نظّمت الجامعة الأهلية المنتدى الأول للدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال، ليشكل منصة علمية بارزة تستعرض دور الإعلام الرقمي في تشكيل مستقبل المنطقة. حيث أتاح المنتدى الفرصة لاستعراض مجموعة من الأبحاث التي أكدت على أهمية الإعلام الرقمي كأداة أساسية لتعزيز الحوار الحضاري وصناعة الوعي السياسي، بالإضافة إلى دعم الابتكار وزيادة الوعي المجتمعي في منطقة الخليج. كما تم التأكيد على ضرورة تكامل التقنيات الحديثة في خدمة التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات.
وفي هذا السياق، أوضح عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور عماد عسلي بان جلسات المنتدى تضمنت عرضًا لعدد من الدراسات المتنوعة التي تناولت كيف يمكن للإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي أن يساهما في بناء مجتمع معرفي مستدام، مؤكدا على أهمية دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق التقدم المجتمعي والسياسي في المنطقة. وقال بأن الابحاث المطروحة من الباحثين تحفز الجامعة الأهلية ومختلف الجهات ذات الصلة على دعم المزيد من البحث العلمي في هذا المجال لضمان الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعزز التأثير الإيجابي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة.
وفي هذا الإطار، قدم الباحث السعودي وليد محمد الشويهيين دراسة تناولت تأثير المنصات الرقمية في تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب الجامعي السعودي، مؤكدًا دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر قيم التسامح والانتماء بين الشباب. فيما بحثت الباحثة البحرينية كلثم عبدالعزيز النملايتي في دور الإنستغرام في توعية المرأة البحرينية بالصحة، مشيرة إلى تحديات مواجهة المعلومات المضللة على هذه المنصات.
في ذات السياق، قدم الباحث أحمد الحربي دراسة تناولت تأثير المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي على تشكيل الوعي السياسي لدى الشباب السعودي. حيث أشار الحربي إلى أن المؤثرين أصبحوا يشكلون “حزبًا سياسيًا” جديدًا ذا تأثير كبير في توجيه الرأي العام، موضحًا كيف ساعدوا في زيادة الوعي السياسي وتحفيز النقاشات حول القضايا الوطنية. وأكد الحربي أن العديد من الدراسات أظهرت تأثيرهم البالغ في توجيه الشباب نحو القضايا السياسية الهامة.
أما في مجال الدبلوماسية الرقمية، فقد قدم الباحث السعودي محمد بن مفلح القحطاني دراسة حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير الدبلوماسية الرقمية السعودية في إطار رؤية المملكة 2030. بينما سلّط الباحث البحريني غازي عبدالمحسن جاسم الضوء على التحول الذي شهدته إذاعة البحرين من البث التقليدي إلى الرقمي بدءًا من عام 1990، موضحًا كيفية تأثير الإذاعة في تعزيز الهوية الثقافية البحرينية. كما أشار إلى أن البث الرقمي قد أتاح للإذاعة الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور، لاسيما الشباب، مع الحفاظ على تقديم محتوى يعكس الهوية الثقافية البحرينية رغم التحديات التي فرضتها العولمة.
في مجال ريادة الأعمال الرقمية، قدمت الباحثة البحرينية هيا محمد النعيمي دراسة تناولت التحديات التي يواجهها الشباب البحريني في هذا المجال، مشيرة إلى دور الإعلام الرقمي في تحفيز الابتكار والنهوض بريادة الأعمال. كما درست الباحثة فاطمة وليد المرباطي تأثير منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز قدرة الموظفين في قطاع الاتصالات على الابتكار وزيادة إنتاجيتهم.
