مواطنون: الجمعيات والتوفير الشخصي بدلاً من الاقتراض لسفرة الصيف
سماهر سيف اليزل
كلفة السفر العائلي لأسرة من 5 أفراد تصل إلى 3500 دينار
أكد عدد من المواطنين أهمية السفر خلال الإجازة الصيفية وقضاء وقت برفقة الأسرة مهما تطلب الأمر، مؤكدين أنهم «لا يبخلون على أنفسهم» برحلة استجمام تنسيهم عناء عمل طوال السنة، مشيرين إلى زيادة الوعي لدى الأسر بأهمية الترتيب المسبق والتخطيط لسفرة الصيف ، من الناحية المالية والوجهة المناسبة بحسب القدرات المالية والاهتمامات العائلية.
واتجهت الكثير من العوائل هذا العام إلى «الجمعيات» والتوفير الشخصي من أجل الحصول على تكاليف السفر ، وتجنب القروض، فيما نصح خبراء اقتصاديون الأسر بأهمية وضع ميزانية واضحة ومسبقة للسفر لتجنب الدخول في مأزق مادي طوال السنة.
وفي هذا السياق، لفت خبير اقتصادي إلى ضرورة وضع التكاليف العالية للسفر نصب الأعين ووضع ميزانية مسبقة للسفر تجنباً للدخول في مشاكل مادية خلال باقي السنة ، في حين أوضحت وكالات السفر والسياحة أن أسعار السفر لأسرة مكونة من 5 أفراد تبدأ من 1300 دينار وتصل إلى 3500 دينار . وقالت المواطنة ريان سيف إن السفر خلال عطلة الصيف ولو لفترة وجيزة أمر مهم ويعتبر من الأمور الضرورية، حيث إن العائلة تحتاج أن تقضي وقتاً ممتعاً خارج روتين الحياة الدراسية والعملية الذي يستمر لباقي السنة، وتعد فترة الصيف الفترة الأنسب لذلك.
وأشارت إلى أن هناك وعياً لدى الأسر البحرينية حول أهمية التخطيط المسبق «لسفرة الصيف» ، وأن اللجوء إلى الاقتراض من أجل السفر قل بشكل واضح، مشيرة إلى أنها دخلت «جمعية» لتوفر تكاليف سفرتها إلى أبو ظبي مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد.
من جانبه قال أحمد مصطفى، إنه اتبع سياسة التوفير الشهري مع زوجته، حيث كانا يقتصان مبلغاً معيناً من راتبهما بشكل شهري ليستطيعا السفر خلال عطلة الصيف مع أطفالهما، الأمر الذي سهل عليهما إدارة مصاريفهما، ومعرفة الوجهات المتناسبة مع ميزانيتهما، مؤكداً أن هذه السياسة باتت متبعة بين أوساط الأسر البحرينية كبديل للاقتراض من أجل السفر، مشيراً إلى أن فوائد سفرة الصيف العائلية كبيرة وتستحق أن يتم التفكير فيها والتخطيط لها.
من جهته قال الخبير الاقتصادي ناظم الصالح «دون شك أصبحت تكاليف السفر باهظة في هذا الوقت خصوصاً مع ارتفاع أسعار التذاكر على كافة خطوط الطيران ولو أخذنا على سبيل المثال السفر إلى إحدى دول مجلس التعاون فإن أسعار التذاكر لهذه الدول ارتفع إلى أكثر من الضعف قياساً لعامين أو ثلاثة أعوام سابقة، فما بالك بأسعار التذاكر إلى دول أوروبا أو آسيا ، هذا إضافة إلى مصاريف الأسرة للسكن والمأكل والمشرب وأيضاً ما تصرفه الأسرة على زيارة الأماكن السياحية والمشتريات وإلى آخره من مصاريف غير منظورة وأخذاً في الاعتبار أيضاً نسب التضخم العالية في هذه الدول. وبالتالي فإن التكاليف تكون عالية جداً وهذا يتطلب ممن يرغب في السفر إلى الخارج أن يجعل هذه الأمور نصب عينيه ويضع ميزانية مسبقة لذلك لكي لا يفاجأ بعد ذلك بعدم قدرته على تحمل ذلك الإنفاق ومن ثم تبرز له مشاكل مع المصارف أو المؤسسات المالية والشركات المقدمة للتسهيلات الائتمانية.
وأضاف، يجب تجنب الاقتراض من أجل السفر وهذا أفضل قرار قد يتخذه المسافر، ودون شك الأسر الراغبة في السفر تختلف مستوياتها من حيث الدخل ولكن في الأحوال كلها يجب التحسب للاحتمالات كلها، وعلينا أن ندرك أن هذه المصروفات سيكون لها تداعيات على ميزانية العام وقد تضطر الأسرة إذا لم يتم تقدير الأمور بدقة وعقلانية أن يتم التضحية بالأهم على المهم إن كان السفر مهماً، وأخيراً. إذا كان لا بد من السفر وخصوصاً بالنسبة للأسر الميسورة فلنشجع السياحة الداخلية وتوفير تلك المصاريف قدر المكان. وقال مدير المبيعات في شركة المرشد للسفر والسياحة باسم الشاعر أن هناك ارتفاعاً ملاحظاً في نسب السفرات العائلية مقارنة بالسنة الماضية، وأوضح أن أقل تكلفة للسفر خلال عطلة الصيف لأسرة مكونة من خمسة أفراد تكون في حدود 1300 دينار، بينما تبلغ أعلى تكلفة 3500 دينار، وبين أن أبرز وجهات السفر العائلي هذه السنة كانت إلى أبو ظبي «جزيرة ياس» ، تايلند ، تركيا ومصر، وكانت ذروة السفر العائلي الصيفي للعام الحالي من نهاية شهر يونيو إلى شهر أغسطس.
من جانبه أكد مدير سفريات النصر طارق الدرازي، أن نسبة السفر العائلي زادت عن السنة الماضية، لافتاً إلى أن هناك إقبالاً على الوجهات الدينية حيث تقدمت على الوجهات السياحية ، وحول تكاليف تذاكر السفر قال إن التكاليف ارتفعت عن السنوات الماضية بحكم زيادة الطلب، حيث تكلف أقل رحلة لمدة أسبوع حوالي 290 للفرد، وتكلف أغلاها حوالي 370 ديناراً للفرد ، مشيراً إلى أن الوجهة الأولى كانت تركيا، تليها أذربيجان، ثم تايلاند وسيريلانكا.
ولفت الدرازي إلى أن العوائل اتجهت إلى «الجمعيات» والتوفير الشخصي من أجل الحصول على تكاليف السفر ، وتجنب القروض.