قصة أغرب جندي في التاريخ.. قاتل في 3 جيوش مختلفة ويحمل جنسية رابعة
العين الاخبارية
قصص فردية شديدة الغرابة شغلت العالم على مدار التاريخ، تهاوت فيها المسافة الفاصلة بين الواقع والخيال، وقفزت فيها سطور الروايات لمسرح الحياة.
قصة الرجل الكوري يانغ كيونغجونغ تعد واحدة من أغرب القصص الشخصية في التاريخ، بل إن القصة تمتد إلى تاريخ العسكرية، لتصيغ وقائع حياة أغرب جندي عرفته الجيوش في العصر الحديد. فما هي القصة؟.
الحكاية تبدأ من حقيقة بديهية: ينضم كثير من الناس إلى الجيوش انطلاقا من شعور قوي بالولاء والانتماء، فيما ينضم آخرون للجيوش كواجب وطني، سواء أحبوا الأمر أم لا.
لكن هناك فئة ثالثة تعيسة الحظ تجد نفسها فجأة مجبرة على القتال من أجل قوة أجنبية لا تدين لها بأي ولاء على الإطلاق. وبالنسبة لقصة كيونغغونغ، فإن الأمر تجاوز سوء الحظ إلى الغرابة.
قتال مع اليابان
في الجزء الأول من القرن العشرين، احتلت اليابان كوريا، وتعاطت مع الكوريين كمواطنين من الدرجة الثانية، واضطر الآلاف من حملة الجنسية الكورية للعمل كوقود للمدافع في مجموعة الحروب العديدة التي خاضتها الإمبراطورية اليابانية في هذه الفترة.
عندما تم الضغط على كيونغجونغ من أجل الخدمة في الجيش الياباني لم يكن الشاب الكوري في ذلك الوقت يملك خيارا، وجرى إرساله للقتال في الحرب السوفيتية اليابانية عام 1939.
لم تسر أمور الشاب الكوري بشكل جيد في هذه الحرب التي دافع فيها عن علم الإمبراطورية اليابانية، ونجا من الموت بمعجزة، لكنه تعرض للأسر ووجد نفسه فجأة في أحد معسكرات العمل الوحشية في الاتحاد السوفيتي.
جندي في الجيش “الأحمر”
كان من المنتظر أن يقضي حياته في العمل القسري بذلك المعسكر، لكن غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي في 1941، غير مساره مجددا.
ومع تكبد الاتحاد السوفيتي خسائر مروعة ومعاناته نقصا في القوى البشرية خلال الحرب مع ألمانيا، أُجبر كيونغجونغ على الانضمام إلى الجيش الأحمر السوفيتي وأٌرسل للقتال والموت على الجبهة الشرقية.
في صفوف هتلر
هل انتهت الحكاية هنا؟ الإجابة: لا، فسوء الحظ ضيف دائم على أصحابه، إذ كرر التاريخ نفسه، وأسر الألمان كيونغجونغ مرة أخرى وأجبروه على الخدمة في ثالث جيش أجنبي؛ الجيش الألماني.
هذه المرة وجد الرجل الكوري نفسه في النهاية على بعد 6000 ميل تقريبًا من موطنه، وبالتحديد في فرنسا يقاتل من أجل الجيش الألماني.
بيد أن كيونغجونغ قرر لأول مرة امتلاك زمام حياته، ولم يكن راغبا في في القتال حتى الموت من أجل حلم الزعيم النازي أدولف هتلر بالسيطرة على أوروبا.
عندها، استسلم الجندي للحلفاء، وبالتحديد القوات الأمريكية، في أقرب فرصة اٌتيحت له في 1944، لكن الحلفاء كانوا يعتقدون في البداية أنه جندي ياباني وجد نفسه بطريقة ما تحت القيادة الألمانية.
لكن حقيقة قصة كيونغجونغ الفريدة لم تظهر إلا بعد مرور بعض الوقت.
نقل كيونغجونغ إلى معسكر أسرى حرب في المملكة المتحدة بعد استسلامه، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد الحرب، ويهاجر إلى الولايات المتحدة، حيث توفى هناك في عام 1992، بعد أن عاش وهو كوري الجنسية، وقادته أقداره للقتال في ثلاثة جيوش مختلفة.