- التوعية بسرطان الثدي أصبحت أكثر تأثيراً عبر المنصات الرقمية
- الدعم النفسي جزء أساسي من رحلة المصابات والناجيات
قالت استشارية الصحة العامة ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة د. كوثر العيد إن شهر أكتوبر من كل عام يحمل رسالة خاصة بلونه الوردي، مشيرة إلى أن هذا اللون لم يعد مجرد رمز جمالي، بل أصبح شعاراً عالمياً للتوعية بسرطان الثدي ودعوة لكل امرأة وأسرة لجعل الصحة أولوية، والتأكيد على أن الفحص المبكر قد يصنع الفرق بين الحياة والموت.
وأضافت أن التوعية هذا العام لم تعد محصورة في المحاضرات أو الإعلانات التقليدية، بل باتت تصل عبر وسائل مبتكرة مثل المقاطع القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي، والقصص الحقيقية للناجيات، وحتى التطبيقات التي تذكّر السيدات بمواعيد الفحص الذاتي أو الزيارات الطبية، لافتةً إلى أن هذه الوسائل البسيطة جعلت المعلومة أقرب وأسهل للفهم وأكثر تأثيراً، خصوصاً لدى فئة الشباب.
وتابعت أن التوعية لم تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل شملت أيضاً الدعم النفسي، حيث باتت الجمعيات والمراكز الصحية توفر مجموعات دعم للمصابات والناجيات، يتبادلن من خلالها التجارب ويشعرن أنهن لسن وحدهن في هذه الرحلة، مؤكدة أن هذا الجانب النفسي يخفف الخوف ويزيد الأمل.
وأشارت إلى أن الأثر الحقيقي للتوعية في «أكتوبر الوردي» واضح على عدة مستويات؛ فعلى المستوى الفردي أصبحت كثير من السيدات أكثر التزامًا بالفحص الذاتي الشهري وزيارة الطبيب، مما ساعد على اكتشاف المرض مبكراً وزيادة فرص الشفاء.
أما على مستوى المجتمع، فقد انضمت مؤسسات ومدارس وجامعات وأندية رياضية إلى الحملات والفعاليات، مما عزز المسؤولية المشتركة وجعل الجميع شريكاً في نشر الرسالة. وعلى مستوى الصحة العامة، فإن كل حالة تُكتشف مبكراً تسهم في خفض تكاليف العلاج وتخفيف الضغط على المستشفيات، وفي الوقت ذاته تمنح المريضة وعائلتها فرصة لحياة أفضل.
وأكدت أن أكتوبر الوردي لا ينتهي بانتهاء الشهر، بل يترك أثراً مستمراً، إذ تتحول كل امرأة تتعلم الفحص الذاتي، وكل أسرة تناقش الموضوع، وكل شاب أو شابة يشاركون في الحملات، إلى جزء من سلسلة تغيير إيجابي يستمر طوال العام. وختمت العيد بالقول إن الرسالة الأهم لهذا العام هي «لا تؤجلي فحصك»، مشددة على أن الوقاية تبدأ بخطوات صغيرة مثل أسلوب حياة صحي، ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والابتعاد عن التدخين، معتبرة أن أكتوبر الوردي ليس مجرد لون يزين الشوارع والملابس، بل دعوة لكل امرأة للاهتمام بنفسها، ولكل رجل لدعم النساء في حياته، ولكل مجتمع للتكاتف نحو صحة وأمان أكبر.