وقف الشيخ عيسى بن علي لطريق السفن بالمحرق
جرت العادة أن يشترك الناس في كثير من المصالح والمنافع بأقدار مختلفة دون أن يختص أحد دون آخر؛ ومن أمثلة المنافع العامة الطرق والشوارع والحدائق والمنتزهات والمدارس والمشافي وغيرها.
ومن المعلوم أن شعب البحرين ارتبط قديماً بالبحر ارتباطاً وثيقاً بحكم أن البحر مصدر رزق في معاشه وهذا الارتباط جعل من البحرين بلداً يتميز بكثرة المراكب البحرية على اختلافها، عرفت هذه السفن عندهم بـ “الخشب”. وهذه المراكب بعد الانتهاء من صناعتها تحتاج إلى طريق سالك تدفع وتجر عليه من اليابسة إلى البحر، وكذلك العكس عند الإياب من عرض البحر بغرض الإصلاح ويسمى الطريق والمسلك المعد للسفن بـ “مجدف الخشب”. وبتاريخ 8 شعبان 1341هـ الموافق أوقف الشيخ عيسى بن علي آل خليفة قطعتي أرض بالمحرق بفريق الزياينة لهذا الغرض؛ حيث جاء في وثيقة الوقف الصادرة عن إدارة تسجيل الأملاك: قد أوقف جلالة المعظم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على أن تبقى القطعتان أرضاً خالية لمنفعة أهل المحلة خصيصاً والمسلمين عامة، وعلى أن لا يحدث بهما بناء ولا يؤجرا، ولا يسلما من بعدهم المتغلب يخشى عليهما منه. والطريق المؤدي إلى البحر يبقى على حاله لا يباع ولا يسد، بل يبقى ممراً لسالكين البحر”.