مروان الجميلي
في مشهد يعكس متانة التعاون العسكري بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، رست أمس السفينة القتالية الأمريكية الحديثة «يو إس إس كانبيرا» (LCS30) في مقر الأسطول الخامس الأمريكي بالجفير، ضمن مهمة عملياتية استراتيجية لتعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج العربي، وذلك بحضور رئيس هيئة الأركان الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي، وعدد من كبار ضباط البحرية الملكية البحرينية.
وتُعدّ «كانبيرا» واحدة من أحدث القطع البحرية في البحرية الأمريكية، حيث دخلت الخدمة عام 2023، وتنتمي إلى فئة «الاستقلال» التي تمثل الجيل الجديد من سفن القتال الساحلي، وتتميز بسرعة تفوق 40 عقدة، وقدرات عالية على المناورة، وتسليح مرن، إلى جانب تجهيزها بأحدث أنظمة القتال والرصد والرادارات المتطورة، ما يجعلها مؤهلة لتنفيذ مهام متعددة بدقة وسرعة.
السفير الأمريكي:
وجود البحرية رسالة التزام
وقال السفير الأمريكي لدى البحرين ستيفن سي. بوندي على هامش المناسبة: إن «وجود البحرية الأمريكية في المنطقة، بهذا المستوى من الجاهزية، رسالة واضحة على التزام الولايات المتحدة بدعم شركائها وحلفائها في منطقة الخليج العربي».
وأضاف قائلاً: «نحن لا نعمل بمفردنا، بل في إطار من الشراكة والتعاون والعمل المشترك، وتُجسّد علاقتنا العسكرية مع البحرين نموذجاً متقدّماً للتحالفات الدفاعية».
القبطان غولدن: «كانبيرا» منصة متقدمة للردع الذكي
وفي لقاء مع وسائل الإعلام، أكد قائد السفينة القبطان بيل غولدن Bill Golden، أن مهمة السفينة الأساسية في المنطقة هي مكافحة الألغام البحرية، مؤكداً أن التكنولوجيا الجديدة التي تحملها السفينة تتيح أداء المهمة بكفاءة عالية مع تقليل المخاطر على حياة البحّارة.
وقال: «نقوم بإطلاق مركبة ذاتية التشغيل من مؤخرة السفينة، تعمل بشكل مستقل في رصد وتحييد الألغام البحرية، وهو ما يحقق الهدف دون تعريض طاقم السفينة للخطر».
وأضاف غولدن، أن السفينة تملك قدرات تنفيذ مهام أخرى مثل الحرب السطحية، والاستطلاع، وتأمين الممرات البحرية الحيوية لضمان استمرار تدفق التجارة والطاقة من الخليج إلى العالم.
وحول تكيّف السفينة مع طبيعة المنطقة، أوضح القبطان أن «كانبيرا» تتميز بغاطس صغير وقدرة عالية على المناورة، ما يجعلها قادرة على العمل بالقرب من المنصات النفطية وفي المياه الضحلة، بعكس المدمرات أو السفن الأكبر ذات الغاطس العميق.
شراكة متينة وبقاء ممتد
وبسؤاله عن مدة بقاء السفينة في المنطقة، قال القبطان: «لا أملك تاريخاً دقيقاً للمغادرة، لكنها ستبقى هنا لعدة أشهر»، موضحاً أن الولايات المتحدة ملتزمة باستمرار هذا الوجود، سواء عبر «كانبيرا» أو أي سفينة أخرى بقدرات مشابهة.
وأكد أن الوجود البحري الأمريكي في الخليج، يعكس التزاماً طويل الأمد بأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن التهديدات المحتملة التي تستعد السفينة للتعامل معها تشمل التهديدات غير التقليدية ومتعددة الأوجه، خصوصاً تلك المتعلقة بزراعة الألغام أو عرقلة الملاحة.
اسم يكرّم التحالفات
ومن أبرز الجوانب الرمزية في هذه السفينة أنها أول سفينة أمريكية يتم تدشينها في دولة حليفة أستراليا وتحمل اسم عاصمتها «كانبيرا، في لفتة تعكس متانة العلاقة الدفاعية التاريخية بين البلدين، وشراكة صناعية متقدمة.
رسالة أمن.. بلغة التكنولوجيا والردع
«يو إس إس كانبيرا» ليست مجرد قطعة بحرية متطورة، بل تمثل تحولاً في مفهوم الردع البحري الذكي، وتأكيداً على أن أمن الخليج العربي يحظى بحماية تحالفات راسخة، وقدرات عسكرية متقدّمة، وتكنولوجيا قادرة على الاستجابة السريعة لأي تهديد.