“جود هي ليست ابنة عمي وصديقتي فقط، بل هي عين إضافية أنستني ضعف بصري الشديد، وساعدتني على قضاء يومي في مدرسة غرناطة الابتدائية للبنات بكل راحة وسعادة، وأعانتني على التعلّم والتفوّق، وكانت تقول لي دوماً: لا تخافي إنني معكِ”.

تلك كانت كلمات الطالبة فاطمة زهير الماكنة عن عمق الرابط الذي يجمعها بابنة عمها وصديقتها المقربة جود حبيب الماكنة، في نموذج مشرّف لحرص وزارة التربية والتعليم على ترسيخ قيم العطاء والمحبة والتعاون وعمل الخير، وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية في المدارس الحكومية.

وتقول فاطمة: “دور جود معي يبدأ قبل الوصول إلى المدرسة، فهي ترافقني في الحافلة المدرسية، وتلازمني في الطابور الصباحي، وفي الحصص، وفي الفسحة، وفي الرحلات، ومهما تحدثت عن محبتي وتقديري لها، فأنا مقصرة في حقها”.

أما جود، فتشارك بقولها: “تعلمت في المدرسة أن أعمل الخير للمجتمع، وأن أساعد بقدر استطاعتي، فما بالكم وأنا أرى ابنة عمي وصديقتي بأمس الحاجة لمن يعزز ثقتها بنفسها ويرفع معنوياتها، لذلك لم أتوانى أبداً عن الوقوف معها، لأنني أحبها، وأحب مساعدة الآخرين”.

ويجمع الصديقتان طموح واحد هو دراسة طب الأسنان في المستقبل، وافتتاح عيادة مشتركة تعملان فيها معاً. وقد شكرتا معلمة نظام الفصل الأستاذة عفاف السيد جواد، لما قدمته لهما من دعم مستمر

شاركها.