غيّب الموت صفية علي محمد كانو، الشخصية البحرينية البارزة التي تركت بصمة خالدة في مجالي الفن والعمل الخيري، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع.
وُلدت صفية في العاصمة المنامة، ونشأت في كنف والديها اللذين غرسا فيها قيم العطاء والتفاني، وهي القيم التي تجلت في حياتها ومسيرتها الطويلة، مشاطرةً إياها مع أشقائها وشقيقاتها: أحمد، عبدالله، حمد، شريفة، فاطمة، سارة، فوزية، مريم، فريدة، وحنان.
مسيرة فنية ممتدة لأكثر من 35 عامًا
بدأت صفية رحلتها الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تجسدت تأملاتها وانطباعاتها عبر ريشتها وألوانها الزيتية. قدمت أول معرض لها بعنوان «انطباعات» بين عامي 1980 و1983، عكست فيه رؤيتها الفنية التي جمعت بين أساليب واتجاهات فنية متنوعة.
وفي ديسمبر 2015، أقامت معرض «انطباعات 2»، الذي استعرض تطورها الفني وإبداعها في محاكاة الطبيعة. كما كانت تخطط لإقامة معرض فني ثالث في العام المقبل، لتكمل مسيرتها الفنية المتميزة.
إرث خيري عظيم
كانت السيدة صفية رمزًا للعمل الخيري في البحرين، حيث ساهمت في تمويل ودعم العديد من المبادرات الإنسانية. من أبرز إسهاماتها:
وحدة صفية علي كانو في مستشفى المحرق.
جناح خليل بن إبراهيم كانو وجناح سلمان بن خليل كانو لرعاية كبار السن في مستشفى المحرق.
جناح عبدالله خليل كانو لأورام الأطفال في مجمع السلمانية الطبي.
مسجد صفية علي كانو في توبلي.
مركز صفية علي محمد كانو للفنون والحرف اليدوية في بوغزال.
مركز صفية للفنون والحرف اليدوية: رؤية تنموية
يُعد مركز صفية علي محمد كانو للفنون والحرف اليدوية نموذجًا لالتزامها بدعم المجتمع. أُنشئ المركز بتمويل كامل من السيدة صفية، مجسدًا رؤيتها الفنية وأهدافها التنموية بالتعاون مع مؤسسة البحرين ترست. يوفر المركز مساحات للورش، وموارد تدريبية، ودورات احترافية، مما يمكّن أصحاب المشاريع الصغيرة والمنزلية من تحقيق طموحاتهم وتطوير مهاراتهم.
تكريم وإنجازات
حصلت صفية على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في عامي 2001 و2012، تقديرًا لجهودها الخيرية في دعم قطاعات الشباب، المرأة، والطفولة.
كما نالت العديد من الأوسمة والشهادات التي تعكس تفانيها في خدمة المجتمع.
رحلت صفية علي محمد كانو، لكن إرثها الفني والخيري سيظل خالدًا في ذاكرة البحرين. مسيرتها التي امتدت لعقود تُعد نموذجًا للعطاء والإبداع، وستبقى أعمالها مصدر إلهام للأجيال القادمة.