قحطان لـ الوطن: البحرين مرشحة لتكون أول دولة في العالم خالية من مرضى التقويم الجراحي – الوطن
دعا لإجراء مسح شامل للأطفال وإلزامية الفحص والعلاج
أكد اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د. محمد قحطان جبر أن البحرين مرشحة بقوة أن تكون أول دولة في العالم خالية من مرضى التقويم الجراحي.
وأضاف د. قحطان في تصريح خاص لـ«الوطن» أن التقويم الجراحي للأسنان و الفكين هو تقويم لكن عن طريق الجراحة، وتقوم بشكل أساسي على نشر وقص أحد الفكين أوكلاهما وإعادة تثبيتهما في الوضع الصحيح، وهي تبقى عمليات مكلفة وقاسية مهما يحاول الكثير من الأطباء تبسيطها.
وأوضح أن هناك العديد من المرضى الذين هم بحاجة إلى هذه العملية ولايقومون بها إما لعدم القدرة على تحمل تكاليفها أو خوفاً منها ومن مضاعفاتها بحيث يبقون في حالة من التشوه الدائم طول العمر.
وحول سبب حالات التقويم الجراحي، قال د. قحطان إن إهمال الحالة التقويمية منذ الطفولة وعدم معالجتها يتصدر الأسباب، فكما نعلم أن كل الناس تحب أن تكون أسنانها مرتبة ومصفوفة بشكل صحيح وجميل لذلك كثير من الناس تذهب لأخصائي التقويم من أجل رصف الأسنان ولكن تقويم الأسنان هو ليس فقط تصحيح ارتصاف الأسنان، وإنما تصحيح للأسنان والفكين وعلاقتها مع باقي عظام الوجه والجمجمة من أجل الحصول على المظهر الطبيعي من الناحيتين الجمالية والوظيفية.
وأوضح أن القصد بالوظيفية هو سلامة وطائف النطق والمضغ والبلع والتنفس.
لذلك فإن حقيقة التقويم هي تصحيح العلاقات الأربعة والتي تشمل تصحيح علاقة الفك العلوي مع الجمجمة، وتصحيح العلاقة بين الفكين العلوي والسفلي، وتصحيح العلاقة بين الأسنان مع الفك الواحد الذي تتواجد فيه، وتصحيح علاقة الأسنان العلوية والسفلية مع بعضها والحصول على إطباق أسنان سليم».
وتابع أنه لذلك عند البدء بأي معالجة تقويمية يقوم أخصائي التقويم بعمل فحوصات وصور شعاعية من أجل إجراء دراسة للحالة وتحديد أين تكمن المشكلة وماهي الحلول المتاحة. وأردف د. قحطان أنه عندما تكون المشكلة فقط في ارتصاف الأسنآن يكون الحل بوضع جهاز التقويم، لكن عندما تكون المشكلة هيكلية «أي في القاعدة التي تحمل الأسنان وهي عظم الفك» يكون الحل بوضع أجهزة وظيفية «غير جراحية» للتكبير أو التوسيع من أجل خلق مساحة تعيد رصف الأسنان بشكل طبيعي وفك الازدحام فيما بينها وهذا متاح فقط خلال فترة النمو.
وأشار إلى أنه يمكن التداخل بسهولة من أجل توجيه نمو الفكين بشكل صحيح والحصول على علاقات عظمية صحيحة ومن ثم رصف الأسنان بشكل صحيح، لذلك بعد توقف نمو عظام الفكين لا يمكن التحكم وتوجيه النمو بأجهزة وظيفية «غير جراحية»، وهنا تكون الجراحة هي الحل الوحيد والأخير لتصحيح عظام الفكين وتسمى العملية حينها بالجراحة التقويمية أي جراحة تصحيحية لعظام الفكين وتصحيح علاقتها مع الجمجمة.
فالتداخل بعمر مبكر يجنب المريض هذه العملية الجراحية المكلفة والتي مهما تم تبسيطها إلا أنها عملية قاسية وليست بالبسيطة وتستغرق فترة زمنية تتراوح من سنة إلى سنة ونصف.
وبيّن أن العملية الجراحة التقويمية تمر بخمس مراحل هي:١ دراسة الحالة بشكل كامل.٢ التحضير التقويمي للجراحة الذي لايقل عن ستة أشهر من قبل أخصائي التقويم.٣ مرحلة العملية الجراحية والتي تأخذ من ٣٥ ساعات وسطياً حسب الإجراء المطلوب وهنا يكون عمل الجراح.٤ مرحلة التعافي من الجراحة والتي تأخذ حوالي شهراً.٥ مرحلة المتابعة التقويمية. بعد الجراحة حتى الانتهاء وتثبيت الحالة في الوضع الجديد والتي تستغرق حوالي 6 شهور من قبل أخصائي التقويم
وأكد أن العملية تتطلب تعاوناً كاملاً ووثيقاً بين الطبيب الجراح وطبيب التقويم.
إلا أن د. اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، أكد أنه بالإمكان تجنب كل ما سبق عند التداخل بعمر مبكر بين 6 12 سنة، أي الفئة المستهدفة تكون من الأطفال بعمر المدارس. وأردف أنه في دولة جميلة مثل البحرين عدد سكانها ليس بالكبير ولايوجد ذلك الامتداد الجغرافي الشاسع الذي يصعب الوصول للفئات المستهدفة، فإنه من السهل جداً عمل برنامج وطني من أجل إجراء مسح شامل للأطفال بعمر 612 سنة مع إلزامية الفحص والعلاج وبالتالي خلال سنوات قليلة تصبح البحرين أول دولة في العالم خالية تماماً من مرضى التقويم الجراحي.
وأوضح أن إجراءات الفحص بسيطة جداً وغير مكلفة، كما أن إجراءات العلاج بالعمر المناسب أيضاً بسيطة جداً وغير مكلفة، بجانب أن التجهيزات والكادر الطبي المطلوب موجود في المراكز الصحية كما يمكن التعاون مع القطاع الخاص في ذلك. ودعا إلى التعامل مع الموضوع بنفس طريقة اللقاحات التي تعطى للأطفال بشكل إلزامي «مثل لقاح شلل الأطفال أو لقاح التهاب الكبد»، وبهذا تكون البحرين قد فازت بهذا السبق العالمي وأصبحت كما عهدناها دائماً قدوة لدول العالم في معالجة هذا الموضوع.
وأعرب عن أمله أن تتبنى الجهات المختصة هذه الفكرة وصولاً إلى أجيال جديدة تتمتع بالثقة والصحة.