ميثاقنا.. نعم
د. فوزية يوسف الجيب
نعم ونعم ونعم.. قالها أبناء الوطن لميثاق العمل الوطني، عندما صوت شعب البحرين الوفي على الميثاق بما نسبته 98.4% في العام 2001م، في محطة تاريخية خُطت بأحرف من ذهب وسجّلت بكلمات من نور لتبقى وثيقة خالدة على مر العصور.
ميثاقنا، ميثاق العمل الوطني، ميثاق الولاء والانتماء للوطن وقيادته، ووثيقةَ التقدم الشامل، التي جاءت بمبادرة ومباركة سامية من لدن القائد الحكيم، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، إيذاناً بمرحلة وطنية تحدث تغييراً مهماً في تاريخ مملكة البحرين، وليصبح الميثاق خارطة طريق ومرجعية ومنارة تقتدي بها الأجيال القادمة.
إن الذكرى الثالثة والعشرين لإقرار ميثاق العمل الوطني، تُجدد يوماً أغر من أيام البحرين الغالية، عندما التف شعب البحرين حول قائد مسيرة التقدم وراعي النهضة الشاملة جلالة الملك المعظم أيده الله، لتأكيد العهد والولاء والانتماء الوطني، وتعود الذكرى السنوية للميثاق لتكون مناسبة لتجديد العهد والولاء لصاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
ودائماً نؤكد أن ميثاقنا الذي نفخر ونعتز به هو أحد أهم ثمار النهج التنموي والحكمة السامية والرؤية الثاقبة لجلالة الملك المعظم رعاه الله، والذي يعتبر تجسيداً وانطلاقة حققت نقلة نوعية غير مسبوقة في كل المجالات، وساهمت في تعزيز العمل الوطني والديمقراطي للنهوض بمسيرة التقدم والازدهار، والنهضة الشاملة، التي تنعم بها مملكة البحرين.
لقد لبى ميثاق العمل الوطني تطلعات شعب طموحٍ، يحب قيادته ويتميز بالولاء لوطنه ويبذل الغالي والنفيس من أجل رفعته ونمائه، وفق نهج وثيق تسير عليه جميع الأجيال، ويهتدي به فريق البحرين المتلاحم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
ميثاقنا، هو اللبنة الأساسية في جميع مراحل التطور التي يشهدها الوطن الغالي في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم أيده الله، وجسّد القاعدة الرصينة للمشروع الإصلاحي والتنموي لجلالته أيده الله، وعزز مكانة البحرين خليجياً ودولياً، ومهّد الطريق للمسيرة الديمقراطية التي أرسى قواعدها جلالة الملك المعظم، لنكون في عهد، نعيش فيه أجمل الأيام، حيث نشهد تكامل العمل بين مؤسسات الدولة، والتعاون المثمر والبناء في دولة القانون والمؤسسات، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ومما يبعث على الفخر والاعتزاز في ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني، ما وصلت إليه المرأة البحرينية من مكانة مرموقة، وحضور وطني فاعل ومؤثر في شتى مجالات العمل الوطني، لتكون شريكاً أساسياً في إثراء المنجزات الحضارية للمسيرة التنموية الشاملة والانتقال من مرحلة التمكين والنهوض إلى مستوى التقدم في كافة المجالات، بفضل الداعم الأول للمرأة البحرينية جلالة الملك المعظم، ووفق ما أولته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، من حرص واهتمام، ساهم في نهوض المرأة، وعزز مشاركتها في الحياة السياسية.
ونستكمل ثمرات الميثاق، برعاية متميزة للشباب والناشئة، وذوي العزيمة أصحاب القدرات الخاصة، وحماية حقوق المسنين، وكفالة الحق لكل مواطن ومقيم في الرعاية الصحية، وتحقيق الضمان الاجتماعي، وتعزيز الموارد الاقتصادية، وتحقيق التوازن المالي، وتنويع مصادر الدخل بناء على رؤية البحرين 2030.
ختامًا، أرفع خالص التهاني وأصدق التبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وإلى سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل المعظّم، وإلى شعب البحرين الكريم بمناسبة احتفال مملكة البحرين بالذكرى الثالثة والعشرين على إقرار ميثاق العمل الوطني، وكل عام ومملكة البحرين وقيادتها الحكيمة، وشعبها الوفي بخير وعزٍ ورفعة.