«كلمة الوطن»: السلام.. الازدهار.. حسن الجوار
هنا.. موسكو، حيث أول زيارة رسمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه كرئيس للدورة الحالية للقمة العربية، وذلك تلبيةً لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية الصديقة.
وتأتي هذه الزيارة في خصوصيتها لانعقادها في أعقاب قمة البحرين وما تمخض عنها من مبادرات كلّها تدعو للسلام، وترسم خارطة طريق عربية لشرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً من المحيط إلى الخليج، عبر ما أعلنه القادة العرب مجتمعين في «إعلان البحرين».
وتأتي كلمة جلالته في لقائه مع فلاديمير بوتين، لتختصر ملامح العلاقة بين البلدين بقوله «أصدقاؤكم العرب يكنّون لكم كل المحبة والتقدير لدور روسيا في تعاطفها مع القضايا العربية العادلة».
ومن هنا، جاءت رؤية جلالة الملك المعظم لزيارة روسيا، لتؤكد على ثلاثة محاور أساسية:
أولها: التأكيد على مخرجات القمة العربية، وما شهدته من موقف عربي جامع تجاه قضايا المنطقة، عبر إطلاعه على نتائج القمّة العادية الثالثة والثلاثين، وتقدير القادة العرب لدور روسيا وتعاطفها مع القضايا العربية العادلة.
وثانياً: دعوة روسيا لدعم المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، كأول دولة يتم توجيه الدعوة لها لهذا المؤتمر الذي تمَّ التوافق على عقده في البحرين، كإحدى مبادرات قمّة البحرين، حيث قال جلالته في حديثه مع بوتين «وقد كان هناك اتفاق تام على أن ندعو من قمة البحرين إلى مؤتمر دولي للسلام، وروسيا هي أول دولة أتوجه لها بطلب دعم هذا المؤتمر، لأنه لا قيمة لهذا المؤتمر من دون دعم روسيا والدول العالمية المؤثرة، لذا نأمل بإذن الله أن نتوفق في تحقيق هذا المؤتمر في البحرين».
وثالثاً: تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، بالتزامن مع اقتراب العلاقات المشتركة من إتمام 35 عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث شهدت الزيارة توقيع 7 مذكرات تفاهم واتفاقيات في مجالات الصحة والأدوية والمواصلات والاتصالات والبيئة والثقافة والتدريب، لتُضاف إلى عدد 66 اتفاقية ومذكرة تفاهم موقعة سابقاً بين الجانبين.
وكما هي دائماً، القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان جلالته، فإن هذا اللقاء استعرض رؤية جلالة الملك المعظم، من خلال قوله «غزة هي إحدى النقاط المؤلمة، والجميع يأملون أن تتوقف هذه الحرب في أقرب وقت، حفاظاً على الأبرياء الذين تأثروا كثيراً، ونزوح مئات ألوف من بيوتهم ومن مناطقهم وهم يبحثون في بلادهم التي يبلغ طولها 40 كيلومتراً تقريباً وعرضها 12 كيلومتراً، بينما القصف مستمر».
ومن الجدير بالأهمية ما أكده جلالة الملك المعظم حول تطلع مملكة البحرين، بدعم الدول العربية وروسيا، إلى تحقيق مبادئ حسن الجوار، وأعقبه على تأكيد تطلع المملكة لتحسين علاقاتها مع إيران، وأنه لا يوجد سبب لتأجيل عودة العلاقات بين البلدين.
ختاماً.. فإن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه كرئيس للدورة الحالية للقمة العربية يؤكد من خلال هذه الزيارة على نهج المملكة المضي قدماً بعزم واقتدار نحو ترسيخ السلام العالمي، خاصةً مع دعم روسيا كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً للأجيال القادمة.
*عبدالله إلهامي موسكو