تقاليع تجهيز الفتيات تجبر أصحابها على دخول السجن بالمنوفية

الاربعاء 23 اغسطس 2023 | 01:22 مساءً
أمل وحلم تحلم به كل أم لأبنتها أن تكون في منزل زوجها سعيدة، ولكن سرعان ما يتحول هذا الحلم وهذه الفرحة إلى كابوس وحزن ربما ينتهى بهم خلف القضبان، والقضاء على ما تم من تعب وتحمل في سبيل المظاهر الخداعة التي لا تنفع أهلها في النهاية، طريق طويل لتجهيز البنت للزواج تقع فيه الأسر في العديد من العثرات التي قد تصل بها إلى مستنقعات تنهى حياة الأسرة جميعها.
قصص وأحلام
من داخل قرى محافظة المنوفية، والتي شهدت على العديد من المواقف التي تنتهى بالأسر إلى التدمير والخراب، فتقول، ربة منزل، أنها تعرضت لأمر شديد وهى أن زوجها توفى وترك لها أربعة من البنات، لم يكن لديها أي وظيفة تعمل بها، ولم يكن لزوجها المتوفى معاش، فقامت بالعمل في أكثر من مكان حتى توفر نفقات البنات، واللاتى بدأن يكبرن سنة تلو الأخرى، ووجدت نفسها أمام خيارين إما أن تقترض لتجهيز بناتها، أو تتركهن دون زواج، ليكون قرارها في النهاية هو الاقتراض حتى تتمكن من تزويج البنات، مرت الأيام ولم تتمكن من الوفاء بأقساط الديون التي تراكمت عليها، لتجد نفسها أمام حكم بالدفع أو الحبس، لتنتهى فرحتها بالحبس.
التقاليع في الأفراح
حالة من المفاخرة نشاهدها دائمًا في التجهيز للأفراح وما يتم شراؤه وبخاصة في يوم نقل المنقولات الزوجية قبيل الفرح مباشرة، وهو ما يدعو للعجب، فنجد الأم تأمر الزوج بأن يكون هناك أكثر من 15 سيارة لنقل العزال، وفرشه قطعة قطعة على السيارات كى يراه القاصى والدانى، ولتعلن للجميع أن ابنتها قد اشترت أفضل منقولات زوجية، وهو ما يجبر الفتيات البسيطة على أن ترى صامتة دون أن تتكلم.
توكتوك في العزال
في موقف كان الأغرب إلى حد كبير بين قرى محافظة المنوفية، وبخاصة عندما قامت والدة العروسة بشراء توكتوك لعريس بنتها، الذى لا يعمل، قائلة: ” أوفر له وظيفة يصرف منها على بنتى “، في أغرب الوقائع التي شهدتها المحافظة في التجهيز وبشكل غريب جدًا، واستنفار من العديد ممن شاركوا في نقل تلك المنقولات الزوجية، وسط حالة من التعجب والاستنكار.
أزمات تنتهى بالطلاق
بعد انتهاء شهر العسل للزوج والزوجة، تتحول الحياة بشكل كبير، حيث تتبدل الأمور من حيث المطالبات بسداد فاتورة الأقساط المختلفة من مديونيات الجهاز، والتي تقوم البنت بدورها بإبلاغ والدتها بالأمر، فلا يكون أمام تلك الأسرة إلا المحاولات التي تنتهى بالقضاء على الأسرة وتدميرها وطلاق البنت لكثرة المطالبين والديانة، في مشكلات متواصلة تحتاج إلى التكاتف للحل.
الجهاز قدر المستطاع
أكد الشيخ ماهر السيد، إمام وخطيب بالأوقاف، أن ما يحدث لابد وأن يتم الوقوف أمامه وأن تقوم كل أم بالتجهيز على قدرها دون الحاجة إلى التظاهر والتفاخر الذى لا يحقق سوى المهانة والذل والقضاء على الأسرة، الأمر الذى لابد له من التمسك بتعاليم الاسلام والدين الحنيف في التجهيز والالتزام بالعمل قدر القوة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولا يكلف الله نفسا إلا ما أتها، وهو الأمر الذى وإن تم سيكون هناك جزء كبير من القضاء على مشكلات كبيرة والحفاظ على أسر كثيرة.
المصدر: بلدنا اليوم