قد يكون سبباً في التهاب الرئة.. المخاطر الصحية التي يسببها تحضير الطعام على الحطب
هناك أشخاص كثيرون حول العالم يحبون طهي الطعام على الحطب، وذلك لاختلاف طعمه ولذته مقارنةً بذلك الذي يتم تحضيره على الغاز.
فيما يعتمد نسبة كبيرة من سكان المناطق الباردة على الحطب مرة أخرى للتدفئة، وذلك لأنه يعتبر الوسيلة الأسهل لهم، والتي تضفي جواً خاصاً مقارنةً باستعمال الدفايات الإلكترونية.
إلا أن استعمال الحطب والتعرض لدخانه بشكل كبير يعتبر مضراً بالصحة، ويهدد الحياة، لأنه مساهم رئيسي في أمراض الجهاز التنفسي ومضاعفات الولادة وأمراض القلب والوفيات المبكرة للأطفال.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن 4.2 مليون شخص يموتون بسبب التعرض لتلوث الهواء الخارجي، بالإضافة إلى 3.8 مليون شخص ترتبط وفاتهم بالدخان المنزلي الناتج عن المواقد وأنواع الوقود القذرة، أبرزها دخان الحطب.
أضرار دخان الحطب على الصحة والبيئة
عند استعمال الحطب من أجل إشعال النار تنتج عنه مادة الكربون، وهي أحد أكبر المساهمين في تغير المناخ بعد ثاني أكسيد الكربون.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن استخدام الحطب له تأثير على الصحة كذلك، إذ إنه عند استنشاقه يؤثر الدخان على الرئتين، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي والقلب.
وفي الوقت نفسه تترسب جزيئات الدخان في طبقة الأوزون التي لا تزال تنبعث في البيئة ويستنشقها الآخرون، بعيداً عن أولئك الذين استعملوه بشكل مباشر.
وحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية فإن جميع سكان العالم تقريباً (99%) يتنفسون هواءً يتجاوز حدود جودة الهواء التي حددتها، الشيء الذي يهدد صحتهم.
وقد دفعت النتائج إلى تسليط الضوء على أهمية الحد من استخدام الوقود الأحفوري بمختلف أنواعه، ومن بينها الحطب، والحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة أخرى للحد من مستويات تلوث الهواء.
مقارنة بين الطهي بالحطب والطهي بالغاز
تختلف نسبة المخاطر التي يسببها الطهي أو التدفئة عن طريق الحطب، سواء بالنسبة للمستعمل المباشر أو الأشخاص الآخرين، إلا أن أغلب هؤلاء يكونون معرّضين للإصابة باضطرابات في الرئة.
وتم استعراض النتائج في اللقاء السنوي الذي تقيمه جمعية علم الأشعة بأمريكا الشمالية سنة 2020، التي تُعرف اختصاراً بـ”RSNA”.
إذ تم إجراء دراسة بمشاركة عدة باحثين من جامعة آيوا الأمريكية، إضافة إلى معهد “بيريار” الهندي للعلوم والتكنولوجيا.
وتم رصد صحة 23 شخصاً، منهم من يقوم بتحضير الطعام بالغاز، ومنهم من يفضل الطبخ باستعمال الحطب، وهي الطريقة التي تعتبر قديمة، ومعتمدة من طرف الأجداد.
وقد قاس الباحثون تركيز المواد الملوثة في منازل الأشخاص المشمولين بالدراسة، ثم أجريت فحوصات على جودة التنفس في الرئتين، من خلال تقنية التصوير المقطعي المحوسب.
وأظهرت النتائج أن من يستخدمون الحطب في الطبخ لديهم تركيز أعلى من المواد الملوثة والسامة في الرئة، مقارنةً بمن كانوا يستعملون الغاز في تحضير الطعام بشكل عام.
وقد تبين من خلال هذه الدراسة وجود هواء حبيس في رئة من يستخدم موقد الحطب لأجل الطهو، الأمر الذي يُتلف الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى عجز الجسم عن إنجاز عملية تبادل الهواء.