مدن “الأشباح” الصينية.. مساكن فاخرة لا يقطنها البشر
العين الإخبارية
بين قصور فخمة شبه مكتملة شمال شرق الصين، تتجول الماشية لتكون القاطن الوحيد لهذا المجمع السكني الفاخر، بشرفاته المتهالكة وزخارفه الضخمة.
بداية القصة
بدأت مجموعة غرينلاند العملاقة في مجال العقارات بوضع حجر الأساس لبناء هذا المشروع الواقع في التلال المحيطة بمدينة شنيانغ الصناعية التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة في عام 2010، وفي وقت شهد فيه قطاع العقارات نموا كبيرا، وفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية.
بيد أنه بعد نحو عامين من انطلاقه، توقف العمل في مشروع “قصور ضيافة الدولة”، الذي تم التخطيط فيه لبناء 260 فيلا على الطراز الأوروبي، مع مرافق فاخرة لزوار حكومة المقاطعة.
قام المزارعون المحليون بحرث الأراضي التي كان المفترض أن تكون حدائق غناء للأثرياء والسياسيين، وزراعة المحاصيل، فيما تتجول الأبقار بين الثريات الكريستالية المتدلية من الأسقف المزخرفة والخرائط البراقة التي تغطي الجدران بين الأعمدة والعوارض الخشبية.
كما تقوم الكلاب بدوريات في حظائر الدواجن المبنية بشكل فوضوي ومرائب مكتظة ببالات القش ومعدات المزارع.
تشتهر الصين بـ”مدن أشباح” بعضها لم يتم الانتهاء منها، وأخرى تعمل بكامل طاقتها ولكن بدون سكان.
ويعود الكثير من وجود مدن الأشباح هذه إلى حملة الرئيس شي جين بينغ الكاسحة ضد الفساد في الحزب الشيوعي الحاكم.
وتسبب تشديد القيود الحكومية على الاقتراض المفرط والمضاربة عام 2020، في ترك العديد من شركات العقارات تواجه ديونا ضخمة وتراجع الطلب.
ونتيجة لذلك أصبحت مدن الأشباح مثل تلك الموجودة في شنيانغ والمعروفة باسم منازل “الذيل الفاسد” في الصين تشكل الآن معالم حضرية في جميع أنحاء البلاد.
بيانات الحكومة المركزية عن عدد هذه المجتمعات السكنية الفارهة ليست متاحة للجمهور، لكن تقريرًا صادرًا عن مجموعة بحثية تابعة لاتحاد رسمي في شنغهاي قال إن أقل من أربعة في المائة بقليل من مشاريع الإسكان في جميع أنحاء البلاد لم يتم بناؤها حتى يونيو/حزيران 2022، وهو ما يعادل 231 مليون متر مربع من العقارات.
وفقًا لموقع “إنسايدر” الأمريكي، هناك حوالي 65 مليون منزل فارغ في الصين عام 2020، وهو عدد كافٍ من العقارات لإيواء سكان فرنسا مثلا.
لكن العديد من الخبراء لا يستطيعون تحديد عدد مدن الأشباح الموجودة حالياً في الصين.
تشير الكتابة على جدران القصور في التجمع السكني إلى أن المزارعين ليسوا الزوار الوحيدين، حيث يزداد اهتمام المستكشفين بمدن الأشباح لنشر نتائجهم عبر الإنترنت لكن تلك المدن لا يقطنها بشر.