افتتح الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، صباح اليوم، أعمال المؤتمر الدولي الاول لإدارة الحدود والتكنولوجيا في الشرق الأوسط والذي تنظمه وزارة الداخلية بالتعاون مع الجمعية الدولية لإدارة الحدود والتكنولوجيا، بحضور عدد من كبار المسئولين ومشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في مجالات إنفاذ القانون، والجمارك، والهجرة والمنظمات الدولية وشركات التكنولوجيا الرائدة.

وبهذه المناسبة، ألقى وزير الداخلية، كلمة، جاء فيها:

يسعدني في هذا اليوم أن نشهد معاً افتتاح مؤتمر إدارة الحدود والتكنولوجيا، هذا الحدث النوعي المميز الذي يُعقد للمرة الأولى في مملكة البحرين، ليشكّل محطةً مضيئة في مسيرة التعاون الأمني والتقني الإقليمي والدولي، ومنصةً رائدة للحوار البنّاء وتبادل الرؤى والخبرات بين نخبةٍ من المسؤولين والخبراء والمختصين في مجال إدارة أمن الحدود والتقنيات الحديثة.

ويشرفني في هذا المقام أن أعبّر عن خالص الولاء وعظيم الامتنان لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم، حفظه اللّه ورعاه، قائد المسيرة التنموية الشاملة، ومُلهم نهضة البحرين الحديثة، وباني أسس دولتِها المتقدمة المزدهرة. فقد استطاع جلالته برؤاه الحكيمة وتوجيهاته السديدة أن يرسخ مكانة مملكة البحرين الدولية، وأن يجعل من الأمن والاستقرار ركيزةً للنهضة، ومن المواطن محورًا للتنمية والتقدم، ليظلّ الوطن في ظل قيادته الحكيمة عنوانًا للعطاء، ورمزًا للتماسك والابتكار والازدهار. كما أتشرف برفع أسمى معاني التقدير والاعتزاز إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه الذي يجسّد برؤيته الثاقبة وقيادته الرشيدة، نهج التطوير والتحديث في مختلف المجالات، وتصويب منظومة العمل الحكومي نحو التميّز والكفاءة والابتكار.

الحضور الكرام، إن انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف الجدية يعكس الاستجابة العملية لمواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في ظل التحوّلات التقنية الكبيرة، والتحديات الأمنية المستجدة، وكذلك المتغيرات التي تؤثر على أمن الحدود واستقرار المجتمعات. فمفهوم الأمن الحدودي لأي بلد لم يعد يقتصر على حماية الحدود بالمفهوم التقليدي (براً وبحراً وجواً)، بل يمكن ان نضيف له بُعد آخر وهو العالم الافتراضي والذي أصبح منفذاً يتم استغلاله للتأثير على أمن المجتمعات، من خلال التقنية الحديثة لتجاوز إجراءات أمن الحدود التقليدية والذي بات يشكل خطراً على الثوابت والقيم الوطنية الموروثة والنواحي الاقتصادية ومختلف نواحي الحياة وهو ما يدعو إلى أهمية تحديث التشريعات وتطوير إجراءات العمل المشترك لمواجهة ذلك.

الحضور الكرام، لقد أصبحت إدارة الحدود اليوم علما قائما على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، ونظم المراقبة الذكية، وحلول الأمن السيبراني المتقدمة، بما يمكّن الأجهزة المعنية من التحول إلى الاستجابة الاستباقية، ومن المتابعة إلى التنبؤ، ومن الرقابة التقليدية إلى الإدارة الذكية المتكاملة، وإن مستقبل إدارة الحدود يعتمد على تمكين الإنسان للجمع بين الابتكار والتطور التكنولوجي، فالتقنيات المتقدمة لا تكتمل فاعليتها إلا بكوادر مؤهلة بخبرات ميدانية عملية قادرة على استيعابها واستخدامها بكفاءة ومسؤولية.

وإن ما نواجهه اليوم من تحديات معقدة كالإرهاب العابر للحدود، والجريمة المنظمة، وغسل الأموال، والهجرة غير النظامية، وتهريب المواد المخدرة والمحظورة، وما يصاحبها من مخاطر سواء كانت رقمية وتهديدات سيبرانية، يفرض علينا العمل بروح الفريق الواحد بلا شك، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الوطنية والإقليمية وكذلك الدولية، وترسيخ مبادئ الشراكة والثقة المتبادلة في تبادل المعلومات والخبرات بشكل مستمر وفوري.

وفي هذا السياق، تأتي التجربة البحرينية التي نفخر بها في تطوير أنظمة المنافذ الحدودية، وتوظيف التقنيات الحديثة في إدارة حركة المسافرين والبضائع، لتمثل نموذجًا مميزاً في رفع كفاءة الأداء وتسهيل الإجراءات مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والسلامة.

وفي الختام أود أن أعبر عن جزيل الشكر والتقدير لكافة منتسبي الأجهزة المعنية بأمن الحدود، وذلك لما يقدمونه من جهود مخلصة في تنفيذ مسؤولياتهم الوطنية، والشكر موصول للرابطة الدولية لإدارة الحدود والتقنيات على جهودها الطيبة لإقامة هذا المؤتمر، كما أشكر جميع المساهمين والحضور على مشاركتهم الفاعلة، مع خالص التمنيات للجميع ولأعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح بإذن الله.

بعد ذلك، قام معالي وزير الداخلية بجولة في المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر، ويتضمن أحدث البرامج والتقنيات المختصة بتطوير أنظمة أمن الحدود وتحليل البيانات الخاصة بحركة المسافرين والتجارة ، مشيدا معاليه بما تضمنه المعرض من تقنيات متطورة تسهم في فتح آفاق واسعة نحو تعزيز استخدامها في مجال إدارة الحدود ويسهم في رفع كفاءة الأداء.

هذا، ويشارك في أعمال المؤتمر الدولي لإدارة الحدود والتكنولوجيا في الشرق الأوسط، ممثلو ما يزيد عن 22 دولة، بما يسهم في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات المتعلقة بخطط تعزيز التجارة الدولية وإدارة المخاطر، ويهدف المؤتمر إلى تطوير حركة التجارة والسفر، وإدارة الحدود المتكاملة، من خلال الاستخدام الأمثل للبيانات والهوية الرقمية، بالإضافة الى تطبيق الأنظمة والتقنيات الحديثة للتعاون بين القطاعات المختصة لتعزيز كفاءة وأمن عمليات الحدود، بالإضافة إلى متابعة أحدث التطورات وأفضل الممارسات والخبرات في هذا المجال، كما يتضمن المؤتمر، جلسات عمل يتحدث فيها المختصون والخبراء حول أهمية تطوير العمل في مجال تأمين الحدود، والاطلاع على التجارب الناجحة للدول المشاركة .

شاركها.