في خطوة استراتيجية نحو تعزيز تطوير الخدمات الصحية، بما يواكب آخر التطورات الطبية العالمية، أطلقت وزارة الصحة في مملكة البحرين، بالشراكة مع المركز الدولي للأمراض الوراثية بكلية الطب في جامعة هارفارد، برنامجًا متقدمًا للتدريب الاكلينيكي حول إعادة نتائج الفحوصات الجينية؛ بمشاركة مختلف التخصصات الطبية ومؤسسات الرعاية الصحية في مملكة البحرين، والذي يأتي ضمن إطار دعم تنفيذ برنامج الجينوم البحريني من خلال بهدف تعزيز بناء قدرات الكوادر الطبية الوطنية وتزويدها بأحدث المعلومات وأفضل الممارسات العالمية ضمن إطار دعم تنفيذ برنامج الجينوم الوطني الأدوات والمعرفة اللازمة لتقديم المشورة الطبية حول نتائج الجينوم.
وبهذه المناسبة، أكدت د. جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة، حرص مملكة البحرين على مواصلة تعزيز دعائم القطاع الصحي وتحسين جودة الرعاية الصحية من خلال مواصلة تطوير الخدمات العلاجية والتشخيصية في مجال الطب الدقيق والجينوم بما يواكب آخر التطورات الطبية العالمية، وبما يدعم أهداف المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مشيرة على الأهمية البالغة لهذا النوع من التدريب المتخصص في مجال إعادة نتائج الفحوصات الجينية، مشيرةً إلى أن وأثره في تعزيز تمكين قدرات القوى العاملة الوطنية في القطاع الصحي يُعد عنصرًا مهمًا بما يدعم لتحقيق الاستفادة الكاملة المُثلى من مجال إمكانات الطب الجيني في تحسين جودة الرعاية الصحية.، بما ينسجم مع أهداف القطاع الصحي بمملكة البحرين في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال تبني أحدث الابتكارات العلمية والتقنيات المتقدمة، وذلك امتثالاً للتوجيهات السديدة والمتابعة الحثيثة من لدن القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق، أشارت د. لولوة شويطر وكيل وزارة الصحة إلى أن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة نحو تطبيق الطب الدقيق، لافتةً إلى أنه من خلال استمرارية تطوير مهارات الأطباء وبناء قدراتهم في تحليل وإعادة النتائج الجينية بمهنية ووضوح، بما يدعم يتُحقيق الأهداف الأساسية لبرنامج الجينوم البحريني، ويُرسخ أسس الممارسة الطبية المستقبلية.
ومن جانبه، أكد البروفيسور علي رضا حقيقي، الرئيس التنفيذي ومدير المركز الدولي للأمراض الوراثية بكلية الطب في جامعة هارفارد، الباحث الرئيسي في برنامج الجينوم البحريني، على أهمية هذا التعاون، موضحًا أن إعادة نتائج الفحوصات الجينية تمثل جانبًا محوريًا في الطب الجيني، وعبر عن فخره بالعمل جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة في مملكة البحرين لتقديم تدريب طبي رفيع متخصص المستوى يمكّن الأطباء من أداء هذا الدور بمسؤولية وأخلاقيات عالية، وبما يضع صحة المريض على رأس الأولويات يستهدف الأطباء في مجال إعادة نتائج الفحوصات الجينية.
ومن جانبها، أضافت أمجاد غانم رئيس مختبرات الصحة العامة بأن برنامج الجينوم البحريني يعد مبادرة وطنية شاملة تقودها وزارة الصحة، وتغطي عدة محاور تشمل رسم خارطة البحرين الجينية والتطبيقات السريرية، ووضع السياسات، وبناء القدرات البشرية، وتطوير البنية التحتية للجينوم، وصولاً إلى ترسيخ مفهوم الطب الشخصي وتحقيق نتائج صحية ملموسة على مستوى الأفراد والمجتمع.
وقد شهد البرنامج التدريبي مشاركة متنوعة كوادر من مختلف التخصصات الصحية في مملكة البحرين، حيث ويتضمن البرنامج سلسلة من الجلسات العلمية التي يقدمها من تقديم نخبة من الخبراء العالميين في مجالات الجينوم حول عدد من ال، وتغطي محاور التدريب موضوعات المحورية، والتي من بينها أساسيات الفحوصات الجينية وتكاملها في الرعاية الصحية.
يذكر بأن مشروع الجينوم الوطني قد تم تدشينه في عام 2019، وعلى مرحلتين، اختصت الأولى بجمع العينات، فيما شملت المرحلة الثانية على تحليل ودراسة الطفرات الوراثية داخل المجتمع البحريني، وربطها بالأنماط الظاهرية، بالإضافة إلى إعداد التقارير الجينية الإكلينيكية للفرد والمجتمع.
وتعزيزاً لتمكين الكوادر الوطنية تم ابتعاث وفد وطني من أخصائيي مركز الجينوم الوطني إلى جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف نقل الخبرات العالمية إلى مملكة البحرين، حيث تلقى الطاقم البحريني تدريبات خاصة شملت أحدث طرق التسلسل الجيني، وتصنيف البيانات البيولوجية، والتحليل الإكلينيكي، وتحليل البيانات العلمية، إضافة إلى إدارة البيانات الجينية.