مشاركو معرض “أثر” للفنون الرقمية: أعمالنا الفنية استوحت أفكارها من مسيرة عطاء المرأة
قال الفنانون المشاركون في “معرض أثر للفنون الرقمية” إن تنظيم الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة بمبادرة من لجنة الشباب لهذا المعرض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أتاح لهم فرصة عرض أعمالهم الفنية والمستوحاة من مسيرة عطاء المرأة من خلال استخدام أحدث التقنيات الرقمية في الفن، معربين عن الفخر والاعتزاز لكون أعمالهم الفنية الرقمية عرضت في المعرض إلى جوار أعمالا فنية مختارة بلمسات إبداعية وفنية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله.
وأشاروا إلى أن إلى جانب تركيزهم على إسهامات المرأة البحرينية في البناء الوطني فقد حرص المشاركون على استلهام معاني صرح المرأة البحرينية “أثر” في لوحاتهم، وتضمين الملامح الهندسية الانسيابية والجميلة للصرح الذي يجسد بدوره المرأة كمكوّن أصيل في المجتمع البحريني.
أعمال مستوحاة من مؤلفات قصصية
وقالت الأستاذ المساعد في قسم العمارة والتصميم الداخلي بكلية الهندسة جامعة البحرين السيدة تماضر الفحل، إنها قدمت، وبالتعاون مع الفنان البحريني محمد العبار ثلاثة أعمال رقمية للمعرض ومستوحاة من مؤلفات قصصية كتبتها والدتها، الكاتبة والمؤلفة عائشة عبد الله غلوم، وأصدرتها في كتاب بدايات تسعينات القرن الماضي حمل عنوان “امرأة في الذاكرة”، وقالت “تقدمت بثلاث لوحات تدور حول شخصيات نسائية بحرينية حقيقية عايشتها الوالدة وكتبت عنها”.
وذكرت أن لوحاتها الثلاث التي شاركت بها في المعرض تعكس شخصية المرأة البحرينية القوية وقدرتها على التحمل والعطاء لسنوات طويلة، ودورها في تربية الأجيال وإثراء المجتمع، دون إغفال دور الرجل في مساندة المرأة لتتكامل أدوارهم في نهوض المجتمع والوطن.
من الفن التقليدي إلى الرقمي
كذلك قدمت ريم العمري ثلاثة أعمال، الأول حول ريادة البحرينيات في مجال التعليم والطب والهندسة وغيرها، أما الثاني فقد ركز على دورهن التاريخي في حقبة صيد اللؤلؤ، أما العمل الثالث فحمل عنوان “بحرينها”، وهو عمل عصري بألوان زاهية وفي خلفيته المركز التجاري العالمي كتعبير عن مساهمة المرأة في تنمية وطنها.
العمري، التي درست التصميم الداخلي بجامعة زايد في دبي، قالت إن هذه الأعمال تمثل ذروة انتقالها من الفن التقليدي إلى الفن الرقمي، وقالت “كنت دائماً أرسم بيدي، لكن خلال الجائحة انتقلت للرسم باستخدام الكمبيوتر، وهذه المشاركة في المعرض تعد أول مشاركة لي وأنا فخورة جداً بها”. وأشارت أيضا إلى أن من هواياتها بجانب الرسم الكتابة حيث قامت بتأليف كتاب اسمه “بين النجوم”.
قوة المرأة وقدرتها على التغلب على الصعوبات
أما عائشة عبد الله، التي تدرس الفن الحديث في جامعة ليدز ببريطانيا، فقالت إنها قدمت أيضا ثلاث لوحات، وجميعها تركز على إصرار المرأة للتغلب على الصعاب وتصميمها على الإنجاز وهو ما تلمسه في المسيرة الحافلة بالإنجازات للمرأة البحرينية تاريخياً وحاضراً، وركزت لوحاتها كذلك، على أهمية تقدير المرأة التي تعمل بكل هدوء لتوازن بين مسئولياتها المتعددة.
استمد أفكاري من أمي وأخواتي
كذلك، سجل الفنان الرقمي أحمد فؤاد مشاركته في معرض “أثر” ليبرهن من خلال ذلك على أن موضوعات المرأة ليست حكرا على المرأة فقط، وإنما على الرجال أيضا، وقال “أنا أعيش بين أمي وثلاث أخوات، واستمد الكثير من أفكاري الفنية منهن، وانطلق من هذا الواقع لأقدم من خلال فني رسائل حول أهمية دعم الرجل للمرأة، وإيمانه بعطائها على صعيد الأسرة والعمل والمجتمع ككل”.
وقال إنه يقدم خلال المعرض لوحتين عن نصب “أثر” ذاته، والثالثة لجسر المحرق في مرآة سيارة، تشير إلى أن البحرينيين، نساء ورجالا، لا ينظرون إلى الخلف إلا ليقيسوا مقدار تقدمهم للأمام، وما الذي عليهم فعله للحفاظ على هذا زخم هذا التقدم”.
الوصول للعالمية من خلال تقنيات الفن الرقمي
الفنانة التشكيلية لينا الأيوبي قدمت أربع لوحات، ثلاثة منها خاصة بالمرأة، والرابعة خاصة بنصب “أثر” أيضا، وقالت إن اللوحة الأخيرة كونتها باستخدام الذكاء الصناعي، حيث قامت برسم نصب أثر يدويا، واستخدمت “تعلم الآلة” وما يمثله النصب، ليقوم الذكاء الصناعي بتوليد باقي اللوحة.
وأشارت أيضا أنها استخدمت تقنية الـ “إن إف تي” أو الأصول غير القابلة للاستبدال في لوحاتها، التي عكست أيضا التوازن بين الجنسين، وقالت “من خلال تلك التقنيات الحديثة أصبح الوصول بأعمالي الرقمية للعالم أكثر سهولة”، ولفتت إلى أنها كانت البحرينية الأولى والوحيدة التي مثلت البحرين في معرض بمدينة نيويورك في تلك الأعمال.
الفخر لما وصلت إليه المرأة
أما نجود المحمود، وهي فنانة رقمية متخصصة بقصص الأطفال والشخصيات الخيالية، قالت إنها قدمت لمعرض “أثر” ثلاثة لوحات، الأولى بعنوان “ارفعِ راسج فوق الغيم” من خلال رمز علم البحرين وكتاب، وكتعبير عن الفخر لما وصلت إليه المرأة، خاصة وأن البحرين كانت أول دولة في الخليج العربي تقر التعليم الإلزامي للإناث، كما أن اللوحة تجسد شعار يوم المرأة البحرينية: “قرأت .. تعلمت .. شاركت”، واللوحة الثالثة مستوحاة من قصة تراثية من خلال عرض نساء بحرينيات ينتظرن عودة أزواجهن من رحلة صيد اللؤلؤ.
نقاش موضوعي بين الفنانين والزائرين
كذلك استقطب معرض “أثر للفنون الرقمية” الفنانة والمهندسة المعمارية راندا الحدادين، المهتمة بتقديم أعمال فنية عن المرأة، والمعروفة بقدرتها على إدخال التكنولوجيا في انتاج أعمال فنية يصعب عملها بالأدوات التقليدية، وقد شاركت راندا في ثلاثة أعمال فنية رقمية أيضا.
وقالت راندا “أردت من خلال هذه المشاركة أن أعبر عما أحمله في ذهني وقلبي للمرأة البحرينية من احترام وتقدير، وأن أركز أيضا على الدعم الذي تحصل عليه من قيادتها”، وأعربت عن إعجابها بمستوى الأعمال المقدمة في المعرض، وأيضا بمستوى النقاش الدائر ليس بين الفنانين المشاركين فقط، بل بين الفنانين والزائرين أيضا، والذي ينم عن تجذر الفن ومستوى الاهتمام به في البحرين من جهة، والدعم الذي تحظى به موضوعات المرأة من قبل الجميع من جهة أخرى.