استضافت مملكة البحرين للمرة الأولى خارج باريس حفل تسليم جائزة «اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم”، وذلك بمناسبة مرور عشرين عاماً على إطلاقها، وسط حضور دولي رفيع من ممثلي منظمة اليونسكو وخبراء التعليم الرقمي من مختلف دول العالم. وجاءت نسخة هذا العام 2025 تحت شعار «إعداد المتعلمين والمعلمين للاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي”، حيث تم تكريم أربعة فائزين عالميين من البرازيل، وبلجيكا، ومصر، والمملكة المتحدة، تقديراً لإسهاماتهم في تطوير حلول تعليمية مبتكرة تُعزز التعليم المسؤول والمدمج بالتكنولوجيا.
وأكد وزير التربية والتعليم د. محمد جمعة في كلمته خلال الحفل الذي أُقيم بجامعة البحرين أن استضافة البحرين لهذا الحدث تعكس إيمانها العميق بأهمية التعليم الرقمي في بناء مستقبل مستدام. الجائزة أصبحت منبراً عالمياً لتكريم المبادرات التعليمية المبتكرة التي تُسهم في تطوير التعليم الذكي. وهنأ الوزير جامعة البحرين على دخولها تصنيف “تايمز للتعليم العالي” للجامعات البحثية العالمية، معتبراً ذلك “إنجازاً وطنياً جديداً يعزز مكانة البحرين العلمية. من جهتها أشادت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي باستضافة البحرين لاحتفال الذكرى العشرين للجائزة، مؤكدة أن المملكة أصبحت “منارة للابتكار بفضل استراتيجيتها الوطنية للاقتصاد الرقمي 2030”.
وقالت أزولاي خلال كلمتها في الحفل «منذ عام 1947، تعمل اليونسكو على تسخير التكنولوجيا لخدمة التعليم. واليوم نحتفي بمبادرات ملهمة من دول مثل البحرين والبرازيل ومصر، تُجسّد القيم الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في التعليم». وأكدت أن الشراكة الوثيقة بين البحرين واليونسكو جعلت الجائزة “رمزًا عالميًا للتعليم المسؤول والمستدام.”
وقال الفائز كريستيان براكمان من البرازيل، أحد أعضاء الفريق المسؤول عن مشروع PoE، إن مشروعهم يهدف إلى «نشر الوعي بالذكاء الاصطناعي لكل طالب في ولاية PoE» من خلال تدريب المعلمين على دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في المناهج الدراسية. وأضاف: وصلنا إلى أكثر من 120 ألف طالب و800 معلم في البرازيل عبر برنامج تدريبي متكامل يهدف لجعل التعليم متاحًا بشكل عادل وميسر للجميع.
وأعرب براكمان عن امتنانه لاستضافة البحرين للجائزة قائلاً: «نحن ممتنون لهذه الاستضافة المميزة. البحرين بلد جميل وملهم، وتُثبت اليوم أنها ليست فقط مستهلكة للتكنولوجيا، بل شريك فاعل في صناعتها وتطويرها».
من جانبها، أكدت مديرة معهد تكنولوجيا المعلومات بوزارة الاتصالات المصرية د. هبة صالح، أن التطور التكنولوجي السريع يتطلب «ثورة في أساليب التعليم العربية»، مشيرةً إلى أن مشروعها الفائز «مهارتك» يُعد منصة عربية رائدة لتأهيل الشباب في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين. وقالت إن المنصة تهدف إلى بناء جيل قادر على التعامل مع التقنيات الحديثة من منظور معرفي وأخلاقي. نحن لا نقدّم محتوى فقط، بل نرافق المتعلم منذ الدراسة وحتى دخول سوق العمل».
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، مؤكدة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يكون كأداة تفكير تُنمّي القدرات وتدعم اتخاذ القرار، لا كبديل عن الإنسان. وأشادت بالتنظيم البحريني، وقالت إن الرعاية والتنظيم يعكسان رؤية رائدة تؤمن بدور التعليم في بناء الإنسان. وقال بن غارسيد، أحد الفائزين من المملكة المتحدة، وهو مدير أول لبرامج التعلم في مؤسسة Raspberry Pi Foundation «يشرفني تمثيل برنامجنا Experience AI، وهو برنامج لتعليم أساسيات الذكاء الاصطناعي للشباب، نحن ممتنون جداً لمملكة البحرين على استضافتها لهذا الحدث ودعمها لهذه الجائزة، التي ستساعدنا على توسيع نطاق عملنا للوصول إلى عدد أكبر من الشباب حول العالم».
وأوضح أن البرنامج يقدم موارد تعليمية مجانية للفئة العمرية من 11 إلى 14 عاماً، ويدعم المعلمين بكل ما يحتاجونه من أدوات ومناهج.وتابع «نعمل مع شركاء محليين في دول عدة، منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لتوفير مواد تعليمية تراعي الخصوصية الثقافية، وتُقدّم أيضاً باللغة العربية، حتى تكون أقرب إلى واقع الطلبة في المنطقة. من ناحيتها، قالت مواسي ويلمور، الرئيس التنفيذي لشركة Ubongo الإفريقية الفائزة بجائزة عام 2021، إن الجائزة على مدى عشرين عاماً «أسهمت في إحداث تأثير عالمي ملموس في تطوير التعليم عبر التكنولوجيا». وأضافت: «نحن نصل إلى أكثر من 48 مليون طفل في إفريقيا من خلال محتوى تعليمي ترفيهي هادف، ونسعى للوصول إلى 100 مليون خلال الأعوام المقبلة». وأكدت أن الجائزة منحتهم “صوتًا عالميًا وشراكات مستدامة تعزز الابتكار وتضمن أثراً طويل الأمد في التعليم الرقمي».