مؤسس «العيادة المالية» لـ “الوطن”: عيادة غير مسبوقة تعالج الأمراض المادية وتنقذ البحريني من الديون
سماهر سيف اليزل
نشوء الفرد في أسرة «مقترضة» باكورة المشاكل المادية
سوء الإدارة وغياب الأهداف يراكم القروض والديون
4 سنوات العمر المناسب لبدء الادخار
كشف مؤسس «العيادة المالية» بالبحرين ورئيسها التنفيذي المستشار المالي فيصل الدوسري أن هدف هذه العيادة غير المسبوقة في الوطن العربي تقديم استشارات مالية تساعد في وضع الخطط وتحديد الأهداف المالية ووضع الموازنات، إضافة إلى برامج الادخار والاستثمار، ما يؤدي إلى علاج الأمراض المالية ويخلق مجتمعاً حراً مالياً، معتبراً أن سوء إدارة الأموال الشخصية والافتقار إلى الأهداف المالية يؤدي إلى تراكم القروض وديون بطاقات الائتمان والالتزامات المالية، ما يجعل ادخار مبلغ بسيط من المال أمراً صعباً.
وقال الدوسري في حوار مع «الوطن»: «إن سوء الوضع المالي لا يرجع في أغلب الحالات إلى انخفاض الدخل الشهري، بل إلى غياب الإدارة السليمة للميزانية الشخصية».
وأضاف أنه «تم تأسيس «العيادة المالية» لمعالجة أمراض قد يعاني منها البعض فيما يتعلق بالتعامل مع المال»، مشيراً إلى أن «العيادة تسعى لمساعدة الأفراد في تحسين أساليب التفكير الإيجابي تجاه المال، واكتساب السلوكات والعادات الصحيحة في التعامل مع أموالهم الشخصية لتحقيق الحرية المالية والرفاهية في العيش، حيث يتطلع الجميع إلى تحقيق الاستقرار المالي وأسلوب الرفاهية في الحياة».
وفيما يأتي نص الحوار:
ما هي العيادة المالية؟
هي فكرة جديدة في الوطن العربي تتناول قضايا شؤون المال بالنسبة للأفراد بشكل محدد، حيث يتم من خلالها تقديم استشارات مالية تساعد في وضع الخطط والأهداف المالية، والموازنات، بالإضافة إلى برامج الادخار والاستثمار، وذلك عن طريق جلسات استشارية ممنهجة وفق جدول زمني، ونقوم بدور الموجهين للأفراد وطالبي الخدمات في مسألة التعامل مع المال.
ومن أين جاءت فكرة تأسيسها؟
فكرة التأسيس جاءت من خلفيتي المالية والاستثمارية بحكم عملي في البنوك التجارية للأفراد، وأيضاً في البنوك الاستثمارية وشركات التطوير العقاري، التي من خلال عملي فيها كنت أرى الكثير ممن يحتاجون إلى هذه الخدمات، حيث كنت ألاحظ سوء تعامل في الاقتراض، والتصرف ببطاقات الائتمان، وكذلك عدم تركيز بعض الأفراد على الأدوات المالية التي تنمي الأموال والأصول، بل إن هناك من يلهث وراء ما يزيد ديونه والتزاماته المادية بدوافع عاطفية ونفسية ودوافع غير مدروسة، وكل ذلك جعل لدي هدفاً وضعته نصب عيني دائماً، هو تأسيس عيادة مالية تساعد الأشخاص لإدارة أموالهم بالشكل الصحيح.
ما هي خدمات العيادة المالية؟
تقدم العيادة المالية مجموعة متنوعة من الخدمات المصممة خصيصاً لاحتياجات الشخص وتوفر الأدوات والإرشادات المناسبة لتجاوز مشاكل وتعقيدات تنظيم إدارة الأموال الشخصية، بالإضافة إلى إدارة الميزانية الشخصية، كما تقدم العيادة المالية دعماً شاملاً حتى يتمكن من اتخاذ خيارات مميزة تعمل على تعزيز تخطيطه المالي من خلال التدقيق في نفقاته والتزاماته الشهرية.
حدثنا عن الإقبال، وأكثر الفئات طلباً للخدمات.
هناك إقبال غير متوقع لخدمات العيادة «فالإنسان عدو ما يجهل»، ولكن بسبب الأهداف الواضحة التي وضعتها العيادة، استطاعت أن تكسب ثقة الناس، بل تم كذلك توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من المؤسسات لاستقطاب المراجعين من قبلهم وتقديم الاستشارات المالية التي يمكن أن تحسن حياتهم المالية وتسير بها نحو الطريق الأمثل، وتوصلهم إلى الحرية المالية التي تتمثل في أن يكون الفرد بلا ديون، ويبني الأصول.
وحول الفئات الأكثر طلباً للخدمات، فإن الفئات متنوعة ومختلفة بين الأفراد وأصحاب المؤسسات، وتتراوح الأعمال بين 25 و55 عاماً وأكثر، فهناك من يريد منا مساعدته في برامج التقاعد وكيف يعيش حياته ما بعد العمل، وكذلك هناك شباب يرغبون في معرفة طرق ترتيب الأمور المالية، وهل يقدم على بعض الاستثمارات أم يتراجع عنها، وغيرها من الاستفسارات التي تدور في أذهانهم ويحتاجون إلى إجاباتها من قبل ذوي الخبرة.
ما هي أسباب المشاكل المادية وسوء التدبير المالي؟
انعدام التوعية في الجانب المالي، حيث إن الفرد ينشأ في أسرة «مقترضة» ولديها من المشاكل المادية الشيء الكثير، فيتطبع بهذا الأمر، ويكتسب ذلك كذلك من المجتمع والثقافة العامة والتراث الذي يسير بمفهوم «اصرف ما في الجيب يأتِك ما في الغيب»، ما يؤطر لدى الشخص قناعة بأن المال والاهتمام به غير ضروري، وهذا ما يجعل الإنسان مسيئاً في حياته المالية بسبب قناعته النفسية والذهنية.
ما هي الأسئلة الأكثر شيوعاً بين طالبي الخدمات؟
«ما اعرف وين تروح فلوسي» وقبل نهاية الشهر «رصيدي فاضي» هذا هو السؤال الأبرز والأكثر شيوعاً.
هل تعتقد أن «البنفت بي» ووسائل الدفع الإلكتروني سبب في سوء إدارة الأموال؟
إن البنفت بي والكردت كارد وغيرها هي وسائل مالية نافعة ومفيدة جداً لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها كذلك سلاح ذو حدين، وتؤثر في إدارة الأموال إذا لم يتم تعديل السلوك وتقنين وصول الأموال من خلالها، ولمعالجة ذلك يجب أن تكون هناك تربية ذهنية وسلوكية في التعامل مع الأموال.
ما هو العمر المناسب للادخار؟
من عمر 4 سنوات، ويجب أن يقوم الآباء بتنشئة أبنائهم على فكرة الادخار والتدبير وحسن التعامل مع الأموال.
ما هي الأهداف المستقبلية للشركة؟
أن تكون العيادة المالية الأولى للأفراد في الشرق الأوسط والرائدة في مجال نشر الوعي والثقافة المالية الصحيحة لتنتج أفراداً وأسراً ومجتمعات حرة مالياً، وقد بدأنا العمل وأسسنا السجل التجاري في مملكة البحرين، ونحن بصدد التوسع والتوجه إلى المملكة العربية السعودية لفتح فروع للعيادة المالية هناك، وهناك فريق متنوع من المستشارين الماليين، كلٌ حسب تخصصه، وهناك خطة طموحة للتوسع والعمل بشكل أكبر لإيصال فكرة نعتبرها إنسانية أكثر من كونها مادية.
هل لديك نصيحة أخيرة؟
ضع أهدافك المالية «فإن لم تكن مخططاً لأي هدف، فستكون ضحية لأهداف الآخرين»، وإذا لم تعرف أين ستنفق أموالك فسيقرر الآخرون بالنيابة عنك أين ستضع هذه الأموال.