هشام أبو الفتح

أسدل الستار على النسخة الرابعة عشرة من مدينة الشباب 2030، المدينة التي لم تكن مجرد فعالية شبابية، بل تجربة متكاملة أبهرت كل من حضرها أو شارك فيها. على امتداد أسابيع، تحولت المدينة إلى ورشة عمل وطنية نابضة، تزخر بالأفكار والمبادرات، وتحتضن طاقات بحرينية أثبتت أن العطاء حين يقترن بالشغف والإخلاص، يصنع إنجازاً يتجاوز التوقعات.

مدينة جعلت شعارها «أبعد من الأحلام»، فحوّلت الحلم إلى واقع ملموس، وسخّرت إمكانياتها لتفتح أمام الشباب أبواب الأمل، ولتجعل الإبداع لغة مشتركة يتقنها الجميع. هنا، حيث تتلاقى الأفكار مع التنفيذ، والشغف مع العمل الجماعي، وُلدت مبادرات، وتشكّلت فرق، وانطلقت طاقات شبابية أثبتت أنها قادرة على الإنجاز متى ما وجدت الفرصة والرعاية.

لقد قدّمت المدينة صورة زاهية لطاقات شبابية فذّة، جمعت بين الفن والإبداع، بين الابتكار والإتقان، وبين الجد والعمل والمتعة. أهازيج وأناشيد، مهارات وفنون، وبرامج وتدريبات، كلها اجتمعت لتصنع لوحة وطنية باهرة، جعلت من هذا المحفل حالة فريدة في مسيرة العمل الشبابي.

ولعل المشهد الأصدق كان في دموع المنظمين والمتطوعين في حفل الختام، دموع اختلطت فيها السعادة بالفخر، والحزن على انقضاء تجربة استثنائية، دموع حملت رسالة واضحة بأن ما تحقق لم يكن عابراً، بل كان ثمرة جهد وإصرار، وحب عميق لهذا الوطن.

اليوم، نستطيع أن نقول بثقة إن مدينة الشباب 2030 لم تحقق الأهداف الموضوعة فحسب، بل تجاوزتها لتصبح نموذجاً يُحتذى، ومختبراً حياً يُلهم مبادرات أخرى في مملكة البحرين وخارجها.

إنها تجربة أثبتت أن الاستثمار في الشباب ليس شعاراً يُرفع، بل واقعاً ملموساً تترجمه الأفعال، بفضل دعم القيادة الحكيمة واهتمام وزارة شؤون الشباب وهيئة مدينة الشباب.

هنيئًا للبحرين بشبابها، وهنيئاً لشبابها بهذه المدينة التي غرست فيهم حب العمل والإسهام، لتظل فعلاً «أبعد من الأحلام».

شاركها.