يعد توفير الدمى والألعاب في المنزل أحد حقوق الطفل لكي يقضي وقتاً ممتعاً في اللعب واللهو بهم، ولا يختلف اثنان على أن محلات بيع الألعاب لم تكن سوى بيت الأحلام لدى جميع الأطفال، ذلك الذي يتمنى دخوله كل طفل لشراء ما لذ وطاب من الألعاب بأصنافها وأحجامها، فماذا لو كانت ألعاب بشخصيات كارتونية شهيرة تثير بدورها الشغف والإلحاح رغبة في الحصول عليها.
ويعد اقتناء الأطفال ألعاباً من السلوكيات الفطرية التي يتعايش معها الطفل منذ إدراكه للموجودات من حوله متعلقاً بها لفترة زمنية معينة، ويبدأ فيما بعد بالانحلال عنها تدريجياً منذ وصوله سن البلوغ، ليرتقي في تسليته بما هو ملائم لمرحلته العمرية المقبل عليها.
ولكن ما ليس من الفطرة والخارج عن المألوف هو إقدام أولياء الأمور على شراء الألعاب لذاتهم، هذا ما رأيناه مؤخراً، ومازال حتى يومنا الزحام الرهيب على شراء دمية «لابوبو» التي أطلقتها الصين، وانتشرت كالنار في الهشيم بجميع دول العالم، حيث أصبح التهافت عليها من قبل الكبار أكثر من الأطفال، ودفع مبالغ مالية مفرطة السعر للتمكن من شراء جميع شخصياتها وألوانها بكل سرور وتباهٍ بالحصول عليها، كأنها بمثابة الفوز بسيارة من أحدث الموديلات أو الربح بفيلا سكنية في أرقى المناطق.
من المخجل أننا نعيش في زمن الابتكار الرقمي المواكب لأحدث التطورات الذي يسارع في النهوض بمستقبل العالم، إلا أن لا تزال بعض العقول في أعمار عشرينية وثلاثينية، بل حتى أربعينية تنجرف نحو كل ما يتصدر في منصات «السوشيال ميديا» تماشياً مع ما هو «ترند»، من دون التفكير في ماهية الموضوع، أليس من المحرج أن تضج حسابات عديدة لمشاهير وغير المشاهير تنشر فيها محتوى يعبر من خلالها أصحابها عن بالغ فرحتهم ومنافستهم على حصول دمية «لابوبو»، كأنها بمثابة سبيكة ذهب محمولة في الأيدي؟؟، وهم في أعمار ناضجة!!
هل أصبحت شعبية كل ما يوضع في كفة «الترند»، يجب الانجراف نحوها؟؟ لمجرد هوس الشهرة والتقليد الأعمى من دون رقابة ذاتية، حتى يصل الحد إلى شغف أشخاص بأعمار راشدة في الحصول على دمية باهظة الثمن لا يتلاءم اقتناؤها إلا للأطفال دون سن البلوغ، ومع ذلك يتم التباهي بها كأنها إنجاز عظيم يستحق التوثيق على ما حققته شخصية في عمرها الناضج، لتعيد زمانها إلى الوراء.