مع قرب موعد استضافة مملكة البحرين للقمة الخليجية السادسة والأربعين، تتجه الأنظار نحو هذا الحدث المهم الذي يقع في وقت تتفاقم فيه التحديات الإقليمية والدولية. ويؤكد هذا الاستعداد على إصرار البحرين على القيام بدور مركزي في تقوية التعاون الخليجي، وتدشين مبادرات جديدة تدفع المنطقة نحو المستقبل.
وفي ظل الأوضاع العالمية المتغيرة، يبرز دور أصحاب الجلالة والسمو ، قادة وملوك وأمراء، دول مجلس التعاون الخليجي كعناصر محورية لتحقيق الاستقرار والتنمية. فالقمة المقبلة لا تقتصر على مناقشة الملفات التقليدية، بل تمثل منصة لإشعال روح الابتكار والإبداع بين الدول الأعضاء، من خلال اقتراح حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، وتطوير آليات العمل الجماعي بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.
كما يبرز أهمية الدور الذي يلعبه مركز المدار بالقيادة الشبابية الواعية بوزارة الخارجية وهذا يعكس حنكة ومتابعة سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في إخراج كفاءات شبابية واعدة من برنامج رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية، الذي يقوم برصد وتوثيق وتحليل مختلف الأخبار الإقليمية والدولية، ومتابعة تطوراتها بشكل مستمر. إذ يعمل المركز على إعداد تقارير وتحليلات سياسية للأحداث اليومية، ورفعها مباشرة إلى المسؤولين وصُنّاع القرار والدبلوماسيين مما يعزّز من قدرات المملكة على اتخاذ قرارات مستنيرة وسريعة في مواجهة المستجدات الإقليمية والدولية.
ويؤكد التاريخ أن القمم الخليجية ليست مجرد تجمعات رسمية، بل هي محفزات للابتكار والتغيير، حيث تمكّن أصحاب الجلالة والسمو، قادة وملوك وأمراء، دول مجلس التعاون الخليجي بالمنطقة أن يتجاوزوا الصعاب من خلال رؤى خلاقة ومبادرات واعدة، فمشاركة مملكة البحرين في استضافة القمم على مدار الأعوام السابقة، وما حققته من إنجازات، يوضح مدى قدرة القادة على استثمار الفرص وتحويل التحديات إلى فرص تنموية وابتكارية.
أرى أن أصحاب الجلالة والسمو، قادة وملوك وأمراء، دول مجلس التعاون الخليجي يعبّرون عن أهمية استثمار هذه اللحظة التاريخية لتعزيز الوحدة، وتبنّي أفكار جديدة، وتقديم رؤى مبتكرة تواكب العصر، لضمان مستقبل مزدهر يتسم بالاستقرار والتنمية المستدامة، فدور القادة لا يقتصر على إدارة الملفات، بل يتعداه إلى قيادة المنطقة نحو آفاق جديدة من التعاون والابتكار، إذ يليق بمكانة المنطقة ودور مملكة البحرين كمحرك رئيسي لهذا المسار. كما أن وجود مركز المدار بالجاهزية الشبابية كجزء من القمة القادمة يعكس مدى التطور الذي وصلت إليه مملكة البحرين في أدواتها الدبلوماسية، وتجهيزها لمواجهة التحديات بكفاءة عالية، وهو ما يعزز من مكانة المملكة كفاعل أساسي في صنع القرار الإقليمي.