30 مليون شخص في أمريكا وأوروبا يستخدمون إبر التنحيف
آلية عمل الإبر تشمل تحفيز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين
الإبر آمنة وفعالة لغالبية المرضى ويجري تطوير أنواع جديدة منها
إبر التنحيف تُحقن تحت الجلد مرة أسبوعياً بالبطن أو الفخذ أو الذراع
ما يُثار في وسائل التواصل حول الآثار الجانبية تجارب فردية
أهمية متابعة العلاج مع طبيب مختص في الغدد الصماء والهرمونات
تطور كبير في علاج السمنة مع تركيز على الفعالية والسلامة
قال استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى رويال البحرين د. وئام حسين إن إبر إنقاص الوزن تُعرف بأنها أدوية تُستخدم أساساً كهرمون GLP1 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ. وأضاف أن البداية كانت في عام 2005 بدواء أمريكي يُدعى “باييتا” Byetta يحتوي على المادة الفعالة إكسينيتايد، ويُؤخذ كإبرة مرتين يومياً، ومن هنا بدأت الشركات بدراسة تركيبات تُحقن مرة واحدة يومياً ثم أسبوعياً.
وأوضح أن إبر التنحيف تُعد من أكثر الأدوية استخداماً في العالم، حيث يستخدمها أكثر من 30 مليون شخص في أمريكا وأوروبا لإنقاص الوزن، كما أنها فعالة جداً في التحكم بمرض السكري. وتابع أن هذه الإبر في تزايد مستمر، ويجري العمل على تطوير أنواع جديدة ستتوفر في الأسواق خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن من الأدوية المعروفة في البحرين دواء ساكسندا Saxenda أو فيكتوزا Victoza، والذي يحتوي على المادة الفعالة ليراجليتايد، وهو دواء مستخدم منذ حوالي 15 عاماً لعلاج السكري، ثم حصل لاحقاً على الموافقة لاستخدامه في إنقاص الوزن. وأضاف أن هذا الدواء لن يكون متاحاً قريباً في القطاع الخاص والصيدليات في البحرين.
وذكر د. حسين أن هناك أيضاً في البحرين دواء مونجارو Mounjaro أو زيباوند Zepbound، الذي يحتوي على المادة الفعالة تيرزيباتايد، بالإضافة إلى دواء أوزمبيك (Ozempic) أو ويغوفي (Wegovy) الذي يحتوي على المادة الفعالة سيماجلوتيد، وهي من أحدث العلاجات المستخدمة في السيطرة على مستويات السكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني.
وأوضح أن آلية عمل هذه الأدوية تشمل تحفيز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، وتقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، وإبطاء عملية الهضم مما يُعزز الشعور بالشبع، وبالتالي تحسين استجابة الجسم للأنسولين، خاصةً عند استخدامها مع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. وأشار إلى أن الإبرة تعمل أيضاً على تحفيز مستقبلات GLP1 في الدماغ، ما يقلل من الشهية ويزيد من الإحساس بالامتلاء، مما يدفع الجسم إلى استخدام الدهون المُخزنة كمصدر للطاقة، وهو ما يظهر على شكل فقدان ملحوظ في الوزن خلال الأسابيع الأولى من الاستخدام المنتظم.
وتحدث د. حسين عن عدة آليات أخرى تفسر فعالية هذه الإبر في إنقاص الوزن، من بينها:
تحفيز مستقبلات GLP1 في الدماغ مما يقلل الجوع، ويزيد من الشبع.
إبطاء تفريغ المعدة مما يطيل فترة الشعور بالشبع.
زيادة حساسية الجسم للأنسولين؛ مما يساعد في استقرار نسبة السكر ويقلل من تخزين الدهون.
تثبيط إفراز الجلوكاجون المسؤول عن رفع الجلوكوز في الدم.
التأثير على مراكز المكافأة في الدماغ مما يقلل من الإدمان على الحلويات.
تحسين عملية الأيض مما يساهم في حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل.
وأضاف أنه في عام 2021 تم اعتماد عقار سيماجلوتيد semaglutide كعلاج للسمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وذلك بعد أن أظهرت التجارب أنه يُنقص الوزن بنسبة تصل إلى 15% عند استخدامه بانتظام لمدة عام.
وحول السلامة، أكد أنه لا يوجد دواء آمن بنسبة 100%، إلا أن هذه الإبر تُعتبر آمنة وفعالة لغالبية المرضى، وقد سُجّلت بعض الآثار الجانبية التي تختلف في شدتها من شخص لآخر. وذكر من هذه الأعراض:
الغثيان البسيط 1520%.
القيء 57%.
الإسهال 8%.
آلام في فم المعدة 67%.
الإمساك 37%.
وأضاف أن التهاب البنكرياس هو عرض نادر جداً، ويحدث بنسبة أقل من 0.4%، وهي نسبة مماثلة لما تُسببه أدوية أخرى مثل مدرات البول وأدوية الضغط، خاصة عند مرضى السمنة أو من لديهم ارتفاع في الدهون أو حصوات في المرارة. وتطرق إلى حالة “نايون”، وهي التهاب نادر في العصب البصري يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر، وقد تم ربطها مؤخراً باستخدام دواء أوزمبيك، مشيراً إلى أن هذه الحالة تحدث بمعدل يتراوح بين 2 إلى 10 حالات لكل 100,000 شخص سنويًا، خصوصاً لدى مرضى السكري وكبار السن، والمصابين بأمراض القلب أو ضغط الدم المنخفض.
وعن سرطان الغدة الدرقية النخاعي، أشار إلى أن العلاقة بينه وبين الأدوية القائمة على GLP1 ظهرت في دراسات على الفئران فقط، ولم تُلاحظ في الإنسان خلال أكثر من 20 عاماً، مؤكداً عدم وجود ارتباط بين هذه الأدوية وسرطان الغدة الدرقية الحليمي الشائع.
وذكر د. حسين أن إبر التنحيف تُحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً في أماكن مثل البطن أو الفخذ أو الذراع العلوي، مع ضرورة تغيير موقع الحقن لتفادي التهيج الجلدي. وشدد على أهمية استخدامها تحت إشراف طبي. وأضاف أن فقدان الوزن الناتج عن استخدام هذه الإبر يمكن أن يُحسن من ضغط الدم ومستوى الكوليسترول، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى، وتشحم الكبد وبعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.
وأوضح أن الإبر تُعد خياراً فعّالاً في حالات السمنة والسكري وصعوبة فقدان الوزن، إذ تُساعد على التخلص من الوزن الزائد دون تدخل جراحي. وبخصوص موانع استخدام إبر التنحيف، أكد د. حسين أنه لا يُنصح باستخدامها في الحالات التالية دون استشارة الطبيب:
الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي.
وجود تاريخ لمتلازمة أورام الغدد الصماء.
فرط الحساسية لأي من مكونات الدواء.
وأشار إلى ضرورة الحذر في الحالات التالية:
وجود تاريخ سابق لالتهاب البنكرياس أو حصى في المرارة.
اضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة.
اعتلال الشبكية السكري.
مرض السكري من النوع الأول.
وأكد أهمية إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية المستخدمة، خاصة أدوية السكري الأخرى، لتفادي خطر انخفاض سكر الدم، كما شدد على تجنب الحمل أثناء فترة العلاج والتوقف عن الدواء قبل الحمل بشهر إلى شهرين. وفيما يخص التخزين الصحيح، أوضح أن إبر التنحيف يجب حفظها في الثلاجة بين 28 درجات مئوية، مع تجنب تجميدها، وفي حال تعذّر التبريد، يمكن الاحتفاظ بها في درجة حرارة الغرفة لمدة لا تتجاوز 30 يوماً.
وأكد أن ما يُثار في وسائل التواصل الاجتماعي حول الآثار الجانبية يُعبّر عن تجارب فردية، بينما يستفيد ملايين المرضى حول العالم من هذه الأدوية، ما يُبرز أهمية التقييم العلمي الشامل ومتابعة العلاج مع طبيب مختص في الغدد الصماء والهرمونات.
وفي الختام، أشار د. حسين إلى أن هناك العديد من الأدوية الجديدة قيد الدراسة، من بينها:
MarTide: إبرة شهرية أظهرت فقدان وزن بنسبة 20%.
خليط سيماجلوتيد مع الأنسولين الأسبوعي Icodec.
خليط سيماجلوتيد مع Bimagrumab: لفقدان الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية.
حبوب سيماجلوتيد بجرعة عالية: تُدرس حالياً لإنقاص الوزن.
حبوب Orforglipron: تُظهر نتائج واعدة في إنقاص الوزن.
خليط Semaglutide + Cagrilintide: يُظهر نتائج مشجعة في تحسين الصحة وفقدان الوزن.
وختم بالقول إن هذه الدراسات تُشير إلى تطور كبير في علاج السمنة، مع تركيز متزايد على الفعالية والسلامة.