أسدلت هيئة البحرين للثقافة والآثار مساء الخميس 16 أكتوبر 2025، الستار على فعاليات النسخة الرابعة والثلاثين من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، حيث استضاف مسرح البحرين الوطني أمسية كورالية أحيتها فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان وبمشاركة مجموعة من الفنانين البحرينيين الصاعدين، في عرض موسيقي احتفالي جمع بين الأداء الجماعي والأنغام المحلية والخليجية، وسط حضور جماهيري واسع.
وشهد الحفل الختامي باقة من الأعمال الغنائية البحرينية والخليجية التي تعد جزءاً من الذاكرة الفنية للأجيال، حيث أعادت فرقة البحرين للموسيقى أداءها بأسلوب كورالي جديد. وأدى الفنانون المشاركون أغان خالدة لمبدعين معروفين من بينهم خالد الشيخ، غريد الشاطئ، عبدالله رويشد، عبدالكريم عبدالقادر، راشد الماجد، علي بحر، عبدالمجيد عبدالله، إبراهيم حبيب، طلال مداح، وأحمد الجميري إلى جانب أسماء بارزة أخرى من رموز الفن الخليجي والعربي.
وكان المهرجان قد انطلق مطلع الشهر الجاري بأمسية استثنائية على مسرح البحرين الوطني أحيتها دار الأوبرا المصرية تكريمًا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، حيث أدّت الفنانتان رحاب عمر وإيناس عزالدين بقيادة المايسترو مصطفى حلمي باقة من أشهر روائع كوكب الشرق، في عرضٍ استحضر الذاكرة العربية الغنائية الأصيلة.
وتنوعت فعاليات المهرجان في عدد من المواقع الثقافية في المملكة، مقدمة مزيجاً فنياً متنوعاً جمع بين الأصالة البحرينية والتجارب الموسيقية العالمية. فقد قدّم الفنان البحريني عبدالله حاجي مع فرقة “روح” في الصالة الثقافية أمسية بعنوان “جاز محرّقي” استوحى فيها من إيقاعات التراث البحريني ألحانًا عصرية بلون الجاز، فيما احتضنت دار المحرّق ودار بن حربان ودار الرفاع أمسيات للفنون الشعبية قدّمتها فرق قلالي وبن حربان وشباب الرفاع.
وفي أمسية مميزة احتفت بالأصالة والتراث، أقيم حفل الصوت البحريني بالصالة الثقافية بمشاركة الفنان القدير راشد زويد، والفنان يعقوب بوجفال، وعبدالرحمن عوض ، وقدم الفنانون مجموعة من الأعمال لروّاد فن الصوت البحريني منهم الفنان محمد بن فارس، والفنان ضاحي بن وليد والفنان محمد زويد، والفنان عبدالعزيز بورقبه، وجاءت هذه الفعالية في إطار الجهود المستمرة لهيئة الثقافة في الحفاظ على التراث الموسيقي البحريني وتعريف الأجيال الجديدة بأحد أهم ألوان الغناء الشعبي في المنطقة.
وفي إطار التعاون الثقافي الدولي، استضافت الصالة الثقافية عددًا من الأمسيات العالمية، بالتعاون مع السفارة الإيطالية، حيث قدّم الفنان الإيطالي يوجينيو بناتو وفرقته الرباعية عرض “موسيقى من العالم” الذي مزج الجذور الإيطالية بالإيقاعات المتوسطية والعالمية. وأحيا رباعي رينو غارسيافونز، بالتعاون مع السفارة الفرنسية، أمسية بعنوان “قمر الحرير” استلهمت موسيقى الفلامنكو والموسيقى الشرقية، في حوار موسيقي فريد بين الشرق والغرب.
وحضر فن الشاكوهاتشي الياباني إلى الصالة بالتعاون مع السفارة اليابانية ومعهد البحرين للموسيقى، حيث قدّم العازف العالمي يوسكي إيري أمسية بمشاركة أوركسترا شباب البحرين، مزجت بين أصالة هذا الفن الياباني والتعبير الموسيقي المعاصر.
وشهد مسرح البحرين الوطني واحدة من أبرز أمسيات هذا الموسم مع حفل “علي بحر” الذي قدّمته أوركسترا البحرين الفيلهارمونية بقيادة الدكتور مبارك نجم تكريمًا لرمز الأغنية البحرينية والخليجية الراحل علي بحر، بمشاركة نخبة من الفنانين البحرينيين، الذين أعادوا بصوتهم وأدائهم ذكريات الأغنيات التي شكّلت وجدان جيلٍ كامل. ونظراً للإقبال الجماهيري الكبير، أُقيمت أمسية إضافية لهذا الحفل تأكيداً للشعبية الواسعة لهذا الإرث