هجرة جماعية لسكان مجمّع 324 بالجفير وانخفاض أسعار الشقق ٪30 – الوطن

أيمن شكل
3 سنوات من المعاناة عاشها ويعيشها حتى اليوم، سكان وزوار مجمّع 324 بمنطقة الفاتح أو الجفير الجديدة، بسبب أعمال الصرف الصحي ورصف الشوارع التي لا تنتهي، ما تأتّى عن هجرة جماعية لسكان المجمّع وانخفاض أسعار الشقق 30%.
المشكلة تحدث عنها مجموعة من السكان ومدراء اتحادات ملاّك البنايات ومسؤولي فنادق، وأجمعوا على أن المنطقة أصبحت طاردة للمستأجرين والمستثمرين وتسبّبت مشكلة الازدحامات وعدم التخطيط في انخفاض أسعار العقارات بنسبة تجاوزت 30% بحسب ما ذكره مسؤول مكتب عقاري.
لا تخطيط للمنطقة قبل إنشائها
وأكد المحامي محمد الشرعبي والذي يمتلك شقة سكنية ومكتباً في إحدى بنايات المنطقة، أن أعمال الصرف الصحي للمنطقة بدأت قبل 3 سنوات ومازالت قيد العمل وتتوسّع في المجمّع دون معرفة موعد الانتهاء منها، مشيراً إلى أنه يفكر جدّياً ببيع الشقتين والخروج إلى منطقة أخرى لأن المستقبل لا يبشر.
وقال الشرعبي: «هذه المنطقة نتاج ردم البحر وتُصنّف كمنطقة سياحية، وبعد أن تمّ الاستثمار فيها وتشييد عشرات البنايات والفنادق، تقرّر العمل على شبكة الصرف الصحي»، وتساءل.. ألم يكن من الأجدر الانتهاء من البنية التحتية قبل ذلك؟
مجمّع سكني سياحي بدون حديقة واحدة
معين شرفي هو مدير شركة عقارية مسؤولة عن اتحادات الملاّك لمجموعة بنايات بالمجمّع، يؤكد أن نسبة كبيرة من السكان والمستثمرين في العقارات بالمنطقة لديهم رغبة في الهروب من جحيم التخطيط غير المدروس لأعمال الرصف للشوارع، حيث لا توجد مساحات خضراء أو حدائق في المنطقة تماماً، بل إنها عبارة عن كتل إسمنتية ملاصقة لبعضها بعضاً.
ولفت شرفي إلى أن معظم سكان الشقق لديهم عزوف عن دفع رسوم الصيانة بسبب اليأس من انتهاء أعمال الصرف الصحي والرصف المتواصل لسنوات ثلاث، وهو ما أثّر على جودة البنايات وأسعار الشقق فيها وانخفاض أسعار الإيجارات لنسبة تجاوزت 30%، وقال: «المستأجر الذي ينتهي عقده لا يجدّده ويهرب مسرعاً من المنطقة».
الشوارع ضيّقة ولا مواقف جانبية
مشكلة أخرى أشار إليها أحمد المسؤول في شركة عقارية متسائلاً: «كيف تمّت الموافقة على تخطيط الشوارع الحالية؟ حيث باتت حارة واحدة لكل اتجاه، دون عمل حساب لمواقف السيارات على الجانبين، وهو ما تسبّب في مشكلة مرورية لا حل لها، وأصبح الدخول أو الخروج من المنطقة هو المستحيل الرابع لكل القاطنين والزوار».
وقال أحمد: «تخيّل بناية تحتوي على 120 شقة يأتي لبعض سكانها ضيوف أو تتلقى خدمات توصيل، ولا توجد مواقف مؤقتة لمن يفكر الحضور إليهم، ثم يأتي تخطيط الشارع بدون أي منافذ طوارئ، وهو ما سبّب مشكلة كبيرة في توقّف سيارة إسعاف لمدة طويلة بسبب ازدحام الشارع والوقوف الخاطئ لأحد الأشخاص».
وأضاف: «قبل أسبوعين سقطت سيارة في حفرة بعد أن حاول سائقها إيجاد موقف، وتمّ التواصل مع الدفاع المدني لإخراجها، وتجمّدت حركة المرور لساعات حتى تمّ حل المشكلة، واليوم بعد أن كان متوسط سعر الشقة في المنطقة 70 ألف دينار، انخفض السعر إلى 45 ألفاً بسبب الصرف الصحي الذي لا ينتهي وتخطيط الأرصفة الذي لا يخدم منطقة مصنّفة سياحية».
الفنادق تعاني عزوف الزبائن
وتعقيباً على تصنيف المنطقة وما تحتويه من مجموعة كبيرة من الفنادق، أوضح أحد المسؤولين بفندق في المنطقة أن الوضع بات مؤسفاً بالنسبة للإشغال الفندقي، ولا يرغب أي من الزبائن في العودة لتجربة السكن مرة أخرى بسبب مشكلة الازدحام المروري والذي يستلزم أكثر من نصف ساعة للخروج أو الدخول للمنطقة.
وقال: «على الرغم من وجود مواقف في الفنادق إلا أن زحمة الشوارع وأعمال الصرف الصحي المستمرة منذ سنوات، تسبّبت في خسائر كبيرة لنا ولا نعلم موعداً لانتهائها».
«الأشغال»: %80 نسبة الإنجاز
وتوجهنا إلى النائب حسن بوخماس الذي أشار إلى توجيهه سؤالاً لوزير الأشغال بشأن مشكلة المجمّع ومواعيد انتهاء أعمال البنية التحتية والصرف الصحي فيه، حيث جاءت الإجابة بأن الوزارة تعمل على استكمال توصيل العقارات في الدائرة الرابعة من محافظة العاصمة بشبكة الصرف الصحي، وفق برنامج المشاريع المُعدّ مسبقاً وال بعدة معايير، منها نسبة العقارات المعمَّرة بالمنطقة والجاهزية الفنية لإنشاء الشبكة، وتوفير متطلبات الجهات الخدمية.
وأكدت وزارة الأشغال أن مشروع إنشاء شبكة الصرف الصحي بمجمّع 324 في منطقة الجفير يشمل خدمة 112 عقاراً إضافة إلى تطوير عدد من الطرق بالمجمّع ومنها شارع 12، وتشتمل أعمال التطوير على رصف الطرق وتوفير أرصفة جانبية للمشاة ومسارات للدرجات الهوائية وتوفير مواقف للسيارات والتشجير، وقالت الوزارة إن نسبة الإنجاز قد بلغت 80%، علماً بأن كلفة المشروع تبلغ 3,4 مليون دينار.
أمانة العاصمة: زرنا المنطقة ونقدّر حجم الإزعاج
بدورها، أكدت عضو مجلس أمانة العاصمة خلود القطان أن المجلس قد أجرى أكثر من زيارة تفقّدية للمنطقة تمّ خلالها الاطّلاع على الوضع، وقالت: «نلتمس العذر للسكان ونقدّر حجم الإزعاج والمعاناة التي يتحمّلونها، لأن المشروع بالفعل استغرق وقتاً طويلاً، وقمنا بالتواصل مع وزارة الأشغال لحث المقاول على الانتهاء من المشروع بأسرع وقت ممكن، وإن شاء الله يتمّ حلّ المشكلة قريباً».