كان سرطان الثدي يومًا ما شبحًا يطارد المجتمعات، ونذرًا لا يُلفظ، ووصمة عار على من أصابه، ونذير موت يخيّم على العائلات والأفراد. لكن اليوم، تغيرت الصورة، وأصبح المجتمع أكثر انفتاحًا على مواجهة المرض، من خلال التوعية والوقاية، وسرد قصص المتعافين الذين واجهوا المرض بشجاعة، وخاضوا رحلة العلاج بتفانٍ وإصرار.
وفي هذا السياق، نظم طلبة جامعة الخليج العربي تحت إشراف وحدة الأنشطة والمجلس الطلابي فعالية توعوية بعنوان “ما وراء الشريط الوردي”، أقيمت في البهو الرئيسي للجامعة على مدار اليوم، بهدف تعزيز الوعي الصحي حول سرطان الثدي، وكسر الصمت الذي طال سنوات حول هذا المرض، وتشجيع الطلبة والمجتمع الجامعي على الفحص المبكر والاهتمام بالوقاية.
وأكدت عميدة شؤون الطلبة الدكتورة أسيل الصالح، أن الفعالية تمثل خطوة مهمة لتعزيز الثقافة الصحية والوقائية، مشددة على أن التوعية المبكرة والفحص الدوري يشكلان خط الدفاع الأول ضد سرطان الثدي، وأن مشاركة الطلبة في هذا البرنامج التفاعلي تعكس شجاعة المجتمع الجامعي في مواجهة المرض ومساندة المصابين.
تضمنت الفعالية برنامجًا متكاملًا من خمس محطات تعليمية، ابتدأت بنظرة عامة على سرطان الثدي لتعريف الطلبة ومنسوبي الجامعة بالمعلومات العلمية الموثوقة وأهمية الكشف المبكر، ثم تلتها محطة الفحص السريري والفحص الذاتي التي ركزت على زوار المعرض على اكتشاف أي تغيّرات مبكرة وملاحظتها بدقة. أما المحطة الثالثة فاستعرضت طرق العلاج الحديثة بما فيها الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي والهرموني والموجَّه، مع إبراز دور البحث العلمي في تطوير أساليب العلاج وتقديم الأمل للمتعافين.
وفي المحطة الرابعة، تم تسليط الضوء على الفحص الوقائي المبكر بما في ذلك الماموجرام، والأشعة فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي، مع توضيح العوامل الوراثية مثل BRCA1/2 وتاريخ العائلة وأهمية الاستشارة الوراثية، مما يؤكد أن الوقاية تبدأ بالمعرفة وأن الشجاعة تبدأ بخطوة الفحص الأولى. واختتمت الفعالية بمحطة تفاعلية تضمنت مسابقة قصيرة وجوائز تذكارية متنوعة مثل دبابيس الشريط الوردي، وأقلام، وبسكويت، وورود وردية، وحلوى بحرينية، وحقائب هدايا صيدلانية، وقسائم عضوية في الصالات الرياضية، لتعزيز التعلم بطريقة ممتعة وترك أثر إيجابي لدى المشاركين.
نظمت الفعالية من قبل بعض من طالبات وطلاب كلية الطب والعلوم الصحية وهم: زينب الحداد، زينب باقر، زينب أكبر، حسين كمال، ميثة السُّكَيتي، بيبي بن ناصر، زينب عيد، رنا أبنمي، يسرى العصري ورزان الشامسي، تحت إشراف رئيسة الفعالية فاطمة مطر ونائبة الرئيسة عذوب الكندري، لتجسد روح العمل الجماعي والتفاني في التوعية، ولتعكس رسالة الفعالية في كسر الصمت، ومواجهة المرض بشجاعة، ونشر الأمل في المجتمع الجامعي.
