهود الدولية في هذا الخصوص.

وأكد وزير الخارجية أن المجلس الأعلى أشاد بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، وبالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن غزة، وفقًا لخطة السلام التي طرحها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفًا أن أصحاب الجلالة والسمو القادة رحبوا بقرار مجلس الأمن الذي أيد خطة السلام الأمريكية بشأن غزة، وأكد على وقف دائم لإطلاق النار، وعلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة. وقال إن قادة دول المجلس حفظهم الله، بحثوا مستجدات الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الصراعات والأزمات التي تعصف بالعديد من دول المنطقة، وأكدوا على ضرورة تغليب الحكمة والعقل، ووقف التصعيد، واللجوء إلى الحوار والحلول الدبلوماسية، والعمل على صون سيادة الدول الشقيقة وأمنها واستقرارها، بما يحقق تطلعات شعوبها في السلام والتنمية والحياة الكريمة.

وأضاف وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، فقد أشاد المجلس الأعلى بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها الدول الأعضاء للإسهام في التوصل إلى حل سياسي، وتسهيل تبادل الأسرى، ولم شمل الأطفال مع أسرهم، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، بما يعكس التزامها بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي في تعزيز السلام والاستقرار. وأشار إلى أن المجلس الأعلى أشاد بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، بما يحفظ الأمن والاستقرار في أوروبا ويعزز السلام والأمن الدوليين.

وقال إن المجلس الأعلى أعرب عن تطلعه لرئاسة المملكة العربية السعودية للدورة السابعة والأربعين، ورحب بدعوة المملكة لاستضافة القمة القادمة، موضحًا أن أصحاب الجلالة والسمو القادة اعتمدوا البيان الختامي للدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى، وإعلان الصخير قمة البحرين(2025). من جانبه، رفع معالي السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، على استضافة أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، متمنيًا لجلالته التوفيق والسداد في رئاسة دورة مجلس التعاون لاستكمال وتعزيز منجزات المسيرة المباركة للمجلس، كما أعرب عن شكره وتقديره لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، على الدور الإيجابي الذي لعبته دولة الكويت خلال فترة ترأسها للدورة الماضية لمجلس التعاون والتي ساهمت في تحقيق الإنجازات والدفع بالمسيرة المباركة للمجلس وتعزيز مكانته دوليًا.

وأشار إلى أن أصحاب الجلالة السمو حفظهم الله ورعاهم، أطلعوا على العديد من المواضيع المتعلقة بالعمل الخليجي المشترك ووجهوا باعتماد عدد من القرارات المتعلقة بالشأن السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والتشريعي التي من شأنها خدمة شعوب دول المجلس بما يحقق التنمية والرفاه لهم، ويعزز من أوجه التكامل بين دول مجلس التعاون.

كما أشار إلى أن اجتماع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة وممثليهم مع دولة السيدة جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية الصديقة، كضيفة شرف في الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة مع إيطاليا من جانب، ومع دول البحر المتوسط والاتحاد الأوروبي من جانب آخر، مجددًا التأكيد على ما حملته القمة الخليجية من رسائل إيجابية عميقة تؤكد على صلابة مسيرة العمل الخليجي المشترك وإرادة واضحة وصادقة لتعزيز التكامل بين دول المجلس، والارتقاء بآليات التعاون بما يحقق تطلعات شعوبها، ويعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

شاركها.