اخبار البحرين

كيف ندرّب أطفالنا على الصيام؟ – الوطن

أمل محمد أمين


من الأشياء الجميلة التي نراها خلال شهر رمضان محاولة الأطفال الصيام مع الكبار، وقد يشكّل هذا خطراً على حياتهم إذا صاموا اليوم كاملاً، فلا صيام لهم إلا مع البلوغ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ”، ومن هنا لا يُحبّذ أن يصوم الطفل اليوم كاملاً حتى ولو أراد هذا، ومن جهة أخرى فإن بعض الأطفال يكرهون الصوم، وفي كلتا الحالتين يجب تدريب الطفل على الصيام، وهذا يحتاج إلى خطوات تدريجية تتناسب مع عمره وقدرته على التحمّل، مع جعله تجربة إيجابية محفزة.

والتدرج في الصيام يختلف حسب العمر، إذا كان الطفل صغيراً (57 سنوات)، يمكنه الصيام بضع ساعات فقط، مثل الصيام حتى الظهر أو العصر، في سن 810 سنوات، يمكن تمديد الصيام حتى المغرب يوماً بعد يوم، بعد سن 10 سنوات، يمكن تشجيعه على الصيام الكامل، مع مراعاة صحته وتحمله، ولأن الطفل يقلّد ما يراه أكثر من سماع النصيحة، فمن المفيد أن يكون الكبار قدوة حسنة له وأن يبدو أمامهم الصيام أمراً ممتعاً وإيجابياً من خلال التحدث عن فوائده الروحية والصحية، واصطحاب الطفل إلى المسجد لأداء صلاة التراويح أو قراءة القرآن معه ليشعر بجو رمضان الروحاني، وكذلك تحفيز الطفل بالمكافآت سواء من خلال مدح جهوده وتقديم مكافآت بسيطة مثل شهادة تقدير، أو اختيار وجبته المفضلة، أو لعبة صغيرة، أيضاً من الجميل وضع تحديات ممتعة، مثل “من يستطيع الصيام لأطول وقت هذا الأسبوع؟” مع تقديم جوائز تحفيزية، ويا حبذا أن تجعله يشارك في إعداد وجبة الإفطار أو تزيين المنزل بزينة رمضان، وشجّعه على قراءة القصص الرمضانية أو مساعدتك في تجهيز السحور.

أيضاً على الوالدين الحرص على أن يتناول الطفل وجبة سحور غنية بالبروتين والألياف ليشعر بالشبع لفترة أطول، أيضاً شجّعه على شرب الكثير من الماء بعد الإفطار لتجنّب الجفاف، ولا تجبره على الصيام إذا كان يشعر بالإرهاق الشديد أو الدوار، وعلّمه أن الصيام ليس فرضاً عليه قبل البلوغ، لكنه تدريب استعداداً للعبادة، واغتنم فرصة رمضان لتعليمه الصدقة، والعطاء، والصبر، أيضاً أخبره عن قصص الأنبياء والصحابة الذين كانوا يصومون وهم صغار.

إن شهر رمضان من أجمل شهور السنة وأكثر وقت محبّب للعبادة والتقرّب من الله من خلال الصيام وصلة الرحم وأداء صلاة التراويح وبذل الصدقات والاستمتاع بتلاوة القرآن مع الأهل والجيران، والأهم أن الأطفال يتعلمون هذه العبادات من خلال أداء الأب والأم، وتعويد الأطفال على الطاعة يحتاج إلى فن، فلا ينبغي أن ننفّر الابن في طاعة الله حتى لا يصيبه السأم والضيق والضجر فلا يصوم بعد ذلك، ويحمل همّ مجيء الشهر لأنه سيجد العنت والشدة من أبيه وأمه عليه، لابد من الحكمة في تدريب الأولاد وفي تعويد أطفالنا لطاعة الله.

والكثيرون يشجعون أبناءهم يصوّمونهم نصف النهار أو ثلاثة أرباع النهار، وهناك من يصوم اليوم كله، وهذا كله مع التشجيع بالهدية وبأن الله سيحبه فهي تغرس في النفوس تعظيم شعائر الله عز وجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *