احتضنت القاعة الرئيسية للمحاضرات في متحف موزجارد الدنماركي يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 ندوة علمية بعنوان “طرق التجارة ومدن دلمون: البحرين ودورها في تشكيل العالم القديم”، بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، وليزالوته بليزنير، سفيرة مملكة الدنمارك المعتمدة لدى البحرين والسعودية والكويت وعُمان واليمن، إلى جانب عدد من الشخصيات الثقافية البارزة من البلدين. وقد جاءت هذه الفعالية ثمرة تعاون مشترك بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومتحف موزجارد بمدينة آرهوس.

وبهذه المناسبة، افتتح رئيس هيئة الثقافة برنامج الندوة قائلًا: “نؤكد على أهمية توسيع مجالات التعاون الثقافي مع متحف موزجارد الدنماركي، باعتباره واحدًا من أعرق المتاحف المتخصصة في علم الآثار والإثنوغرافيا، كما نشيد بجهوده في التعريف بحضارة دلمون القديمة وصلاتها التجارية مع البلدان المجاورة.”

وأضاف: “نعمل في هيئة البحرين للثقافة والآثار على صون التراث الأثري لمملكة البحرين، وتكثيف جهود الترويج والتعريف بمكتسباتنا الأثرية على الصعيد العالمي.” من جانبه، أعرب مدير المتحف البروفيسور ماد هولست عن باستضافة الندوة التي تعكس متانة العلاقات الثقافية بين البلدين الصديقين.

وشهدت الندوة محاضرة للدكتور سلمان أحمد المحاري، مدير عام الآثار في الهيئة، بعنوان “البحرين وإرث دلمون: تتبع حضارة قديمة من خلال مواقعها الأثرية”، استعرض خلالها أبرز المواقع الدلمونية في البحرين مثل قلعة البحرين، وقرية سار، ومعابد باربار، وتلال المدافن المنتشرة في أرجاء الجزيرة، مؤكدًا أن البحرين كانت قلب حضارة دلمون النابض ومركزًا تجاريًا شكل جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم.

كما استعرض د. ستيفن لاورسن، أمين الآثار العربية في متحف موزجارد ورئيس الفريق الدنماركي في البحرين، نتائج التنقيبات في موقع قلعة البحرين للفترة من 2020 حتى 2025، باعتباره أحد أبرز الشواهد على حضارة دلمون.

فيما قدّم د. أولا هرس لوند، المدير الميداني لفريق التنقيبات في جزيرة فيلكا بالكويت، محاضرة حول المستعمرة التجارية التي أسسها ملوك دلمون هناك.

واختتمت الندوة بعرض الفيلم الوثائقي “البحث عن دلمون”، الذي سلّط الضوء على الإرث الأثري المشترك في المنطقة.

وتهدف هذه الندوة إلى الترويج للتراث الأثري البحريني وإبراز مكانة حضارة دلمون، وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين البحرينيين والدنماركيين، إلى جانب تشجيع البحث العلمي ورفع الوعي الثقافي بتاريخ البحرين العريق.

شاركها.