كيف تنبأت قصائد الأمير بدر بن عبد المحسن باقتراب الرحيل؟
تنوعت أغراض الشعر لدى “أمير القصيدة” الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي وافته المنية، اليوم السبت، ما بين الغزل والحب العذري، وشكوى الحبيب، والفخر الوطني، والتأملات الإنسانية.
لكن اللافت أن من يتابع أشعاره ونصوصه المطروحة في الآونة الأخيرة عبر صفحته الرسمية عبر منصة “إكس”، يجد العديد من المقاطع الدالة التي تبدو وكأنها تتنبأ بقرب موعد الرحيل.
التغريدة الأبرز في هذا السياق والتي تداولها نشطاء باعتبارها “الأخيرة” جاءت في صورة شعرية كأنها وداع حزين ورثاء للمصير الإنساني كله في مواجهة الموت. تقول كلمات القصيدة: الناس ما همَّها ظروفكْ / كود الذي يحزن لغمّكْ / وإن شلت حملك على كتوفكْ / بتموت ما احدٍ ترى يمّكْ”.
القصيدة كتبت بتاريخ 29 أبريل/نيسان الماضي، أي قبل أيام قليلة فقط من رحيله، لكنها لم تكن الوحيدة في هذا السياق. فهناك قصائد أخرى تتأمل في حال الدنيا وكيفية انقضاء العمر سريعًا وكأنه مجرد “رشفة” مثل تلك القصيدة التي تحمل تاريخ 18 أغسطس 2023، وتقول كلماتها: يا طاري الغدران والعمر رشفهْ / مع قلّها يا ليتها يوم تصفي / الحب واجد مير الأقدار صلفهْ / والأرض واجد لكن الحلم منفي”.
وتصور قصيدة أخرى الحياة والموت وكأنهما دائرة متصلة ببعضهما البعض على نحو يصبح فيه الوداع الوجه الآخر للقاء: من يقول اللقا غير الوداعْ / بينهم فرق واجد، ما صدقْ / أول اليوم عانقت الشفقْ / وآخر اليوم عانقني شفقْ”.
ويحضر “الرحيل” بظلاله حتى في سياق الحب والعتاب، كما في هذا المقطع: كلما أقفيت ناداني تعالْ / وكلما أقبلت عزّم بالرحيلْ / الحقيقة غدت مثل الخيالْ / هو عدوي وهو أغلى خليل”. وحتى ضمن إطار الشعر الوطني الذي يتغنى برمال الوطن، يطل الموت برأسه مثل شبح أسود يتسلل في خفة دون أن يلحظه أحد: عاشقٍ هالرمل / من خلقني الله لين أموتْ / عاشقٍ جرد الروابي / والفيافي والخبوتْ”.