من البحرين إلى موسكو وبكين.. الملك حمد صانع السلام الذي يستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام
بقلم: د. عبدالحسن الديري
قائد فذ يعمل بمهنية عالية لا يعرف الكلل والملل، نذر نفسه لإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط وجاب كبريات العواصم لهذا الغرض كقائد عربي رئيساً لأكبر اتحاد وتكتل عربي، وهو جامعة الدول العربية في دورتها الحالية الثالثة والثلاثين.
نعم إنه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم الذي ما فتئت بلاده البحرين تشهد أكبر اللقاءات العالمية ففي العام الماضي 2023 شهدت العاصمة المنامة استضافة اللقاء الكبير لشيخ الأزهر الإسلامي العلامة الأكبر الشيخ محمد الطيب مع قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني، والذي سبقه لقاء بابا الفاتيكان بجميع ممثلي الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وتلاه لقاء كبار حكماء المسلمين، وذلك تمهيداً لمبادرة جلالة الملك حمد لصنع السلام.
ثم يأتي من بعد ذلك العام الحالي 2024 ولتستضيف مملكة البحرين بقيادة مليكها المعظم أعمال القمة العربية الـ33 لقادة ورؤساء الدول العربية بحضور الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والتي اتخذت قرارات مصيرية وتاريخية أبرزها إحلال السلام في الشرق الأوسط عبر العمل على تنظيم مؤتمر عالمي للسلام تستضيفه مملكة البحرين والدعوة للاعتراف أممياً وعالمياً بدولة فلسطين كدولة كاملة السيادة عاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والحرب المدمرة على غزة ورفح وإيقاف الحروب المدمرة سواء في فلسطين أو سائر أرجاء المعمورة.
كما شهدت هذه القمة العربية المهمة عودة اللحمة العربية بمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، ولتستعيد سوريا دورها العربي المحوري والمهم في منظومة الدول العربية، وليكتمل بذلك عقد الدول العربية في لقاء القمة العربية في العاصمة المنامة.
وفي خضم ذلك كله وفي غمرة الاحتفال هذا العام باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم، لم ينس هذا القائد إحلال السلام والأمن والأمان في داخل البلاد قبل الانطلاق إلى الخارج فأصدر أمره السامي خلال شهر رمضان المبارك من هذا العام بإطلاق سراح المساجين والمحكومين بقضايا سياسية ذات الصلة بأحداث العام 2011 مع التأكيد على ضرورة العمل على إيجاد فرص عمل لائقة لهم ليأخذوا دورهم الطبيعي جنباً إلى جنب مع أشقائهم المواطنين في عملية التنمية والنهضة الشاملة للوطن.
وقد تزامن ذلك مع قرب حلول عيد الفطر المبارك لتصبح الفرحة فرحتين ويصبح العيد عيدين وتعم الأفراح والاحتفالات ربوع البحرين ولترفع أكف الآباء والأمهات بخالص الدعوات للملك المعظم بطول العمر ودوام التوفيق والنجاح والسداد.
وحتماً سيستجيب الله دعواتهم ونحن كذلك ندعو لهذا الملك الهمام بطول العمر ودوام التوفيق والسداد والسؤدد والنجاح في مساعيه الخيرة لإحلال السلام والأمن والأمان في ربوع البحرين وجميع أرجاء المعمورة، إنه سميع مجيب الدعاء ونعم المولى ونعم النصير وهو المؤيد والمسدد لكل خير.
وهنا لا بد من التذكير والإشادة بمبادرة هذا القائد إبان توليه الحكم قبل 25 عاماً بإطلاق سراح السجناء وتبييض السجون وإعادة المهجرين إلى أرض الوطن وإعادتهم إلى وظائفهم وأعمالهم وحصولهم على كافة الحقوق والامتيازات للمواطنين لتشهد البحرين أفراحاً عارمة، توجها إصدار ميثاق العمل الوطني وإعادة الحياة البرلمانية، التي استمرت بالرغم من كل المنزلقات والمطبات التاريخية على جميع الأصعدة، وذلك نابع من إصرار هذا القائد على مواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير التي لا تعرف الكلل والملل بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، قائد فريق البحرين الذي يدعو دائماً إلى حب التحدي وعشق الإنجاز وتحويل المحن إلى منح بروح ريادية مبتكرة للحلول وتواقة للإنجاز.
وإننا على يقين أن قادم الأيام بقيادة جلالة الملك المعظم وبمساندة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر سيحمل لنا كل ما هو سار ومفرح ولتعيش البحرين ويعيش أهلها الطيبون أجواءً آمنة مليئة بالأفراح والمسرات الغامرة.
أيضاً لم ينس هذا القائد حسن الجوار، فبعد إصلاح ذات البين في البيت الخليجي الواحد، ها هو يبادر ويمد يد الإصلاح وحسن الجوار والتعاون الجاد والمثمر مع الشقيق الجار المتمثل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تربطها بالبحرين خاصة والخليج عامة علاقات أخوية تاريخية ممتدة منذ قديم الأزمنة، كما أشار إلى ذلك جلالته لدى لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في موسكو، وكررها لدى لقائه يوم أمس الجمعة برئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في بكين.
وختاماً فإننا على يقين أن الجهود المخلصة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ستؤتي أكلها وتجد طريقها إلى النجاح، وسوف تحتضن البحرين بإذن الله وبفضل هذا القائد الهمام أكبر مؤتمر عالمي للسلام تستضيفه المملكة ويعود خيره على المعمورة قاطبة، وليكون معلماً بارزاً ونقطة تحول تاريخي وليسجل التاريخ بذلك إنجازاً آخر يضاف إلى سلسلة إنجازات هذا القائد المتميز الذي نذر نفسه للبحرين وللعالم لتبادله البحرين وكذلك العالم بروح المحبة والألفة، وذلك ما شاهدناه جلياً في اللقاءات الثنائية الحميمة التي جمعت جلالته مؤخراً مع الرئيسين الروسي والصيني، وحتماً اللقاءات العالمية القادمة مع رؤساء وقادة الدول الأخرى، فهنيئاً جلالة الملك هذه الإنجازات المتميزة وهنيئاً للبحرين حكومة وشعباً هذا القائد الفذ الهمام، صانع السلام الذي يستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام نظير هذه الجهود المخلصة والجبارة، أطال الله في عمره وأمده بموفور الصحة والعافية، ودامت البحرين حرة أبية.
* رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية والاتحاد العالمي لمنظمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بكين