نيابةً عن جلالة الملك المعظم .. ولي العهد رئيس الوزراء يلقي كلمة البحرين خلال أعمال القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي
نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في أعمال القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل بمملكة بلجيكا، بمشاركة عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي.
ونيابةً عن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ألقى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله كلمة مملكة البحرين في أعمال القمة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو والمعالي،
يشرفني أن أشارك نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، في هذه القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
تمثل هذه القمة محطة تاريخية في علاقاتنا، فهي ليست مجرد اجتماع بين الدول، بل تقارب في تطلعاتنا المشتركة نحو الاستقرار والسلام والازدهار العالمي.
نجتمع اليوم، في لحظة مفصلية في تاريخنا، حيث نجد أن أهدافنا وقيمنا المشتركة تواجه تحديات كبيرة. لقد حدثت تحولات جذرية في النظام الجيوسياسي ونتيجة لذلك تأثرت مناطقنا بصراعات شديدة، وما يترتب عليها من أزمات إنسانية.
أصحاب السمو والمعالي،
تأسس كل من مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على مبادئ التعاون، ورؤية مشتركة لتعزيز الأمن، والاقتصاد، والازدهار، والوحدة الإقليمية.
وفي هذا السياق، يجب علينا أن نضمن أن تؤدي جهودنا إلى شراكات أقوى وأعمق بين الدول المتوافقة في الرؤى والمبادئ في مختلف أنحاء العالم.
وهذا الأمر ضروري للغاية في هذه اللحظة التاريخية.
فالأزمات التي نواجهها اليوم أكثر تعقيداً وارتباطاً عن تلك التي واجهناها عندما تم إنشاء النظام العالمي المتعدد الأطراف الحالي قبل ثمانين عاماً.
في أوروبا، تتواصل مشاهد المعاناة الواسعة الناجمة عن استمرار الصراع المستعصي في أوكرانيا. وفي الشرق الأوسط، تستمر الأحداث الكارثية التي تتطلب اهتمامنا العاجل وتحركنا الفوري. تكلفة هذه الصراعات مروعة على الصعيد الإنساني، ومع كل لحظة تأخير، تتعمق هذه الأزمات وتنتشر، مهددةً الاستقرار الإقليمي ورفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم.
في الشرق الأوسط، يجب أن نرى التنفيذ العاجل للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، واعتماد طريق لا رجعة فيه نحو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وهو ما أكدناه سابقاً ونجدد تأكيده اليوم. كما أنه من الضروري إيقاف عجلة التصعيد الحالية في المنطقة، وتجنب صراع إقليمي أوسع. وبالمثل، في أوروبا، يجب أن نرى نهاية للعدوان وتحقيق سلام عادل ودائم.
الآن هو الوقت للعمل معاً لبناء إطار أكثر مرونة يمكنه التعامل مع هذه التحديات المتطورة وضمان الأمن والاستقرار والازدهار طويل الأمد الذي تستحقه جميع الدول.
الآن هو الوقت لإجراء إصلاحات شاملة مدعومة بالإجماع في جميع مؤسساتنا العالمية بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لضمان استجابتها للتحديات العالمية المتغيرة بواقعية التي تحدث الآن.
ومن منطلق روح الشراكة الدولية، دعا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وتحث مملكة البحرين جميع الدول على الانضمام إلى هذه المبادرة الحيوية، التي تهدف إلى تعزيز الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
معاً يمكننا تحقيق ما لا يمكن أن تحققه كل دولة لوحدها.
أصحاب السمو والمعالي،
لقد حقق مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي تقدماً كبيراً في توسيع الروابط التجارية في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي الآن أكبر كتلة تجارية لمجلس التعاون الخليجي، وهو دليل على قوة علاقتنا.
على الصعيد الاقتصادي، نحن ملتزمون بتعزيز المناقشات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتي ستعمق الروابط التجارية والاستثمارية بشكل أكبر، وتفتح الإمكانات الهائلة التي توفرها التحولات الخضراء والرقمية.
وفي مجال الأمن، يتحد الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في التزامنا ببناء شراكة استراتيجية ترفع من مستوى تعاوننا إلى آفاق جديدة، ونرحب بالحوار الأمني الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، الذي أُطلق هذا العام في الرياض.
بينما يواجه العالم أيضاً التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ، وزيادة الحواجز التجارية، والتكنولوجية الرقمية الصاعدة والمتطورة بسرعة، هناك حاجة إلى الالتزام بجهد دولي منسق لتوجيه الموارد وتأسيس آليات الحوكمة لتحقيق تأثير مستدام وذو فاعلية.
الطريق أمامنا لا يخلو من العقبات، ولكن من خلال العمل معاً وتعزيز الشراكات الحالية فإننا سنبني مستقبلاً يتميز بالسلام والازدهار ونحقق معاً الهدف المشترك.
شكراً لكم.
وخلال أعمال القمة ألقى عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي كلمات أكدوا فيها حرص بلادهم على تعزيز التعاون وزيادة آفاق التنسيق بما يخدم المصالح المشتركة على صعيد الأمن والاستقرار وتحقيق محددات التنمية.