وزير المالية: الفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة أكثر بكثير من المخاوف – الوطن
الفالح: البحرين بوابة الخليج ومكملة لنقاط القوة بالسعودية وليست منافسة لها
زهراء حبيب
أكد وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، أن التحول الاقتصادي الذي شهدته السعودية كان له أثر إيجابي في كل دولة المنطقة، موضحاً أن الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة أكثر بكثير من المخاوف التي تنتاب البعض عند النظر إلى الشرق الأوسط.
من جهته، أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن البحرين بوابة الخليج وهي دائماً متقدمة على عصرها، مشيراً إلى أن قوة البحرين مكملة لنقاط القوة في السعودية، وليست منافسة لها.
وعن التوترات العالمية شدد الفالح على أن دول الخليج استطاعت دائماً الخروج من التوترات بصورة أقوى.فيما توقع وزير الاستثمار السابق في المملكة المتحدة لورد جيري كريمستون توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي بحلول نهاية هذا العام، أو في وقت قريب من العام المقبل، لافتاً إلى أن الشركات المستثمرة في المملكة المتحدة أكثر إنتاجية بنسبة 70% من نظيراتها المحلية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية في «منتدى بوابة الخليج 2024»، والتي تطرقت إلى أهمية مرونة وتنوع الاستثمارات في ظل واقع عالمي سريع التغير، حيث تعمل القوى الاقتصادية والطبيعية والتكنولوجيا والجيوسياسية على إعادة تشكيل الواقع الذي يفرض تحديات متعددة.
وخلال المنتدى، أكد وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة أن الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة أكثر بكثير من المخاوف التي تنتاب البعض عند النظر إلى الشرق الأوسط.
وقال: «بالفعل هنالك أزمات وتوترات على المستوى العالمي، وبالنظر إلى ما يحدث في منطقة الخليج، في ظل هذه الاضطرابات العالمية، فسيتم اكتشاف أن هنالك فرصاً كبيرة بالنسبة للشركات والمستثمرين على حد سواء».
وتطرق وزير المالية إلى التوقعات باستمرار النمو، رغم تلك الصعوبات المتفاوتة، التي تمر بها المنطقة، منوهاً إلى أن كل خمس سنوات أو عشر سنوات يجب علينا إعادة التفكير في أوجه الاستثمار.
ولفت إلى أن البحرين اعتمدت على اللؤلؤ في أوائل القرن العشرين، ثم تحولت إلى اقتصاد نفطي بعد عام 1932، ثم بدأت عملية تنويع الاقتصاد في السبعينيات، واليوم تمثل المصادر غير النفطية المتنوعة نحو 85% من الاقتصاد.
وأكد أن التحول الاقتصادي الذي شهدته المملكة العربية السعودية، التي تمثل 50% من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون، أدى إلى تحول إيجابي في كل دول مجلس التعاون، سواء كان في مجال السياحة أو الخدمات المالية أو التصنيع، أو الخدمات اللوجستية، فإن جميع الدول القريبة، وخاصة الدول الة داخل مجلس التعاون الخليجي باتحاد اقتصادي، تستفيد من النمو الاقتصادي في أي من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يوجد جهد مستمر للحد من الاحتكاكات التجارية على أساس يومي.
ولفت وزير المالية إلى الناتج المحلي الإجمالي الخليجي بلغ 2.3 ترليون دولار، وتشكل المملكة العربية السعودية أكثر من 50% منه، والإمارات العربية المتحدة 25%، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030، وإلى 6 تريليونان دولار بحلول عام 2050.
ومن جهته، هنأ وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح البحرين على الخطوات العظيمة التي تقوم بها رغم الصعوبات، مؤكداً أن البحرين دائماً كانت متقدمة على عصرها، وبوابة إلى الخليج، منوهاً إلى أن الثروة النفطية المتكشفة في المنطقة كانت للمرة الأولى في البحرين قبل 100 عام، ومن هناك اُكْتُشِف النفط في الدمام.
وقال: «ما هو جيد للبحرين، جيد للسعودية، ومن المؤكد أن ما هو جيد للسعودية، سيكون جيداً لبقية دول مجلس التعاون الخليجي»، مؤكداً أن قوة البحرين يجب أن تكون مكملة لنقاط القوة في المملكة العربية السعودية، بدلاً من أن تكون منافسة.
وعن التوترات القائمة على مستوى العالم، أوضح الفالح أنها ليست المرة الأولى التي نشهد فيها التوترات، ولكن دائماً استطاعت دول الخليج الخروج من هذه التوترات بصورة أقوى.
وأكد أن دول مجلس التعاون قادرة وملمة بكيفية التعامل مع الصعوبات على مدى عقود من الزمن.
وأضاف: «تصنيفاتنا الائتمانية ترتفع، وأسواق الأسهم في الخليج قوية، والبطالة تنخفض مستوياتها في مختلف أنحاء المنطقة، والتجارة البينية تتصاعد، والمزيد من التكامل يحدث داخل دول مجلس التعاون الخليجي».
وتابع: «نراهن على نقاط قوتنا، ويجب على كل دولة معرفة نقاط قوتها، وما هي الاتجاهات العالمية للاستثمار، وما هي الأمور التي تستطيع التميز فيها، على مستوى المستثمرين العالميين، سواء كانوا شركات أو سلاسل الإنتاج، فإن المنطقة هي الأكثر تنافسية على مستوى العالم، دون مبالغة».
واستطرد: «لدينا التكلفة الأكثر تنافسية في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ولدينا مستثمرون، ولدينا صندوق ثروة سيادية قوي للغاية، نتحدث عن صندوق الاستثمارات العامة، وصناديق الثروة السيادية الإماراتية والقطرية والكويتية ذات رأس المال المرتفع، والتي يمكنها الدخول في استثمارات مشتركة مع المستثمرين العالميين».
وأوضح أن دول الخليج تمثل سوقاً مشتركة، وعليه فإن التكامل داخل دول مجلس التعاون الخليجي مهم، ونأمل أن يحدث ذلك قريباً مع كافة دول الشرق الأوسط والعالم العربي، للاستفادة من النمو، والذي يحتاج إلى منطقة كبيرة في ظل عالم يضم الصين والهند وأوروبا والولايات المتحدة.
وعلى الصعيد ذاته، قال وزير الاستثمار السابق في المملكة المتحدة: «أعتقد شخصياً أن دول مجلس التعاون الخليجي لابد أن تحقق المزيد من التقدم في التكامل في مجالات معينة».
وفيما يخص الانتخابات الأمريكية والاستثمار، أكد أن المستثمرين سوف يتكيفون بسرعة، مع أي شخص يفوز في الانتخابات الأمريكية؛ لأنه في نهاية الأمر، التجارة هي شريان الحياة للاقتصادات، والاستثمار هو شريان الحياة للاقتصاديين، مشيراً إلى أن الشركات المستثمرة في المملكة المتحدة أكثر إنتاجية بنسبة 70% من نظيراتها المحلية.