اختُتمت اليوم أعمال المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، المنعقد تحت عنوان: «مَجْمَع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية»، والذي أُقيم بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبمشاركة واسعة من ممثلي الدول العربية، ورؤساء مراكز الفكر، والدبلوماسيين، والخبراء والباحثين من مختلف أرجاء الوطن العربي.

وجاء اختتام المنتدى تتويجًا لجلسات حوارية ونقاشات معمّقة، تناولت الدور المتنامي لمراكز البحوث العربية في دعم مسارات التنمية المستدامة، وتعزيز التكامل المعرفي العربي، وتوظيف أدوات المستقبل، كالبيانات الكبرى، والذكاء الاصطناعي، والاستشراف الاستراتيجي، في تحليل السياسات وصناعة القرار، وذلك في سياق متسق مع مخرجات القمم العربية الأخيرة، لا سيما في قمتي جدة 2023 والبحرين 2024، والتوصية الصادرة عنها بخصوص “إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية”.

وأكد المشاركون في المنتدى أن انعقاده يجسد التزام مملكة البحرين، بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بدعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور الفكر والبحث العلمي كركيزة أساسية للتنمية المستدامة وصياغة السياسات المستقبلية.

وفي ختام أعماله، أصدر المنتدى بيانًا ختاميًا أكد فيه أن هذا اللقاء العلمي والفكري يشكل خطوة تأسيسية نحو بناء منظومة عربية بحثية متكاملة، قادرة على تحويل المعرفة إلى سياسات، وربط مخرجات البحث العلمي باحتياجات التنمية الوطنية والعربية، وتعزيز حضور مراكز الفكر العربية في المشهدين الإقليمي والدولي.

وقد توافق المشاركون على جملة المخرجات والتوصيات الآتية:

أولًا: التأكيد على بناء القدرات المؤسسية والبشرية في مراكز الفكر العربية، خصوصاً في مجالات تحليل البيانات، ونمذجة السياسات، والاستشراف الاستراتيجي، بما يعزز كفاءتها وفاعليتها وتأثيرها.

ثانيًا: الدعوة إلى توسيع الشراكات البحثية على المستويات العربية والوطنية والإقليمية والدولية، بما يشمل التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، ومراكز الفكر الدولية، على أساس التكامل المعرفي، ونقل صورة دقيقة ومتوازنة عن أولويات التنمية العربية، وخدمة المصلحة الوطنية والعربية المشتركة.

ثالثًا: التشجيع على الإنتاج البحثي العربي المشترك الذي يعكس الخصوصيات والسياقات المحلية، ويقدم نماذج وسياسات قابلة للتطبيق، تتلاءم مع البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية.

رابعًا: الإشادة بإطلاق “رابطة مراكز الفكر والأبحاث العربية” التي تم تدشينها بالتعاون بين مركز الخليج للأبحاث ومكتبة الإسكندرية، بوصفها إطاراً عربياً يعزّز العمل البحثي المشترك.

خامسًا: دعوة مراكز الفكر للإنضمام إلى “رابطة مراكز الفكر والأبحاث العربية”، نظراً لدورها الاستراتيجي في تعزيز التعاون الإقليمي كمبادرةٍ فكرية مفتوحة تتطور مرحلياً، وتعمل عبر آليات تعاونٍ مؤسسية منتظمة، بما يضمن استدامة الحوار وتبادل الخبرات البحثية.

سادسًا: الدعوة إلى إنشاء منصة إلكترونية عربية مشتركة تضم قاعدة بيانات تفاعلية لمراكز البحوث، وأرشيفًا رقميًا للدراسات والسياسات المتعلقة بالتنمية المستدامة، تكون متاحة للباحثين وصنّاع القرار.

سابعًا: التأكيد على الحاجة إلى بلورة رؤى بحثية عربية موحّدة بشأن متطلبات التنمية والاستدامة، تنطلق من الخصوصية العربية وتستجيب لتحولات العصر، انسجامًا مع دعوات القمم العربية المتعاقبة لتعزيز العمل الفكري العربي المشترك وصياغة خطاب تنموي جامع.

وفي ختام البيان، ثمّن المشاركون عاليًا الشراكة المؤسسية بين مركز «دراسات» والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، معربين عن شكرهم وتقديرهم لمملكة البحرين على استضافتها الكريمة لهذا المنتدى، وما وفرته من دعم وتنظيم أسهما في إنجاح أعماله، مؤكدين أن المنتدى يشكل خطوة متقدمة نحو ترسيخ منظومة عربية فكرية وبحثية داعمة للتنمية المستدامة وصنع السياسات المستقبلية.

شاركها.