وزير دفاع اليمن لـ«الوطن»: قادرون على تحرير صنعاء من الحوثيين حال توفر الدعم
وليد صبري
نسأل الله العون في رد جميل البحرين بالمستقبل
ميليشيات الحوثي فئة ضالة تزعم الحق الإلهي في الحكم والثروة
لولا إيران لما استطاع الحوثيون السيطرة على مناطق باليمن
الإرهاب الحوثي يهدد إمدادات النفط والطاقة والتجارة العالمية في باب المندب
رجال البحرين البواسل قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني والعروبي
أكد وزير الدفاع في جمهورية اليمن الفريق الركن محسن محمد الداعري أن «العلاقات بين مملكة البحرين والجمهورية اليمنية علاقات أخوية وتاريخية وطيدة واستراتيجية منذ عقود طويلة»، مشدداً على «الدور الكبير والمتميز للبحرين في دعم اليمن على مر التاريخ»، منوهاً إلى أن «قوة دفاع البحرين قدمت تضحيات كبيرة في دعم الشرعية باليمن»، مشيراً إلى أن «رجال البحرين البواسل قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني والعروبي»، مبيناً أنه «نسأل الله العون في رد جميل البحرين بالمستقبل».
وأضاف وزير الدفاع اليمني في أول حوار للصحافة البحرينية خصّ به صحيفة «الوطن» أن «المملكة العربية السعودية تقدم الدعم المادي والمعنوي والعسكري للحكومة الشرعية»، مؤكداً «حرص السعودية على تسوية سلمية لوقف الحرب وإقرار السلام باليمن».
وأوضح أن «الحكومة الشرعية في اليمن تدعو للسلام وتنبذ الحرب لكن في الوقت ذاته لا يمكن الاستسلام لابتزاز ميليشيات الحوثي»، موضحاً أن «الجيش اليمني قادر على تحرير صنعاء من تلك الميليشيات في حال توفر الدعم الكامل له»، كاشفاً أن «قوات الحكومة الشرعية تسيطر على قرابة 80% من الأراضي اليمنية»، مؤكداً أن «هناك ضغوطاً دولية توقف الحكومة الشرعية من تحرير صنعاء والحديدة، بالإضافة إلى أن ميليشيات الحوثي تخرق وقف إطلاق النار منذ بدء الهدنة في أبريل 2022».
وفيما يتعلق بالدور الإيراني في أزمة اليمن، أوضح الفريق الركن محسن الداعري أنه «لولا إيران لما استطاعت ميليشيات الحوثي السيطرة على مناطق باليمن»، مؤكداً أن «طهران ضلع أساسي في الصراعات والفتن وتأجيج التوتر بالمنطقة»، واصفاً ميليشيات الحوثي بأنها «فئة ضالة تزعم الحق الإلهي في الحكم والثروة»، لافتاً إلى أنها «تتلقى تدريباتها في مناطق متطرفة بقم وجنوب لبنان، كما أن تلك الميليشيات اعتادت على أن تنتهك حقوق الأطفال وتعذب السيدات في السجون، واليمنيون مغلوب على أمرهم في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم».
ونوه وزير دفاع اليمن إلى «تحذير الحكومة الشرعية للمجتمع الدولي من خطورة سيطرة الحوثي على باب المندب»، مؤكداً أن «الإرهاب الحوثي يهدد إمدادات النفط والطاقة والتجارة العالمية في باب المندب»، محذراً من أن «كرة اللهب الحوثي سوف تذهب لأبعد من اليمن وخطرها الإرهابي على العالم أجمع»، مشيراً إلى أنه «حان الوقت لكي تصنف القوى العظمى ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب». وإلى نص الحوار:
هل لنا أن نتطرّق إلى علاقات البحرين واليمن ودعم المملكة للحكومة الشرعية؟
نتشرّف بزيارتنا لمملكة البحرين التي تجمعها بالجمهورية اليمنية علاقات أخوية وتاريخية وطيدة واستراتيجية منذ عقود طويلة، ونحن فخورون أن نكون اليوم بين إخواننا البحرينيين في بلدنا الثاني، وقد حظينا باستضافة طيبة، ونتمنى أن تستمر هذه العلاقات الوطيدة في ظل الترابط والتعاون على كافة المستويات وعلى مختلف الأصعدة خاصة، ونحن ندرك تماماً أن قيادة مملكة البحرين هي قيادة رشيدة وحكيمة، وما استضافة البحرين لكبرى الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات لاسيما منتدى «حوار المنامة» إلا دليل قوي على أن مملكة البحرين تلعب دوراً كبيراً في المنطقة، ونحن نكنّ كل التقدير والاحترام لمملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً، فقد كان لمملكة البحرين دور متميز وكبير خلال المرحلة الماضية ليس في الحرب فقط ولكن ما قبل الحرب أيضاً، خاصة في مسألة دعم العلاقات بين البلدين الشقيقين، وكانت لديها مشاركة فعالة وكبيرة في المبادرة الخليجية التي وُقّعت في عام 2011 بين الشركاء في اليمن، وقد كان لرأيها السديد مكانتها في اليمن، وكذلك دورها الذي لا ينسى.
كيف تنظرون إلى مشاركة قوة دفاع البحرين ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن واستشهاد جنود بحرينيين خلال الدفاع عن الحدود الجنوبية للسعودية؟
قوة دفاع البحرين قوة فعالة ومشاركة بكل فاعلية ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن منذ انضمامها منذ اللحظة الأولى لإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، وعناصر قوة الواجب قدمت تضحيات كبيرة في اليمن، دماء، وشهداء، وأرواح صعدت إلى بارئها، لن ننسى لمملكة البحرين هذا الدور التاريخي من جميع النواحي سواء من ناحية المشاركة أو الدعم أو المشاركة في ميادين القتال والتدريب والدعم اللوجيستي، وكان آخر تلك المواقف البطولية لقوة دفاع البحرين، في سبتمبر الماضي، حيث أعلن عن استشهاد وإصابة عدد من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين خلال تأديتهم للواجب الوطني والعروبي للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، حيث جرى ذلك العمل العدائي الغادر بقيام ميليشيا الحوثي بإرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة رغم توقف العمليات العسكرية في اليمن والبقاء في وضع يمكن تسميته هدنة غير معلنة، لكن هذه الفترة هي الأخطر على الإطلاق نتيجة توقف العمليات العسكرية بسبب هذه الهدنة والتزم التحالف والجيش اليمني بالتوقف عن إطلاق النار لكن الحوثيين لا أمان من مكرهم، وبالتالي فقد استغلوا الهدنة ووقف إطلاق النار ونفذوا عدة عمليات منها تلك العملية الغادرة التي راح ضحيتها شهداء من رجال البحرين البواسل الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني والعروبي والأخوي، ونحن نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلات الشهداء الأبطال ومملكة البحرين قيادة وشعباً، سائلين الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء، والصديقين، والأبرار، وأن يلهم ذويهم، الصبر، والسلوان، وأن يمن الله تعالى بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وهذا دائماً عهدنا بأبناء البحرين في تقديم التضحيات الكبيرة نصرة للحق والخير والعدل، ونسأل الله أن يعيننا على رد هذا الجميل لمملكة البحرين في المستقبل.
ماذا يمثل لكم الدور السعودي في دعم الشرعية في اليمن؟
العلاقات السعودية اليمنية هي علاقات ترتقي إلى مستوى الشراكة الدائمة والمتميزة وهي الجار الأكبر والشريك الفعال، والداعم الأساسي لأشقائهم في اليمن، ولم نشعر في يوم من الأيام أننا بعيدون عن المملكة العربية السعودية، أو العكس، فدائماً دورها قوي وفعال طوال الفترات السابقة وما إن مر اليمن بهذا المنعطف والتحول منذ 2011 إلا ووجدنا وقوف الشقيقة الكبرى إلى جانب اليمن، وبعد ذلك مع انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية وبدء الاضطرابات، كانت المملكة العربية السعودية سباقة في نصرة الشرعية واتخذت ذلك الموقف العروبي الشجاع بتأسيس تحالف دعم الشرعية في اليمن نصرة للحق والشرعية والدولة اليمنية وقدمت كامل الدعم اللوجيستي والمادي والمعنوي والعسكري، لإيقاف تمرد الحوثيين في الأماكن والمناطق التي كانت تحاول أن تجتاحها وتحرير مناطق واسعة كانت قد سيطرت عليها الميليشيات بالفعل بدعم لا محدود تقدمه إيران لتلك الميليشيات من أسلحة وعتاد وتدريب، وهذا كان منذ وقت مبكر، خاصة وأنها هي من أسستها من أجل زعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، ولذلك إيران ضلع أساسي في تأجيج التوتر والصراعات وإشعال فتيل الفتن والحرائق في أكثر من بلد وبقعة في المنطقة العربية، لهذا لا نستطيع أن نوفي الدول المشاركة في تحالف دعم الشرعية في اليمن حقوقها على ما قدموه منذ بدء التحالف، وقد توطدت العلاقات الطيبة بين أبناء الشعب اليمني وأبناء دول التحالف المقاتلين معنا بامتزاج الدماء الشريفة والطاهرة وستبقى إن شاء الله حتى تقوم الساعة.
هل لنا أن نتطرّق إلى الأوضاع العسكرية على الأرض فيما يخص الحرب؟ وهل الجيش اليمني مستمر في الضغط على الحوثيين؟
الجميع يدرك ما يحدث على الأرض، خاصة أنتم الإعلاميون، وما إن وصلت قوات الشرعية إلى مشارف العاصمة صنعاء، أو إلى إطراف مدينة الحديدة، حتى جاءت مبادرات السلام والضغوط الدولية لوقف زحف قواتنا إلى تلك المدن الاستراتيجية، والعكس من ذلك عندما تهاجم الميليشيات الحوثية المدن أو تجمعات النازحين وترتكب أبشع الجرائم لم نرَ أي ضغوط دولية عليهم، وبالتالي فهناك ازدواجية في المعايير وتواطؤ مع هذه الميليشيات الإرهابية، وبما أن القوات الشرعية تسيطر على قرابة 80% من أراضي الجمهورية اليمنية فتحتاج هذه القوات في الوقت الحالي بعد نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي واحتوائه لكافة التشكيلات المقاومة للمشروع الحوثي، إلى الدعم اللوجيستي وتوفير الإمكانيات اللازمة لها، وإذا ما حصل ذلك فسوف نستطيع أن نحرر العاصمة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة بالقوة لميليشيات الحوثي الإرهابية.
كيف تتعامل الميليشيات الحوثية مع سكان المناطق التي استولت عليها؟
لقد نزح معظم السكان من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي إلى المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك رغم أن الميليشيات تغلق كل المنافذ منعاً للقيادات والسكان من المغادرة حيث تضع نقاطاً أمنية مشددة تمنع المغادرة إلا بإذن منها، وبالتالي عدد كبير من السكان الذي بقي في أماكن سيطرة الحوثي هو مغلوب على أمره وبالتالي السكان الذين لم يتمكنوا من الفرار والنزوح يعتبرون في سجن كبير في ظل قمع وإرهاب وتعذيب واختطاف لكل الأصوات المخالفة لهم، حتى السيدات تعرضن للسجن والتعذيب، والأطفال تحت سن الـ15 عاماً تم تجنيدهم والزج بالآلاف منهم إلى جبهات القتال، أما الشريحة الأكبر مثل العسكريين وموظفي الدولة فقد أوقفت ميليشيات الحوثي معاشاتهم ويذوقون الأمرّين، خاصة وأنهم يجبرون أبناءهم على المشاركة في القتال ترغيباً وترهيباً، والسجون مكتظة وممتلئة بالشخصيات السياسية والمخالفين لهم في الرأي بما فيهم الصحفيون تلك الشريحة التي تحظر القوانين الدولية التعرض لهم أو سجنهم، وبالتالي الجميع يدرك أن الحوثيين لا يعترفون بأي قانون، ينتهكون الأعراف والتقاليد والقوانين والمواثيق المحلية والدولية خاصة مواثيق الأمم المتحدة وكل ما يدعو إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان لأنهم مجردون من الإنسانية. وبالتالي فالميليشيات الحوثية هي فئة متمردة ضالة كهنوتية تدعي الحق الإلهي في السلطة والثروة وتريد فرض ذلك على الشعب وهذا محال.
بماذا تفسرون خرق الميليشيات الحوثية للهدنة ورفضهم لمفاوضات السلام؟
قبل الحرب الأخيرة والتي هي من عام 2015 وحتى اليوم، خضنا معهم عدة حروب منذ بداية تمردهم في صعدة، ومن تجربتنا معهم أنهم لا يوفون بالعقود والعهود وقد وقعت عشرات الاتفاقات معهم إلا أنهم لا يوفون بعهد أو بميثاق، وقد أوقفت أكثر من حرب معهم على أمل أن نصل إلى تسوية معينة بحيث إن هذه الميليشيات تعود إلى جادة الصواب وتنظم حياتها ضمن المجتمع المدني والسياسي في البلاد، ولكن هم يرفضون ذلك ولا يقبلون بالآخر، أو بالتعددية الحزبية، أو التعددية السياسية ويرون أن كل شيء هو حق لهم، ويسيرون على نهج ولاية الفقيه في إيران، وبالتالي هناك صعوبة كبيرة في التعامل والتعايش معهم وخطرهم كبير على المنطقة برمتها.
ماذا عن انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان في اليمن؟
لا توجد نقطة مضيئة واحدة للحوثي في موضوع حقوق الإنسان، فهم يضربون عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات التي تدعو إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وبالتالي انتهكوا كافة الحقوق ابتداء بحقوق الطفل، بتجنيد الأطفال قسريا والزج بهم في محارق الموت، وفيما يتعلق بالتعليم فقد قاموا بتغيير المناهج التعليمية وصبغها بالطائفية والتحريض، وكذلك قاموا باعتقال عشرات السيدات والناشطات ورميهن خلف القضبان وتعذيبهن، وكذلك اختطاف وسجن الآلاف من البيوت والطرقات وتعذيب العشرات منهم حتى الموت، بالإضافة إلى تفجير المنازل ودور العبادة واستهداف مخيمات النازحين ونهب مرتبات موظفي الدولة والجبايات والإتاوات التي لم تتوقف بمسميات وادعاءات مختلفة.
هل تعتقدون أنه لولا دعم إيران و«حزب الله» وميليشيات طهران في المنطقة لما وصلوا إلى تلك المرحلة في السيطرة على مقدرات اليمن؟
ميليشيات الحوثي تأسست بدعم وفكر إيراني منذ البداية، وقد تم تأهيل وتدريب عناصرها في مناطق راديكالية متطرفة في قم وأماكن أخرى في إيران وكذلك في جنوب لبنان، وهم ضمن الأذرع الإيرانية المزعزعة لاستقرار المنطقة ومازالت الأسلحة والطيران المسيّر تُهرَّب إليهم وتتدفق بشكل كبير ومعها الخبراء والمدربون من الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فهم لا يعيشون إلا في ظل الحرب والفوضى وضمن مشروع إيراني توسعي يستهدف كل من يخالفه وقد رأينا صواريخهم استهدفت المدنيين في المملكة العربية السعودية وفي الإمارات العربية المتحدة، ولو يملكون القدرة أن ينفذوا لأبعد من ذلك فلن يترددوا.
هل ترون أنه يجب ممارسة ضغط من المجتمع الدولي على الحوثيين ومنع سيطرتهم على المناطق الحيوية خاصة مضيق باب المندب؟
نحن في السلطة الشرعية سواء من قبل، والآن، أثناء قيادة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، أو حالياً رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، حذّرنا ومازلنا نحذّر من الخطر الإيراني في دعم الحوثيين للسيطرة على مضيق باب المندب خاصة وأن إيران ضالعة في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم وتمارس أدواراً تخريبية، وللأسف المجتمع الدولي لم يعطِ اهتماماً لتحذيرات الحكومة الشرعية في اليمن من هذا الخطر الداهم، وربما كان الانتباه متأخراً لتلك التحذيرات، خاصة وأن هذه المنطقة تسيطر على خطوط إمداد الطاقة العالمية والملاحة البحرية خاصة في البحر الأحمر، والخوف من أن هذا الخطر الحوثي يمتد إلى الجزر الموجودة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ودائماً ما نردد أن ميليشيات الحوثيين ليست خطراً على اليمن والمنطقة فحسب بل على العالم أجمع نظراً لحساسية هذه الأماكن وسيطرتها على خطوط إمدادات الطاقة العالمية والملاحة البحرية، ولذلك نحن ندعو المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته لضمان أمن الملاحة وإمدادات الطاقة العالمية والنفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، نحن قدمنا عشرات الآلاف من الشهداء دفاعاً عن قضيتنا العادلة واستعادة الدولة وعودة الشرعية، وحذّرنا كثيراً من أن كرة اللهب الحوثية سوف تذهب إلى أبعد من اليمن وهو ما يتحقق الآن على أرض الواقع، صحيح أننا في الحكومة الشرعية ننشد السلام ونتطلّع إلى واقف دائم لإطلاق النار ونرغب في تحقيق الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن أن نستسلم لابتزازات الحوثيين، لذلك كان التنبيه والتحذير من خطر تلك الجماعة.
هل تعتقدون أنه حان الوقت كي يتم تصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب في أمريكا ودول غربية؟
كان يجب تصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب منذ وقت مبكر، سواء من أمريكا والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها، خاصة وأن تلك الميليشيات لها تخادم واضح مع التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثل تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة «داعش»، و«حزب الله» اللبناني، والميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، وبالتالي خطرها الإرهابي يعمّ المنطقة وكان يفترض من الأمس قبل اليوم أن تُصنّف ميليشيات الحوثيين على قوائم الإرهاب، لتجنيب المنطقة ويلاتها.
ما آخر التطورات بشأن مفاوضات السلام؟
نحن كعسكريين طوع القيادة السياسة، وما تُقرّه القيادة السياسية ننفذه، سواء بالاستمرار في الحرب، أو في الهدنة، أو وقف إطلاق النار، سواء أكان مؤقتاً أو دائماً، وبالتالي نحن تعاملنا مع الفترة من أبريل 2022 «أكثر من عام ونصف»، إلى اليوم على أنها فترة هدنة رغم أننا نخسر شخصيات قيادية وشهداء في الجبهة أو أسلحة ومعدات نتيجة خروقات الهدنة من الحوثيين، وكان آخر الضحايا، الشهداء من الشقيقة البحرين، ومن السعودية أيضاً، وفي الوقت ذاته، تحاول الشقيقة السعودية رأب الصدع وتقريب وجهات النظر حيث تسعى إلى رعاية السلام والاستقرار والأمن في اليمن، وبالتالي نحن نثمّن هذه الجهود من أشقائنا إلى أن نصل إلى نصر وسلام، خاصة وأن الحكومة الشرعية تنشد السلام والاستقرار أكثر من الآخرين، ولكننا مجبرون على الحرب لمواجهة اعتداءات تلك الميليشيات حتى لا تتحوّل إلى آفة إرهابية كبيرة تلتهم الأخضر واليابس، وبالتالي عبر صحيفة «الوطن» البحرينية نوجّه التحية والشكر والإجلال إلى الأشقاء في مملكة البحرين وفي المملكة العربية السعودية وكافة أشقائنا على جهودهم الكبيرة في دعم الشرعية، وسوف ينعم اليمن بالأمن والأمان والاستقرار والاتجاه نحو مسيرة التنمية التي تليق بها وبجيرانها.