اخبار البحرين

مجموعة القطع الأثرية البحرينية المُكتشفة من دلمون وتايلوس معروضة في متحف اللوفر أبوظبي – الوطن

يستعرض متحف اللوفر أبوظبي مجموعة من القطع الأثرية البحرينية المُكتشفة من حضارتي دلمون وتايلوس ضمن اتفاقية التعاون المشترك ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار والمتحف. وتتيح هذه المُقتنيات المُعارة لغاية يونيو 2026 الفرصة أمام زوار المتحف للاطلاع على جزء هام من تاريخ وحضارة المنطقة، كما وتلقي الضوء على الإسهامات الثقافية والحضارية التي شكلت هوية منطقة الخليج العربي على مر العصور.

وفي هذا السياق، استقبل معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي رئيس متحف اللوفر أبوظبي سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار في متحف اللوفر أبوظبي، ورافقهما في الجولة مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر أبوظبي.

واطلعوا على القطع الأثرية البحرينية المعروضة في مشهد عكس الاهتمام المشترك ما بين المؤسستين على الترويج لتاريخ وحضارات المنطقة.

وبهذه المناسبة قال سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة: “فخورون بتعاوننا مع متحف اللوفر أبوظبي، وأن تصل قطع بحرينية أثرية إلى هذه المنصّة الحضارية العالمية”، وأضاف: “إن استضافة هذه القطع تلقي الضوء على أهمية التعاون ما بين المؤسسات الثقافية في منطقة الخليج العربي لتعزيز الترويج لحكاية الحضارات التي ازدهرت في هذه المنطقة، إن هذا المنجز هو ثمرة الحرص المشترك ما بين مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة الشقيقة للترويج لتاريخنا وحضاراتنا”.

وأكد سعادته أن القطع المُعارة لمتحف اللوفر أبوظبي فرصة فريدة لكي يطلع الجمهور المحلي والعالمي الزائر لهذا المتحف الرائد على جزء مهم من تاريخ البحرين وكيف ازدهرت فيها الممارسات الاجتماعية والتجارية خلال فترتي دلمون وتايلوس، ودور المملكة المحوري تاريخياً في تطوير شبكات التجارة الإقليمية.

وبدوره، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي رئيس متحف اللوفر أبوظبي: “يُجسد تعاوننا مع هيئة البحرين للثقافة والآثار ركيزة أساسية في الترويج لتاريخ وحاضر بلدينا الشقيقين، ويعزز من أهمية التراث الخليجي العربي. فالرؤية المشتركة والجهود المنسقة بين متحف اللوفر أبوظبي وهيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد على دور هذه المؤسسات في إتاحة الفرصة للجماهير من دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي والعالم لاستكشاف تراثنا الغني وتقاليدنا العريقة. إن تسليط الضوء على هذا التراث ليس فقط احتفالاً بجذورنا، بل هو أيضاً وسيلة لتعزيز الفخر لدى الأجيال الشابة وضمان استمرارية تراثنا كجزء حيوي من حاضرنا ومستقبلنا”.

وتشمل القطع الأثرية البحرينية المعارة: شاهد قبر من فترة تايلوس، جرة ذات مصفاة من فترة حضارة دلمون المبكرة، وختمين دلمونيين، تحمل جميعها رمزية ثقافية كبيرة. فالأختام الدلمونية، على سبيل المثال، كانت جزءاً لا يتجزأ من الحياة التجارية لدلمون، حيث استُخدمت كشهادات مِلكية وتعبير عن المكانة الاجتماعية. كما وتعكس هذه الأختام، التي كانت تُصنع بدقة من الحجر أو القواقع البحرية، التقاليد الفنية الدلمونية التي وصلت تأثيراتها إلى مناطق بعيدة شرقاً وغرباً.

أمّا جرة المصفاة من دلمون، فهي مثال على الإبداع القديم في فنون الفخار، فالحرفيون المحليون من دلمون استخدموا الطين المخلوط بالحجر الجيري لإنتاج أدوات عملية وجميلة تحمل طابعاً مميزاً. وتمثل القطع الفخارية الأثرية أحد أبرز مخرجات حرفة الفخار في حضارة دلمون، والتي تستمر حتى اليوم وتمارس ضمن الحرف التقليدية البحرينية.

وعلى جانب آخر، فإن فن النحت في فترة تايلوس، تطور بشكل لافت بفضل التفاعل مع الثقافة الهيلينستية اليونانية. وهذا ما يعكسه شاهد القبر الذي يتم عرضه في متحف اللوفر أبوظبي. ويمكن القول إن شواهد القبور تؤكد على التعدد والتنوع الثقافي الذي شهدته البحرين خلال تلك الفترة.

وتُجسد استعارة متحف اللوفر أبوظبي للقطع الأثرية البحرينية الرؤية المشتركة بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ودائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، حيث يمثل هذا التعاون نموذجًا مميزًا للشراكات الثقافية التي تعزز التبادل الحضاري بين الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *